مشحونون صلاحاً ومملئوون كل علم " ( رو 15 : 14 )
+ لابد أن يتم شحن بطاريات السيارات ، والتليفونات المحمولة ، لكى تصلح للسير ، أو بالأتصال التليفونى ، وأما الأجهزة الغير مشحونة بالكهرباء ، بالكمية المناسبة ، فهى لا تصلح للإستعمال ، وتصير مثل قطعة معدنية ، لا فائدة منها ، إلى أن يُعاد شحنها من جديد .
+ وكذلك الحال بالنسبة للإنسان ، فيجب شحنه بجرعة قوية ، من الكهرباء الروحية ، باشتعال الروح القدس فى النفس ، من جديد عن طريق ممارسة كل وسائط الخلاص ، من صوم وصلاة ومطانيات وتضرعات وقراءة كلمة الله ، وسير القديسين ... الخ ، لكى تستمد النفس القوة الروحية الدافقة ، وتساعد النعمة الإنسان ، على السير فى طريق الله ، وفى الإتصال الدائم بالسماء .
+ وقد وعد الرب تلاميذه بإرسال هذه القوة الروحية ، وظلوا يصلون بعد صعوده لعرشه ، لمدة عشرة أيام متواصلة ، فى عُلية صهيون ، حتى انسكب عليهم الروح القدس "كنار " يوم الخمسين ، فامتلأوا من مواهب وثمار الروح ، ونجحوا فى خدمتهم الحارة بالروح ، حتى انتشر الإيمان فى العالم القديم ( الثلاث قارات ) ، فى خلال جيل واحد فقط ، رغم كثرة الصعوبات من الشياطين ، ومن اليهود والولاة الظالمين .
+ ويسجل لنا الوحى المقدس أن اليهود " نُخسوا فى قلوبهم ، فتابوا وآمنوا بالمسيح ، واعتمد عدة الآف فى ساعة واحدة فقط " ( أع 2 : 1 – 41 ) بكلمات الرسل فى أورشليم ، يوم الخمسين .
+ وهكذا نرى الخادم الأمين – المشحون بالروح – يكسب نفوساً كثيرة لله ، رغم بساطة كلامه ، لأنه ممسوح بالروح .
+ وفى وقتنا المعاصر ، كان هناك خادم مشحون بالروحانية ، ومشهود له بالتقوى ، والنعمة والحكمة الروحية العالية ، ولم يخدم المذبح سوى خمس سنوات فقط ، ثم سمح الله له بمرض الفردوس ، فرحل إلى المجد ، وذكراه دائمة إلى الأبد ، ولا تزال خدمته موجودة ، ورسالته نشيطة بيد تلاميذه الحارين بالروح ، والذين يخدمون مثل معلمهم بهمة ونشاط ، وربح النفوس للملكوت .
+ وقد شهد القديس بولس الرسول ، لشعب كنيسة روما ، بأنهم كانوا من هذا الطراز الحار بالروح ، ولهذا كتب لهم يقول :
· " أنا نفسى مُتيقن ( متأكد ) من جهتكم ، أنكم مشحونون صلاحاً ، ومملؤون من كل علم ( روحى ) وقادرون أن يُنذر ( يبشر ويخدم ) بعضكم بعضاً " ( رو 15 : 14 ) ، فهل تقلدهم فى سلوكهم ؟! .
+ " وإن كانوا قد عاشوا فى بيئة وثنية ، فارغة من معرفة الله ومن الفضيلة :
* " مملوئين من كل إثم وزنا وشر وخبث ، مشحونين حسداً وقتلاً وخصاماً ... الخ "
( رو 1 : 29 – 31 ) ، مثل الكتبة والفريسيين " المملوئين اختطافاُ ودعارة ( دنس القلب " ( مت 23 : 28 ) .
+ فالحاجة الآن إلى النمو فى البر والصلاح ، بوسائط النعمة ، والخدمة ، وقراءة الكلمة بفهم وتأمل وحكمة ، لتنير الطريق أمامنا للملكوت ، قبل السير فى وادى ظلال الموت ( مز 23 : 1 ) .
+ والحاجة اليوم إلى مزيد من العلم الروحى ( ولا نكتفى فقط بالعلم التخصصى ) ، لأن العلم الروحى ، هو الذى ينير الذهن ، ويساعد على نجاح الإنسان فى مختلف نواحى الحياة ، والفرح الأبدى فى الحياة الأخرى .
+ فاقرأ ( يا أخى / يا أختى ) كتاب الله ، وتفاسير قديسيه ، واستمع لصوت خدام الرب وانمو فى النعمة والقامة الروحية، فتفرح وتنجح ، وترتاح ، وتجنب وسائل إعلام العالم ، التى هى بوق الشيطان ، وأعوان السوء .