هُوَ لَنَا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ، تَدْخُلُ إِلَى مَا دَاخِلَ الْحِجَابِ عب6: 19

هُوَ لَنَا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ، تَدْخُلُ إِلَى مَا دَاخِلَ الْحِجَابِ عب6: 19

بينما
كان يسوع على الصليب أنشق الحجاب الفاصل بين القدس وقدس الأقداس في هيكل
سليمان. والذى كان بدورهِ كان يمنع أي شخص من الدخول أو التطلع أو حتى
إلقاء نظرة عابرة على داخل قدس الأقداس كما هو مكتوب "وَإِذَا حِجَابُ
الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ"
متى 27: 51 هذا الحجاب الذى كان يُرفع ليدخل "رَئِيسُ الْكَهَنَةِ فَقَطْ
مَرَّةً فِي السَّنَةِ، لَيْسَ بِلاَ دَمٍ يُقَدِّمُهُ عَنْ نَفْسِهِ
وَعَنْ جَهَالاَتِ الشَّعْبِ" عب9: 7

ومن بعدها صار لنا بدم يسوع
رئيس كهنتنا العظيم الدخول إلى الأقداس فى أى وقت نشئ لننظر ونعاين مجد
الله عن قريب كما هو مكتوب " فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ
بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ،طَرِيقًا كَرَّسَهُ لَنَا
حَدِيثًا حَيًّا، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ، وَكَاهِنٌ عَظِيمٌ عَلَى
بَيْتِ اللهِ، لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق فِي يَقِينِ الإِيمَانِ،
مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً
أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ. لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ
رَاسِخًا، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ" عب10: 19-23

مبارك
الرب لأن يسوع المسيح المصلوب شق لنا حجاب الهيكل من أعلى إلى أسفل أى من
السماء أولاً (حيث مسكن الله) إلى الأرض (حيث يسكن الجنس البشرى) وصالحنا
يسوع أبن الله الحى واضعاَ يده على كلينا ــ يد فى يد الله الأب من ناحية
ومن ناحية أخرى يد فى يد الإنسان منادياً بداية عهداً جديداً، عهد النعمة
حيث صالح جنس البشر مع الله بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا .. أى أن
يسوع أكمل عنا وعن الله الأمر كله كما هو مكتوب " الْكُلَّ مِنَ اللهِ،
الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا
خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ، أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ
مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ،
وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ." 2كو5: 18-19

والآن إذ
صار لنا دخول إلى الأقداس بدم يسوع الذى صار لنا كمرساة للنفس .. حيث ترسى
نفوسنا فيه وتستريح مطمئنة لأنه ثابت لن يتغير يوماً ولن ينكر نفسه عنا
للحظة، بل فى كل وقت يمكن أن تضع ثقتك وكل اتكالك عليه ومهما كانت خطاياك
فلك منها تطهير ومهما كان حجم آثامك فدم المسيح الذى سفك لأجل يغفر كل أثم.
نعم .. يسوع يعرفك جيداً لذلك هو قادر أن يرثى لضعفك .. كما هو مكتوب
"فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ،
يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ. لأَنْ لَيْسَ لَنَا
رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ
مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. فَلْنَتَقَدَّمْ
بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ
نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ." عب4: 14 -16،

تعالى إلى عرش النعمة
.. تعالى كما أنت بكل ضعفاتك وأياً كانت حالتك .. تعالى إلى أحضان أبوك
السماوى الذى من أجلك شق حجاب الهيكل لكى يزيل كل عائق يعوقك أن تراه بكل
وضوح وهناك فى عرش النعمة ستجد النعمة والرحمة والعون الالهى فى انتظارك ..
أوكد لك الرب سيعين كل ضعفك لكى تنظر بهاء وجمال وجلال الله .. تنظر مجد
الرب كأنك تنظر فى مرآه عندها ستتغير مما انت عليه الآن إلى تلك الصورة
عينها من مجد إلى مجد