اهلا وسهلا بك
عزيزي الزائر في منتدى كنوز السماء
ويكون سبب بركه
ونشر لكلمه السيد المسيح
وتعاليمه لنا يشرفنا انضمامك لاسرة منتدانا

اذا كانت هذه زيارتك الاولى نتمني ان تقضي وقت ممتع معنا في المنتدي

وان لم تكن هذه زيارتك الاولى فوقتا ممتعا برفقتنا


ولا تنسى المنتدى يحتاج الى تفعيل الاشتراك من ايميلك

<META http-equiv="refresh" content="5;URL=http://www.konozalsamaa.com/vb/">

اهلا وسهلا بك
عزيزي الزائر في منتدى كنوز السماء
ويكون سبب بركه
ونشر لكلمه السيد المسيح
وتعاليمه لنا يشرفنا انضمامك لاسرة منتدانا

اذا كانت هذه زيارتك الاولى نتمني ان تقضي وقت ممتع معنا في المنتدي

وان لم تكن هذه زيارتك الاولى فوقتا ممتعا برفقتنا


ولا تنسى المنتدى يحتاج الى تفعيل الاشتراك من ايميلك

<META http-equiv="refresh" content="5;URL=http://www.konozalsamaa.com/vb/">
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالمجلةالبوابهأحدث الصورالتسجيلدخولقناه الطريق فوتو شوب اون لاين keyboard عربياتصل بنا

 

 تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رامي سمير
مراقب عام المنتدي
رامي سمير


ما هي ديانتك : انا مسيحي

ذكر

الابراج : الحمل الأبراج الصينية : القط
عدد المساهمات : 1528
نقاط : 8059
تاريخ التسجيل : 16/02/2010
العمر : 49
الموقع : القاهره
العمل/الترفيه : في مجال الديكور

المزاج بشكر ربنا جداااااااااااااااااااااااااا

تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين Empty
مُساهمةموضوع: تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين   تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين Emptyالجمعة مايو 28, 2010 8:01 pm

يوسف يعلن
ذاته






قلنا أن اللقاء الأول كان يشير إلى
تمتعنا بالشركة في آلام
السيد المسيح وصلبه، واللقاء الثاني يشير إلى الدفن مع السيد المسيح، أما
هذا
اللقاء فيشير إلى قيامتنا مع السيد المسيح الذي أعلن ذاته لنا كواهب الحياة
وغالب
الموت.



١. يوسف يعلن ذاته
١-١٥



٢. دعوتهم لدخول مصر
١٦-٢٤



٣. إسرائيل يسمع عن يوسف
٢٥-٢٨


١. يوسف يعلن ذاته:





"فلم يستطع
يوسف أن يضبط نفسه لدى جميع الواقفين عنده،
فصرخ: أخرجوا كل إنسان عني. فلم يقف أحد عنده حين عرّف يوسف إخوته بنفسه.
فأطلق
صوته بالبكاء، فسمع المصريون وسمع بيت فرعون. وقال يوسف لإخوته: أنا يوسف،
أحيّ
أبي بعد؟! فلم يستطع إخوته أن يجيبوه لأنهم ارتاعوا منه" [١-٣].



إذ روى يهوذا الحديث الذي دار بينه
وبين أبيه إسرائيل، من
خلاله استشف كيف ترك غياب يوسف أثرًا عميقًا في نفس أبيه لن يمكن انتزاعه،
وأن
إسرائيل أباه قد تعلقت نفسه ببنيامين حتى قدم يهوذا نفسه فدية عوضًا عن
بنيامين كي
لا يرى أباه يصيبه شر بسبب عدم رجوع بنيامين... أمام هذه المشاعر مع الحنين
الملتهب في قلب يوسف نحو أبيه لم يحتمل الموقف، حتى صرخ: أخرجوا كل إنسان
عني،
وهنا يعلن يوسف نفسه لإخوته وقد انفجرت عيناه بالدموع وصار يبكي بصوتٍ عالٍ
سمعه
المصريون في الخارج!



كان يوسف يضبط نفسه في اللقاءين
السابقين، وكانت أحشاؤه تلتهب
حبًا وحنينًا وكان يبكي من وراء اخوته... أما الآن فلم يستطع أن يخفي
مشاعره، ولم
يقدر إلاَّ أن يعلن ذاته بعد إخراج الغرباء.



كان اللقاء الأول في حضرة الكثيرين،
والثاني أيضًا، أما الثالث
فلم يعلن يوسف ذاته إلاَّ بعد أن أخرج الغرباء. هكذا تحقق اللقاء الأول مع
السيد
المسيح عند الصليب أمام الجميع وشهد لكل أحداث الصلب، وأيضًا في الدفن إذ
كان
الجند حول القبر، أما في القيامة فلم يعلن ذاته إلاَّ لأحبائه، الذين
يشتاقون إلى
الحياة المقامة. بمعنى آخر تحقق الصلب وأيضًا الدفن علانية معلنًا الله
لجميع
البشر، أما سرّ القيامة فلا ينعم به إلاَّ الذين يرغبون في التعرف على
أسراره
والتمتع بحياته المقامة. فقيامة السيد المسيح إنما هي سرّ تجلي المسيح غالب
الموت
وإعلان ذاته في كنيسته التي تنعم بالحياة معه وتثبت فيه.



يقول الكتاب: "فسمع المصريون وسمع
بيت فرعون
"... سمعوا
صوت البكاء مع صرخة يوسف لكنهم لم يفهموا ما
يحدث في الداخل: هل هو بكاء الفرح أم الدهشة أم الحزن؟! لقد كانوا كالحراس
عند
القبر شاهدوا بهاءً شديدًا وأحسوا بالزلزلة لكنهم لم يكونوا قادرين على
معرفة سرّ
قيامة السيد المسيح ولا قبوله فيهم، إذ هم في الخارج! أقول إنهم كانوا
كالمرافقين
لشاول الطرسوسي الذين شاهدوا بهاءً شديدًا وصوتًا من السماء لكنهم لم
ينعموا بفهم
صوت القائم من الأموات ولا عاينوه... إنما كان اللقاء مع شاول وحده.



"قال يوسف لإخوته: أنا يوسف"... وكأنه يرمز
إلى السيد المسيح الذي قال من السماء: "أنا يسوع الذي أنت تضطهده، صعب عليك
أن ترفس مناخس" (أع ٩: ٥). وكما ارتاع إخوة يوسف من هذا اللقاء، ارتاع
أيضًا شاول وتحير!



ليتنا نسمع صوت يوسفنا الذي بعناه
بخطايانا: أنا يوسف أخوكم
الذي أحببتكم وقدمت لكم كل حنو، فبعتموني بفضة غاشة! أنا يوسف الذي
دفعتموني إلى
المذلة... "
لا تتأسفوا ولا تغتاظوا
لأنكم بعتموني إلى هنا، لأنه لاستبقاء حياة أرسلني الله قدامكم
" ].
بعناه
بالفضة الغاشة، فإذا به يُصلب ليهبنا حياة أبدية.



أقول ليتنا لا نخاف من اللقاء مع
ربنا يسوع القائم من الأموات
فإنه رقيق غاية الرقة حتى في عتابه معنا!



إذ أعلن ذاته لهم، قال: "أحيّ أبي بعد؟!"
[٣].
لقد عرف منهم قبلاً أنه حيّ، لكنه يسأل في دهشة، وكأنه يقول: كيف احتمل أبي
التجربة؟! ألعله ينتظر مترجيًا أن يراني إنما ليكشف لنا أن ما يشغل فكر
يوسفنا
الجديد حين نلتقي به خلال القيامة هو تقديم ذبيحته الكفارية طاعة للآب الذي
هو
"حيّ" ويشتاق أن يهب حياة لكل إنسان.



"فلم يستطع إخوته أن يجيبوه لأنهم ارتاعوا منه"
[٣].
ما هو سرّ خوفهم؟ لقد رأوا يوسف كمن قد مات وقام! لم يكونوا يتوقعون رؤية
أخيهم
بعد، خاصة في هذا المجد العظيم. ولعلهم تذكروا أحلام يوسف التي استهانوا
بها
وسخروا بها، واليوم تتحقق في أروع صورة! أو لعلهم حسبوا أنفسهم قد وقعوا في
فم
الأسد، فالذي ألقوا به في الموت بلا رحمة قد قام فجأة يحمل السلطان!



في رقة عجيبة أراد يوسف أن ينزع كل
خوف عنهم، إذ قال لهم:
"
تقدموا إليّ" [٤]. لعلهم من هول
الموقف وشدة اضطرابهم قد تراجعوا إلى الوراء... لكن يوسف العذب في حنو
يستدعيهم:
"تقدموا إليّ". بالخطية نصير بعيدين عن يوسفنا، لكننا إذ نسمع صوته
ونقبل عمل قيامته فينا نقترب إليه، وكما يقول الرسول بولس: "ولكن الآن في
المسيح يسوع أنتم الذي كنتم قبلاً بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح" (أف
٢: ١٣).



ولكي يدفعهم للاقتراب إليه لا
بأجسادهم فقط وإنما بكل قلوبهم،
قال لهم: "
والآن لا
تتأسفوا ولا تغتاظوا لأنكم بعتموني إلى هنا، لأنه
لاستبقاء حياة أرسلني الله قدامكم... فالآن ليس أنتم أرسلتموني إلى هنا بل
الله
"
[٥-٨].
إن كان قد كشف لهم عن إثمهم بقوله: " أنا يوسف أخوكم الذي بعتموه إلى
مصر" [٤]
، لكن بسرعة قدم لهم الدواء، فقد استخدم الله حتى هذا الشر
لخيره وخيرهم، فقد انقضى عامان على المجاعة وتتبقى خمسة أعوام، والآن أرسله
الله لإنقاذهم
طوال هذه الأعوام القاسية حتى لا يموتوا. بنفس الفكر يعلن السيد المسيح
لخاصته
أنهم وإن باعوه وأسلموه للموت فقد انقضى على العالم عامان جوع، ويبقى
العالم
جائعًا خمسة أعوام حتى يأتي انقضاء الدهر. لقد عال كلمة الله العالم في
العهد
القديم والآن يعولهم في العهد الجديد حتى تعبر مجاعة الحياة الزمنية وندخل
إلى
كمال الشبع الأبدي.



ما أجمل أن نلتمس خطة الله وتدبيره
إذ يحول كل الأمور للخير،
حتى وإن أراد إخوتنا الخلاص منا ببيعنا إلى مصر.



يقول أيضًا: "هوذا قد جعلني أبًا
لفرعون وسيدًا لكل بيته ومتسلطًا على كل أرض مصر
" [٨].
قديمًا كان فرعون يدعو الوزير الأول أبًا له، إذ يترك له تدبير كل أمور
الدولة كما
يسلم الابن حياته في يديّ أبيه. هذا وإن كان فرعون يمثل العالم الأممي
الدولة كما
يسلم الابن حياته في يديّ أبيه. هذا وإن كان فرعون يمثل العلم الأممي في
ذلك
الحين، فقد صار السيد المسيح أبًا للأمم وسيدًا على كل حياتهم ومتسلطًا على
أجسادهم (كل الأرض) كما على أرواحهم. هكذا يهتم يوسف الحقيقي بجماعة الأمم
الغرباء
بضمهم إليه كأعضاء جسده.



الآن إذ نزع يوسف عنهم الخوف سألهم
أن يسرعوا إليه بأبيه:
"أسرعوا
اصعدوا إلى أبي وقولوا له: "هكذا يقول ابنك يوسف قد جعلني الله سيدًا لكل
أرض
مصر، أنزل إليّ لا تقف. فتسكن في أرض جاسان وتكون قريبًا مني أنت وبنوك
وبنوا بنيك
وغنمك وبقرك وكل ما لك، وأعولك هناك لأنه يكون أيضًا خمس سنين جوعًا لئلا
تفتقر
أنت وبنوك وكل مالك... وتخبرون أبي بكل مجدي في مصر" [٩–١٣].



لم يكن يوسف يفكر في الماضي بمنظار
بشري سقيم، وإنما ببصيرة
روحية هي في الحقيقة عطية إلهية، فعوض توبيخ اخوته على ما ارتكبوه في حقه
ظلمًا
وما سببوه له من متاعب طوال السنوات الماضية، رأى يدّ الله القديرة وخطته
الفائقة
لخلاصه وخلاص أبيه وإخوته وأبنائهم من الموت. لم يجد وقتًا للحديث بل أراد
أن يكرم
الكل بالعمل الجاد، قائلاً: "أسرعوا اصعدوا إلى أبي"، وسألهم أن يقولوا
لأبيه: "انزل إليّ لا تقف! إنه ليس وقت للكلام بل للعمل والخلاص من موت
يتعرض
له العالم لخمس سنوات قادمة!



أما أرض جاسان التي أختارها يوسف
لأبيه واخوته وكل أولادهم،
وهي تقع شمال شرقي الدلتا، مكانها الآن محافظة الشرقية، تسمى أيضًا أرض
رعمسيس (تك
٤٧: ١١). ومن أجود الأراضي، كانت أرضًا للرعي وقد أقام
بها إسرائيل في أيام يوسف يرعون غنم فرعون وأغنامهم، وبقي إسرائيل بها حتى
وقت
الضيقة.



أخيرًا فقد حسب المجد الذي له هو
لأبيه واخوته، إذ يقول لهم:
"وتخبرون أبي بكل مجدي في مصر" [١٣]. انه على عكس كثيرين
حينما يغتنون أو ينالون كرامة يتجاهلون عائلاتهم ويتشامخون عليهم. لقد شعر
يوسف أن
ما قد بلغ إليه لا فضل له فيه إنما هو عمل الله من أجل أبيه واخوته لكي
يتمجدوا
ويحيوا. وبهذا صار صورة للسيد للمسيح الذي ترك مجده لأجلنا وعاد فتمجد
بالمجد الذي
له من قبل إنشاء العالم (يو ١٧: ٥) لكي يرفعنا معه في مجده،
كورثة للميراث.


٢. دعوتهم لدخول مصر:





إذ سمع فرعون وعبيده بلقاء يوسف مع
إخوته فرحوا جدًا [٦]،
إذ كان الكل يحب يوسف، وكان فرعون سخيًا للغاية إذ طلب من يوسف: "
قل لإخوتك
افعلوا هذا: حملوا دوابكم وانطلقوا واذهبوا إلى أرض كنعان، وخذوا آباءكم
وبيوتكم
وتعالوا إليَّ فأعطيكم خيرات أرض مصر وتأكلوا دسم الأرض. فأنت قد أمرت،
افعلوا
هذا، خذوا لكم من أرض مصر عجلات لأولادكم ونساءكم واحملوا أباكم وتعالوا.
ولا تحزن
عيونكم على أثاثكم، لأن خيرات جميع أرض مصر لكم" [١٧–٢٠].



ما هي خيرات أرض مصر وما هو دسم أرض
مصر التي اشتهى فرعون أن
يقدمها لإخوة يوسف محبة في أخيهم المحبوب لديه إلاَّ إشارة إلى أسرار ملكوت
الله
وفيض غنى السماء الذي صار لنا من قبل الله خلال يوسف الجديد المحبوب لدى
الآب. لقد
سألهم أن يأخذوا عجلات لهم ولأولادهم ولنسائهم ويأتوا لينعموا بخيرات جميع
أرض مصر
لتكون لهم. ما هذه التي تحملنا إلاَّ أعمال الله الخلاصية ووسائط الخلاص من
تمتع
بكلمة الله وأسرار الكنيسة مع الصلوات والمطانيات الأمور التي تلهب القلب
لينطلق
بالروح القدس لا لينعم بخيرات أرض مصر إنما بخيرات السماء عينها. من بين
هذه
العجلات الإلهية سرّ المعمودية كمثال. فنسمع القديس غريغوريوس
الثيؤلوغوس

يقول: [الاستنارة هي المعمودية. الاستنارة مركب تسير نحو الله، مسايرة
المسيح، رأس
الدين، تمام العقل. الاستنارة مفتاح ملكوت السموات، استعادة الحياة، عتق
العبودية،
انحلال الرباطات
[435]].
أما العجلة الثانية التي تنطلق بنا إلى المجد فهي ذبيحة الأفخارستيا، فقد
جاء في
قداس آدم وماري السرياني: [هذه التقدمة التي لخدامك... فلتكن غفرانًا عن
معاصينا
ومحوًا لخطايانا، ونورًا عظيمًا للقيامة من بين الأموات، وحياة جديدة في
ملكوت
السموات]... هكذا نقول أن أعمال الروح القدس في حياة الكنيسة هي أشبه
بعجلات إلهية
قادرة أن ترفعنا إلى حضن الآب خلال تثبيتنا في المسيح يسوع ربنا.



نعود إلى فرعون لنجده يقول: "أنت قد
أمرت"، مع أنه
واضح من سياق الحديث أن فرعون لم يسمع عن يوسف أنه أمر بإحضار عائلته، لكن
فرعون يحسب
ما يصدر عنه كأمر لحساب يوسف وعائلته كأنما صدر من يوسف نفسه، وما يصدره
يوسف من
أمر لصالح مصر إنما كأنه قد صدر عن فرعون. أقول مع الفارق ما يهبنا الآب
بأمره أنما
يكون في المسيح، وما يهبه لنا المسيح إنما هو خلال الآب!



ما أعذب الكلمات التي قالها فرعون: "لا
تحزن عيونكم
على أثاثكم، لأن خيرات جميع أرض مصر لكم
" [٢٠]
. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في

موقع الأنبا تكلا
في أقسام المقالات و
التفاسير الأخرى).

لم
تكن بالأمر السهل أن يترك إسرائيل الشيخ وبنوه وأحفاده وعبيده أرضهم بالرغم
مما
لحق بهم بسبب المجاعة ما لم يتطلعوا إلى الوعد "لأن خيرات جميع أرض مصر
لكم". ونحن أيضًا لا نستطيع أن نتخلى عما لنا في أرض غربتنا ما لم يفتح
الرب
بصائرنا لنرى المجد الأبدي المعد لنا إن رحلت قلوبنا إلى هناك... فبولس
الرسول إذ
انفتحت عيناه الروحيتان لتعاينا هذا المجد قال: "ما كان لي ربحًا فهذا قد
حسبته من أجل المسيح خسارة، بل إني أحسب كل شيء أيضًا خسارة من أجل فضل
معرفة
المسيح يسوع ربي الذي من أجله خسرت كل شيء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح
المسيح" (في ٣: ٧، ٨). وجد القديس بولس في السيد المسيح
اللؤلؤة كثيرة الثمن التي من أجلها باع كل شيء بفرح وسرور. أكتشف فيض الغنى
فيه
فترك كل شيء منطلقًا بقلبه وفكره وكل أحاسيسه، وجد فيه كل الشبع الحقيقي.



نعود إلى يوسف الذي في حب عجيب أراد
أن يؤكد لهم صفحه عن
الماضي، إذ وهبهم عجلات وحلل وثياب علامة الكرامة كما قدم لأخيه بنيامين
ثلاثمائة
من الفضة مع خمس حلل ثياب، وأرسل لهم عشرة حمير حمالة من الخيرات وعشر أتن
حاملة
حنطة وخبزًا وطعامًا لأبيه لأجل الطريق من كنعان إلى مصر... كما أوصاهم: "لا
تتغاضبوا
في الطريق" [٢٤]،
إذ خشي أن يلوم أحدهم الآخر على
ما سبق ففعلوه به، إنه ليس وقتًا للوم، بل للإسراع بالعودة إليه مع أبيهم
ونسائهم
وأولادهم وكل ما لهم.



ما هذه الثياب التي قدمها يوسف
لاخوته إلاَّ الاتحاد بالسيد
المسيح، فنكون معه وفيه، نختفي فيه فيصير لنا كثوب يستردنا أبديًا، وبه يحق
لنا
الدخول إلى حضن أبيه.



أما الفضة التي أعطاها لأخيه الأصغر
فهي كلمة الإنجيل التي
سلمها السيد المسيح لكنيسته أو للبشرية بكونها الأخ الأصغر، وكما سبق
فرأينا في
تفسيرنا سفر القضاة
[436]
أن رقم ٣٠٠ في اليونانية يمثل حرف تو "
T" أي
الصليب، وكأن الثلاثمائة من
الفضة التي تسلمها بنيامين إنما هي قبول شركة الصلب والألم مع السيد المسيح
خلال
الكرازة بكلمة الإنجيل المفرحة. وأما الخمس حلل التي وهبها لبنيامين فهي
تقديس
حواسنا الخمس لتحمل سمات السيد المسيح، وتتقدس لحسابه بروحه القدوس.



إن كل ما وهبنا يوسف الحقيقي إنما هو
"طعام لأجل
الطريق
" [٢٣]، أما ما وراء هذا الطعام فهو تمتع بأمور
لا ينطق بها، أو كما يقول الرسول: "ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على
بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه" (١ كو ٢: ٩). ما نناله
هنا هو عربون وزاد للطريق حتى نبلغ إلى المجد لننعم بكمال العطية الإلهية.


٣. إسرائيل يسمع عن يوسف:





"فصعدوا من
مصر وجاءوا إلى أرض كنعان إلى يعقوب أبيهم
وأخبروه قائلين: يوسف حيّ بعد، وهو متسلط على كل أرض مصر. فجمد قلبه لأنه
لم
يصدقهم، ثم كلموه بكل كلام يوسف الذي كلمهم به، وأبصر العجلات التي أرسلها
يوسف
لتحمله، فعاشت روح يعقوب أبيهم، فقال إسرائيل: كفى، يوسف ابني حيّ بعد،
أذهب وأره
قبل أن أموت" [ ٢٥-٢٨].



صعد الرجال من مصر وجاءوا إلى أبيهم
الذي سمع عن خبر ابنه
فجمدت كل أحاسيسه وعواطفه من هول الموقف، كان الموقف أكبر من أن يحتمله
الشيخ
يعقوب، حتى خيل إليه أن قلبه قد توقف عن النبض. إذ استفاق لنفسه شيئًا
فشيئًا
وتأكد من صدق الخبر برؤية للمركبات انتعشت نفسه من جديد وحسبها أعظم عطية
إلهية أن
يرى يوسف ابنه ويموت... لم تشغله المركبات ولا المجد الذي بلغه ابنه وإنما
قال:
"أذهب وأراه". وكأنه يعلن ما
قاله المرتل: "من لي في السماء، معك لا أريد شيئًا على الأرض" (مز
٧٣: ٢٥).



وللعلامة أوريجانوس
تعليق طويل على هذا
النص تقتطف القليل منه مع تعليق من جانبنا:



أولاً
: يعلق على عبارة "فصعدوا من مصر وجاءوا إلى
كنعان" [٢٥]،
موضحًا أن الكتاب لا يذكر النزول إلى أماكن مقدسة بل الصعود إليها والعكس
أيضًا
[sup][437][/sup].
فإن كانت مصر قد تباركت بوجود يوسف فيها فصارت مصدر شبع، لكنها في العهد
القديم
كانت رمزًا للعالم أو لمحبته، لذلك يقال: "صعدوا من مصر"، فمن يرتفع عن
العالم نحو كنعان السماوية. ويمكننا القول بأن مصر قد صارت بركة لا بحلول
يوسف
فيها بل بمجيء السيد المسيح نفسه مع أمه والقديس يوسف إليها.



ثانيًا
: يرى العلامة أوريجانوس أن كلمة
"عاشت" في
العبارة "عاشت روح يعقوب أبيهم، فقال إسرائيل: كفى يوسف ابني حيّ" جاءت
في اللاتينية بمعنى "أضاءت أو استنارت". وكأن يعقوب بعيدًا عن يوسف كان
كسراج ينطفئ استنار بالحياة إذ قيل "الحياة كانت نور الناس" (يو
١: ٤)
[438].



يمكننا أن نقول بأن نفوسنا كيعقوب
متى ابتعدت عن يوسف الحقيقي انطفأ
الروح فيها (١ تس ٥: ١٩)، ومتى تعرفنا عليه أنه حيّ، أي
قائم من الأموات تستنير نفوسنا في داخلنا ببهجة قيامته العاملة فينا.



إن كان يعقوب قد أشتاق أن يختم حياته
برؤيته يوسف حيًا، إنما
يمثل البشرية التي اشتاقت أن تتمتع برؤية السيد المسيح القائم من الأموات
حتى ترقد
على رجاء.



ثالثًا
: يقول العلامة أوريجانوس أن إسرائيل
دهش إذ سمع أن
يوسف "متسلط على كل أرض مصر"، أي غالب كل خطية من شهوات وزنا ودنس
[439].



ليتنا نتحد بيوسفنا الحقيقي فنحمل
فيه كل غلبة، ونكون بالحق
متسلطين على مدينة أو اثنين أو ثلاثة بل على كل جسدنا (مصرنا الرمزية)، به
نضبط
الفكر وبه نحيا مقدسين في الحواس والعواطف وبه نسلك بوقار!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://konoz.0wn0.com
انا بنت الفادى
عضو متميز الحضور
انا بنت الفادى


ما هي ديانتك : انا مسيحي

انثى

عدد المساهمات : 1849
نقاط : 8839
تاريخ التسجيل : 18/04/2010
الموقع : قلب بابا يسوع
العمل/الترفيه : لتكن مشيئتك يارب

المزاج مبسوط فى حضن يسوع

تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين   تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين Emptyالسبت مايو 29, 2010 4:51 am

ميرسي ليك يارامى على التفسير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رامي سمير
مراقب عام المنتدي
رامي سمير


ما هي ديانتك : انا مسيحي

ذكر

الابراج : الحمل الأبراج الصينية : القط
عدد المساهمات : 1528
نقاط : 8059
تاريخ التسجيل : 16/02/2010
العمر : 49
الموقع : القاهره
العمل/الترفيه : في مجال الديكور

المزاج بشكر ربنا جداااااااااااااااااااااااااا

تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين   تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين Emptyالسبت مايو 29, 2010 2:11 pm

ميرسي يا مارينا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://konoz.0wn0.com
 
تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير الاصحاح الحادي والاربعون من سفر التكوين
» تفسير الاصحاح الثاني والاربعون من سفر التكوين
» تفسير الاصحاح الثالث والاربعون من سفر التكوين
» تفسير الاصحاح الرابع والاربعون من سفر التكوين
» تفسير الاصحاح الثامن والاربعون من سفر التكوين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: °◦ ♣..♥ منتدي الكتاب المقدس ♥..♣◦° :: تفسيرات وأسفار الكتاب المقدس-
انتقل الى:  
كنوز السماء
<div style="background-color: none transparent;"><a href="http://www.rsspump.com/?web_widget/rss_ticker/news_widget" title="News Widget">News Widget</a></div>
الساعة الان بتوقيت القاهره
Powered by phpbb2 ® Ahlamontada.com
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى كنوز السماء
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010
https://konoz.0wn0.com
المشاركات المنشورة بالمنتدى لاتعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى ولا تمثل إلا رأي أصحابها فقط
all participants &topics in forum konoz.0wn0.com does not necessarily express the opinion of its administration,but it's just represent the viewpoint of its author

تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين Konoz-elsamaa?bg=99CCFF&fg=444444&anim=0

اكتب اميلك ليصلك كل ما هو جديد بالموقع:

بعد ان تقوم بادخال بريدك ستصلك رسالة باسم FeedBurner Email Subscriptions اضغط علي الرابط الموجود بداخلها لتفعيل حسابك

منتدي كنوز السماء

كنوز السماء

منتديات كنوز السماء

↑ Grab this Headline Animator

Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A-%D9%83%D9%86%D9%88%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1 Add to My Yahoo! منتدي كنوز السماء Add to Google! منتدي كنوز السماء Add to AOL! منتدي كنوز السماء Add to MSN منتدي كنوز السماء Subscribe in NewsGator Online منتدي كنوز السماء
Add to Netvibes منتدي كنوز السماء Subscribe in Pakeflakes منتدي كنوز السماء Subscribe in Bloglines منتدي كنوز السماء Add to Alesti RSS Reader منتدي كنوز السماء Add to Feedage.com Groups منتدي كنوز السماء Add to Windows Live منتدي كنوز السماء
iPing-it منتدي كنوز السماء Add to Feedage RSS Alerts منتدي كنوز السماء Add To Fwicki منتدي كنوز السماء Add to Spoken to You منتدي كنوز السماء
Add to Alesti RSS Reader Add to Alesti RSS Reader تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين Feed-icon32x32 
Share |
أضف إلى The Free Dictionary Untitled Page
الوقت الذي امضيتة بهذه الصفحة هو:

ثانية

منتديات كنوز السماء

منتدي الكتاب المقدس     دراسات وابحاث مسيحية    منتدي الاسره المسيحية    منتدي الكتب    منتدي الشهداء والقديسين    منتدى الاخباري     امنتدي البيت المسيحي      منتدى الصوتيات والمرئيات    منتدى البرمجيات والتكنولوجيا (تصميم وتطوير المواقع )    المنتدي العام الثقافي    منتدي الترفيهي    منتدي الرياضي    المنتدي التعليمي    منتدي الطبي

المواضيع الأخيرة
» بيان هام لكل الخدام
تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين Emptyالأحد أغسطس 19, 2012 4:47 pm من طرف stmaryaiad

» تعزيات فى وسط الهموم
تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين Emptyالإثنين يناير 23, 2012 8:07 am من طرف سماح

» هل معجزات المسيح تمت بالصلاة؟! هل كان المسيح يصلي قبل إجراء المعجزة، لكي يُتَمِّم الله المعجزة، فيستجيب لصلاته؟
تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين Emptyالسبت يناير 21, 2012 3:01 pm من طرف admin

» كورس الأوراكل
تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين Emptyالخميس يناير 05, 2012 5:37 pm من طرف stmaryaiad

» كورس التغيير الفعال
تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين Emptyالإثنين ديسمبر 12, 2011 2:38 am من طرف mary_jesus

» اول عيد ميلاد لاروع و اجمل منتدى كنوز السماء فى الدنيا كلها
تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين Emptyالثلاثاء ديسمبر 06, 2011 1:33 pm من طرف aghapy jesus

» كتب القمص أنطونيوس كمال حليم (علم نفس)
تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين Emptyالسبت نوفمبر 19, 2011 3:55 pm من طرف mena92

» سر بسيط قد يكون المفتاح لنجاحك
تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين Emptyالخميس نوفمبر 03, 2011 2:16 am من طرف admin

» حظك اليوم مع يسوع فقط وحصري علي كنوز السماء يوميا
تفسير الاصحاح الخامس والاربعون من سفر التكوين Emptyالأربعاء نوفمبر 02, 2011 3:03 pm من طرف admin