الفأر الصغير ونصيحة جده!
إذ كان جدو سعيد يتحدث مع حفيده الفتي جون بدأ يتحدث معه عن الخطية، خاصة أفكار الشر كيف تعطي عذوبة وحلاوة، لكنها تدس السم لمن يقبلها. شفتا الخطية لينتان كالزبدة، وفمها يقطر عسلاً، لكنها تفتك بالنفس.
حاور جون جدو سعيد وكان غير مقتنعٍ بخطورة الخطية وعداوتها للنفس، فروى له جدو سعيد قصة "الفأر الصغير ونصيحة جده".
شعر الفأر الصغير بالجوع فسأل جده أن يخرج لكي يجد طعامًا، فقال له جده:
"لتصحبك السلامة يا حفيدي المبارك.
لتحذر من العدو!
إن رأيته أترك كل شيء وأجري إلي جحرك حتى تخلص منه".
احني الفار الصغير رأسه معلنًا طاعته لجده المحنك والمختبر.
انطلق الفأر إلي الخارج وذهب إلي حجرة تربية الفراخ، وإذ رأي ديكًا ضخمًا يبسط جناحيه بقوة ويصيح بصوت عالٍ خاف وأسرع راجعًا إلي جحره.
سأله الجد: "ماذا رأيت يا حفيدي العزيز؟"
قال الفأر الصغير: "رأيت مخلوقًا ضخمًا له عُرف أحمر كالدم، رآني فتراجع ورائي وتطلع إليّ بنظرات مرة وصرخ بقوة".
ابتسم الجد وقال لحفيده: "لا تخف يا عزيزي، فهذا ديك جميل الصوت، لا يقدر أن يؤذيك، إنه ليس عدو لنا".
هدأ الفأر الصغير واستراحت نفسه ثم خرج ثانية ليبحث عن طعام، ثم عاد في حالة ذعر شديد. فسأله الجد: "ماذا حدث؟"
قال الفأر: "رأيت مخلوقًا ضخمًا للغاية، ثلاثة أضعاف الديك؛ أسود اللون، وساقاه ضخمتان لونهما أصفر، ومنقاره حاد، وعيناه حمراوتان... إنه بلا شك عدو خطير!"
ابتسم الجد وقال لحفيده: "لا تخف يا حفيدي العزيز، إنه ديك رومي، لا يؤذيك. إنه ليس عدو لنا".
حينئذ دُهش الفأر سأل جده: "إذن من هو عدونا؟"
في جدية قال الجد:
"عدونا تراه كائنًا يبدو هادئًا جدًا،
يحني رأسه حتى تلمس الأرض،
ويغمض عينيه كأنه نائم،
جلده فرو ناعم،
يبدو جميلاً جدًا...
هذا هو عدونا الخطير!
إن رأيته من بعيد اهرب فورًا لئلا تسقط بين يديه فيلهو بك ويفترسك!
إنه الثعبان!"
V
"لأن شفتي المرأة الأجنبية (غير المؤمنة) تقطران عسلاً، وحنكها أنعم من الزيت.
لكن عاقبتها مرة كالإسفنتين، حادة كسيفٍ ذي حدين قدماها تنحدران إلي الموت.
خطواتها تتمسك بالهاوية" (الأمثال3:5-6)
من كتاب أبونا ( تـادرس يعقـوب ملطـى )