مليونا مسلم ومسيحي يلتقون في جبل الطير: مولد العذراء بالمنيا.. مصيف الغلابة تحتفل مطرانية سمالوط بالنهضة الروحية في جبل الطير والتي تعرف بمولد
العذراء تحت رعاية الأنبا بفنوتيوس اسقف سمالوط وطحا الأعمدة.. بدأت
الاحتفالات الأربعاء الماضي وتستمر لمدة أسبوع بمشاركة نحو مليوني مسلم
ومسيحي.
يطلق علي السيدة العذراء لقب "أم النور" وذكرت في الانجيل والقرآن الكريم
وخصها الله عز وجل بسورة مريم في القرآن الكريم وفي هذا الاحتفال تظهر روح
المودة والحب فالجميع يهنئون بعضهم البعض في مولد العذراء ويتبادل فيه
المسلمون والمسيحيون الزيارات حيث تتلاصق الخيام وأماكن السكن.. لا فرق بين
مسلم ومسيحي فالجميع في مكان واحد علي أرض واحدة تشهد بالالتحام الروحي
بين عنصري الأمة ويعتبره البعض بأنه "مصيف الغلابة".
فهو احتفال شعبي بذكري مرور العائلة المقدسة السيدة العذراء والسيد المسيح
ويوسف النجار واقامتهم في منطقة جبل الطير. هربا من بطش الحاكم الروماني
هيرودس.
أكد القس داود ناشد وكيل مطرانية سمالوط أن المطرانية تستعد لاستقبال
الزائرين الذين تتزايد أعدادهم كل عام كما توجد المزيد من الخدمات في الدير
حيث يتواجد 30 كاهنا بسمالوط لتقديم الخدمات الروحية وكذلك يوجد فريق
ترانيم وكورال من داخل وخارج المنيا وخدام لارشاد الزائرين والسياح للأماكن
الأثرية وحفظ الأمن الداخلي.
اضاف: من المعروف أن الاحتفال يشهد تواجدا أمنيا مكثفا حفاظا علي أرواح
المواطنين وحفظ الأمن العام ومساعدتهم وخصوصا أن الكنيسة الأثرية صغيرة..
وتشهد إقبالا متزايدا من زوار أم النور وأشار في وصفه للكنيسة إلي أنها تقع
في الجانب الغربي من قرية جبل الطير. وبجوارها مدافن الأقباط. حيث يوجد
بها بابان باب للدخول وآخر للخروج وان الزائر لا يستطيع الوقوف في الكنيسة
أكثر من 5 دقائق نظرا لضيق المكان وكثرة الزوار.
وأوضح أن دير العذراء بجبل الطير يضم ثلاث كنائس: كنيسة السيدة العذراء
الأثرية وهي منحوتة علي الصخرة بشكل معماري جميل وليست بناية ويوجد بداخلها
المغارة التي اختبأت فيها العائلة المقدسة وكنيسة القديس أنبا مقار وكنيسة
القديس يوسف كما انها تطل علي النيل فعلي الرغم من ذلك إلا أن المكان صغير
جدا ولا يستوعب الأعداد.. مضيفا أن مكانة السيدة العذراء عظيمة بداخل قلوب
المسلمين والمسيحيين فهي رمز للطهارة والنقاء.
واضاف القس داوود ناشد أن بناء الكنيسة الأثرية تم في القرن الرابع متوازيا
مع بناء كنيسة القيامة بالقدس التي قامت علي بنائها الأمبراطورة هيلانة
سنة 328م في المكان الذي حلت فيها السيدة العذراء وابنها المسيح ومعها يوسف
النجار أثناء رحلة الهروب إلي مصر.
وقال إن دخول السيد المسيح أرض مصر بركة كبيرة لأرضها وشعبها. فبسببها قال
الرب "مبارك شعبي مصر". وبسببها تمت نبوءة أشعياء القائلة: .. يكون مذبح
للرب في وسط أرض مصر فهو مذبح كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية بدير
المحرق العامر. حيث مكثت العائلة المقدسة في هذا المكان أكثر من ستة شهور
كاملة. وسطح المذبح هو الحجر الذي كان ينام عليه المخلص الطفل.
عبرت العائلة المقدسة النيل ناحية الشرق حيث يقع الآن دير السيدة العذراء
بجبل الطير شرق سمالوط. ويقع هذا الدير جنوب معدية بني خالد بحوالي 2كم حيث
استقرت العائلة بالمغارة الموجودة بالكنيسة الأثرية.
ويعرف بجبل الطير لأن ألوفا من طير البوقيرس تجتمع فيه ويسمي أيضا بجبل
الكف حيث يذكر أن العائلة المقدسة وهي بجوار الجبل كادت صخرة كبيرة من
الجبل ان تسقط عليهم. فمد الرب يسوع يده. ومنع الصخرة من السقوط فامتنعت.
وانطبعت كفه علي الصخرة.
غادرت العائلة المقدسة منطقة جبل الطير وعبرت النيل من الناحية الشرقية إلي
الناحية الغربية. واتجهت نحو الاشمونين الثانية وحدثت في هذه البلدة كثير
من العجائب. وسقطت أوثانها. وباركت العائلة المقدسة الاشمونين.
ويقول القمص متي كامل. راعي الكنيسة. إن الاحتفالية تعد مؤتمرا شعبيا
تلقائيا يتوحد فيه المواطنون. مشيرا إلي أن هذا التوحد يحدث منذ قرون طويلة
تذكارا لهروب السيدة العذراء وطفلها إلي الأمان في مصر. وأشار إلي أن
انجيل لوقا ذكر الآية التي تقول هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني بمعني
أن جميع الاجيال تمدح السيدة العذراء من القرن الأول وإلي نهاية الدهر.
وأشار القس فيلبس فوزي راعي كنيسة العذراء بجبل الطير إلي أن هذا المحفل
يشهد ترويجا اقتصاديا وتوافر السلع بأسعار زهيدة كما كان لوسيلة النقل
المعدية التي قام اللواء أحمد ضياء الدين بشرائها وتشغيلها لنقل الأهالي من
البر الغربي بمدينة سمالوط إلي البر الشرقي قرية بني خالد دورا هاما في
زيادة نسبة الإقبال وأشار إلي المشاركة من القيادات الشعبية والتنفيذية
والسياسية في الاحتفال لتهنئة الشعب المصري بهذه البقعة المباركة التي
يتلاحم فيها الشعب دون تفرقة لان الكل يحس انها أم واللقب المفضل والمحبب
للجميع أم النور.
واضاف ابراهيم منير. عضو مجلس محلي بأن المنيا شهدت احتفاليات سنوية احداها
بذكري مرور العائلة المقدسة. والأخري في جبل الطير في دير الجرنوس ببني
مزار والثالثة كوم ماريا بمدينة ملوي. ونطالب الدكتور أحمد ضياء الدين
محافظ المنيا بتطوير أماكن الزيارة والعمل علي اظهاره في احسن صورة وخاصة
ان المنطقة جبلية حيث يقوم الأهالي بالبناء فوق الجبانات فلابد من نقل
الجبانات أو بنائها بعيدا عن المساكن وكذلك الصرف الصحي.
يبلغ سكان القرية 7 آلاف مواطن من المسلمين والمسيحيين.. تؤكد الحاجة أم
احمد أنها دائما تحب زيارة أم النور لانها جاءت في الكتب السماوية وانها
ملتقي للأحباب والاصحاب دائما تحرص علي اصطحاب ابنائها معها وانها تعد
العدة.
ويقول الحاج قرني محمد إن نسائم هذه الأيام تخيم علي الجميع من المحافظة
وخارجها لتنشر اكليل السلام وترتل اغاريد الحب ليجتمع الجميع في جو ملئ
بالحب.
بينما يؤكد ماهر بهيج أنه يفضل زيارة أم النور في غير أيام الاحتفال حيث ان
هذه الأيام تكتظ بالمواطنين وان الزحام الشديد لا يدع مجالا للزائر
للاستمتاع بروحانيات المكان وممارسة بعض العادات التي يحب بعض الزائرين
القيام بها.
المهندس ميلاد سيف يفضل الزيارة في اليوم الأخير بعيدا عن الزحام وتكدس
البشر في الشوارع فالعذراء موجودة طوال العام وليس في المولد فقط.
أكد أحمد أبو الدهب بأنه يحرص علي زيارة العذراء مريم كل عام بصحبة اصدقائه
للتسوق والزيارة اشار اسحاق شكري إلي أن بعض زوار أم النور يقومون بادخار
جزء من المال في انتظار هذه الأيام لأنها تعد المتنفس الحقيقي والوحيد لهم
خاصة أنهم من الطبقة الفقيرة البسيطة التي لا تستطيع الذهاب للمصايف فهذه
الأيام بالنسبة لهم بمثابة حلم ينتظرونه كل عام.
في كنيسة الأنبا بيشوي ببورسعيد: أيقونة العذراء مريم.. تنبع زيتاً للعام العشرين علي التوالي تحتفل كنيسة الانبا بيشوي ببورسعيد حالياً بمرور 20 عاماً علي المعجزة
التي تشهدها الكنيسة بشكل ثابت ومستمر وتتمثل في نزول زيت من أيقونة السيدة
العذراء مريم الموجودة بالكنيسة وهو الحدث الروحي الفريد من نوعه والمصحوب
بمعجزات شفاء وآيات مبهرة تشهدها هذه الكنيسة.. وتم تسجيلها في كتابين
اصدرتهما الكنيسة لرصد هذه المعجزات موثقة بالمستندات ومن المتوقع صدور
الكتاب الثالث خلال ايام.
وصرح القمص بولا سعد صليب كاهن كنيسة الانبا بيشوي ببورسعيد بأن الزيت
مازال ينساب من صورة السيدة العذراء مريم بكنيسة القديس العظيم الانبا
بيشوي ببورسعيد.. ويتميز هذا الزيت بأنه ذو رائحة عطرة لا مثيل لها في أي
زيوت أخري.. حيث يتوافد علي الكنيسة يوميا مئات المواطنين والزائرين لنوال
البركة حيث تحدث معجزات كثيرة من هذا الزيت والذي اكد علي نزوله قداسة
البابا شنودة الثالث.. وصرح بذلك ايضا الانبا تادرس اسقف بورسعيد.
اوضح القمص بولا سعد ان صورة العذراء ينساب منها الزيت منذ 20 عاماً.. حيث
تعود بداية هذه المعجزة الي يوم 20 فبراير من عام .1990
وبالعودة الي الكتب التي اصدرتها الكنيسة لتسجيل المعجزة.. نكتشف ان بداية
ظهور هذا الزيت الذي ينبع من صورة ورقية بحتة يعود الي معجزة اجرتها السيدة
العذراء مريم مع سيدة مريضة تدعي سامية يوسف باسيلوس كانت تعيش في بورسعيد
وتعاني من اورام بالثدي ونزيف دموي.. وقد ظهرت العذراء مريم لهذه السيدة
علي مدي ثلاثة ايام متتالية.. وصنعت معها معجزة شفيت علي اثرها من كافة
آثار المرض.. وقد علم الانبا تادرس اسقف بورسعيد بالمعجزة وشاهد آثارها
وجميع الآباء الكهنة والشعب وقام بالكشف عليها اطباء من بورسعيد والقاهرة
واكدوا جميعهم حدوث المعجزة.. ثم اتصل البابا شنودة بالأنبا تادرس وشاهد
آثار المعجزة والتقارير الطبية وكلف لجنة مكونة من الانبا بيشوي والانبا
موسي والانبا تادرس وقدموا تقريراً تفصيليا بما حدث اكدوا فيه ان هذا
الشفاء تم بطريقة معجزية خارقة.
ولوحظ نزول زيت من صورة السيدة العذراء الموجودة في غرفتها.. فتم نقلها الي
كنيسة القديس الانبا بيشوي ببورسعيد ومنذ ذلك الحين في الأسبوع الثالث من
شهر فبراير من كل عام ينزل زيت من الصورة تذكاراً لهذه المعجزة التي بدأت
منذ 20 فبراير سنة .1990
المصدر جريدة الجمهورية 9/5/2010