التلمذة تبدأ فى حياة الانسان، ولكنها لا تنتهى..
وهذه التلمذة تأخذ فى حياة الانسان الوانا متعددة، تتنوع بحسب مراحل العمر التى يجتازها..
فمرحلة الطفولة تمثل التلمذة التى تصدق كل شىء..
التلمذة التى تطلب التعليم، وتسال وتريد ان تعرف وتقبل كل شىء بلا جدل، وتلتقط بالاقتداء اشياء كثيرة.
وفى المرحلة الابتدائية والاعدادية مرحلة اخرى من التلمذة التى تفهم وتستوعب. وفى المرحلة الثانوية التلمذة التى تناقش وتجادل وتختزن المعلومات بعد فحصها..
اما فى المرحلة الجامعية، فنوع آخر من التلمذة التى تشترك فى البحث وتحضير المعلومات، وتعتمد بعض الشىء على نفسها.
وبعد المرحلة الجامعية، تبدأ مرحلة اخرى من التلمذة على الحياة، حينما يدخل الشخص فى خضم الحياة العملية.
مرحلة لا تحدد فيها المناهج، ولا تحدد مواعيد للامتحان، انما يمتحن الانسان عمليا فى اى وقت، فى اى شىء بلا سابق تحضير ولا استعداد..
وانتم تحتاجون ان تستعدوا لاختبارات الحياة..
ويمكنكم التلمذة على خبرات غيركم، وكذلك التلمذة على الكبار، على المرشدين والآباء الروحيين. وكذلك يمكنكم التلمذة على الكتب.
يحتاج الانسان ان ينهل من كل منابع المعرفة، بشىء من الحكمة والحرص والفحص وغربلة المعلومات.
تحتاجون ان تتعلموا الحياة وتعرفوا كيفية التصرف، وكيفية التعامل مع الناس ومع الرؤساء، وكيفية الكلام:
متى يتكلم الشخص، وكيف يتكلم، ومتى يكون حازما، ومتى يتساهل، ومتى يدقق، ومتى يعاقب، ومتى يسامح..
بل إن محب التلمذة، يتتلمذ على كل شىء..
يتعلم النشاط من النملة، ويتعلم الايمان من العصافير التى لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن وابوكم السماوى يقوتها..
سعيد من يعيش تلميذا طول عمره..
يتعلم اكثر مما يعلم غيره. ويزداد كل يوم علما ومعرفة.
ويكون له التواضع الذى يقبل به التعليم من كل احد ومن كل شىء..
انتظرووووووووو الموضوع العشرون من كتاب كلمه منفعه لقداسه البابا شنوده الثالث
