انا بنت الفادى عضو متميز الحضور
ما هي ديانتك : انا مسيحي
عدد المساهمات : 1849 نقاط : 9026 تاريخ التسجيل : 18/04/2010 الموقع : قلب بابا يسوع العمل/الترفيه : لتكن مشيئتك يارب
مبسوط فى حضن يسوع
| موضوع: تفسير الاصحاح السادس من رؤيا يوحنا اللاهوتى الجمعة مايو 21, 2010 7:54 am | |
| للقس انطونيوس فكرى موقع الانبا تكلا هيمانوت شرح الكتاب المقدس - العهد الجديدالرؤيا 6 - تفسير سفر الرؤيا
رأينا فيما سبق أن يوحنا رأى سفرا مختوما فيه أخبار عن مستقبل الكنيسة. وهذه الأخبار هى عن يمين الله (رؤ1:2). أى أن الله كضابط للكل يمسك زمام كل الأمور، يوجه الأحداث بحسب حكمته وقدرته اللانهائية لما فيه خلاص نفوس أولاده، ووجود هذا السفر عن يمين الله يشير لإهتمام الله العجيب بكل ما يدور فى حياة أولاده. واليمين إشارة للقوة، والله بهذا يريدنا أن نطمئن بأننا محفوظين فى يمينه بقدرته وقوته مهما كانت الأحداث العاصفة التى ستمر بالكنيسة فى المستقبل. فسفر الرؤيا سيحدثنا بعد ذلك عن ضيقات رهيبة ستعانى منها الكنيسة، ولكن الله يحولها للخير، فعصر الإضطهادات الرومانية مثلا كان عصر نمو الكرازة وتحول الدولة الرومانية للمسيحية. وهنا الله يطمئننا بأن كل الأمور فى يده، وأن الكنيسة فى يمينه محل عنايته. ورأينا أن هذا السفر مختوم بسبعة ختوم أى كمال الغموض فلا أحد يستطيع أن يدرك المستقبل، ولا حكمة الله وتدبيره المستقبلى، ولماذا يسمح بهذه الأحداث ولا لماذا يحل الشيطان (رو33:11-36). ولكن نجد الله فى محبته يكشف لأولاده عن بعض من تدبيراته حتى لا يفاجأوا بما سيحدث. ألم يقل الله " هل أخفى عن إبراهيم ما انا فاعله (تك17:18). والله يكشف لنا عما سيحدث فى المستقبل من ضيقات وإنتصارات للكنيسة، حتى إذا ما سبق وأعلنه الله نجده يتم تحقيقه امامنا يزداد إيماننا وثقتنا (يو29:15). ولهذا أيضا أخبر المسيح تلاميذه بما ينتظرهم من آلام (يو18:5-21) + (يو1:16-4) + (يو29:14).
وإبتداء من آية 1:6. بدأ الله يسمح بان الختوم تفتح حتى تعرف كنيسته ما هو مزمع أن يكون وحين يتحقق وحدث ما أخبر به:
1. لا تضطرب فالسيد سبق وأخبرها وهو كضابط الكل عالم بكل شىء قبل أن يحدث بألاف السنين فمن يعرف هو قادر أن يتحكم فى الأحداث ويحفظ كنيسته.
2. إذ ترى الكنيسة أن ربها عالم بما يحدث وأنه أخبرها يزداد إيمانها وثقتها به.
ولماذا لا نخاف من الأخبار المزعجة:-
1. السفر عن يمينه محل إهتمامه وهو يرعانا بكل قوة.
2. هو يفك الختوم وقتما يريد ولا شىء يتم من وراء ظهره.
3. إذا كان يعرف ما سيحدث قبل الاف السنين فهو قادر أن يدبر.
4. هو خرج غالبا ولكى يغلب
5. لا أحد يقدر أن يضر الخمر ولا الزيت.
آيات 2،1" و نظرت لما فتح الخروف واحدا من الختوم السبعة و سمعت واحدا من الاربعة الحيوانات قائلا كصوت رعد هلم و انظر. فنظرت و اذا فرس ابيض و الجالس عليه معه قوس و قد اعطي اكليلا و خرج غالبا و لكي يغلب".
الختم الأول
الختوم تدل على حوادث تاريخية وتعبر عن حقب زمنية. وسنسمع إبتداء من الختم الثانى من آلام وضيقات ستمر بها الكنيسة وحروب معلنة ضدها، لذلك يبدأ الله بهذا الختم لنرى الله منتصرا، والكنيسة منتصرة به وفيه، حتى لا تخاف الكنيسة من أخبار الآلام فهى حتما ستنتصر. لما فتح الخروف = إذاً هو فى يده القرارات والأحكام.
كصوت رعد = إعلان عن القوة والقدرة التى بهما يسند المسيح كنيسته فى آلامها.
ولاحظ أن المتكلم فى حالة الختم الأول هو الحيوان الأول الذى على شبه أسد (7:4) ويتكلم بصوت رعد إشارة للمسيح الأسد الخارج من سبط يهوذا (5:5) والذى يحارب عن كنيسته بقوة أسد. أيها الأحباء من الخطأ أن نحسب أنفسنا ضعفاء أمام إبليس وأمام الخطية بينما المسيح الأسد يقود حياتنا. المسيح هو الأسد الغالب، وهو خرج غالبا ولكى يغلب= سمعنا فى السبع كنائس قوله من يغلب.... وهنا نرى أننا نغلب به، بل هو الذى يغلب فينا.
فرس أبيض = هذه هى الكنيسة، الفرس الأبيض هو أنا وأنت أيها الحبيب، وهو ابيض لأننا تبررنا بدم المسيح (رؤ14:7) + (2كو21:5) + (رو1:5). وهو فرس لأن الفرس يستخدم فى الحروب (نش1: 9)، ونحن فى حرب مستمرة ضد إبليس (أف12:6). والفرس لا يهاب المعارك (أى19:39-25). والجالس عليه = هو المسيح الذى يستريح فينا وهو يقودنا خلال رحلة جهادنا وحروبنا مع إبليس. ومعه قوس = القوس أداة حرب والمسيح حارب إبليس بصليبه.
خرج غالبا = المسيح غلب إبليس أولا فى معركة الصليب. ولكى يغلب = يغلب فينا وبنا، يغلب فى كنيسته وفى أولاده، وكل نصرة لنا تنسب له. وقد أعطى إكليلا = فالمسيح ملك على قلوب المؤمنين بصليبه (أش6:9)، وهو سيعطى إكليلا لكل من يغلب (2تى8،7:4)
تاريخيا فالفرس الأبيض يشير لفترة كنيسة الرسل الأولى، والقوس يشير لكلمة الكرازة التى صوبها الرسل الكارزون لقلوب الناس فحطمت قوى الشر. هذا هو التفسير التاريخى. لكن التفسير الآخر فهو يشير للكنيسة فى كل زمان ومكان التى يقودها المسيح ويبررها ويبيضها بدمه، يقودها ليحارب بها إبليس ويغلبه فينا.
آيات 4،3 " و لما فتح الختم الثاني سمعت الحيوان الثاني قائلا هلم و انظر. فخرج فرس اخر احمر و للجالس عليه اعطي ان ينزع السلام من الارض و ان يقتل بعضهم بعضا و اعطي سيفا عظيما".
الختم الثانى
سمعت الحيوان الثانى = الذى شبه عجل، والعجول تقدم ذبيحة إشارة لدم الشهداء الذى يقدم على مذبح الحب (رو 36،35:8) ولذلك نجد الفرس هنا لونه أحمر، وهو لون دماء الشهداء. وتاريخيا هذه تشير الى فترة الإستشهاد التى بدأت بنيرون وإنتهت بموت دقلديانوس وهى الفترة التى تلت فترة الرسل، كما جاء الفرس الأحمر بعد الفرس الأبيض. ولكن عموما فالآلام والإستشهاد هو سمة للكنيسة فى كل العصور. "فجميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى فى المسيح يسوع يضطهدون" (2تى12:3).
بل إن الرسل أنفسهم تعرضوا للإستشهاد كلهم بإستثناء يوحنا الحبيب. وكان أولهم يعقوب (أع2،1:12). فالكنيسة عانت من اليهود والرومان ألاما رهيبة. إذا تاريخيا يشير الفرس الأحمر لفترة الإضطهاد الرومانى للكنيسة. ولكن فى نفس الوقت هو يشير لنا جميعا أننا يجب أن نكون مستعدين دوما أن نقدم دماءنا شهادة للمسيح.
أن ينزع السلام = المقصود السلام الخارجى، فالسلام الداخلى لا ينزعه أحد (يو22:16). فكان الشهداء يذهبون لساحات الإستشهاد مسبحين فرحين متهللين وبهذا المعنى قال السيد المسيح "لا تظنوا إنى جئت لألقى سلاما على الأرض... بل سيفا" (مت34:10).
وأعطى سيفا عظيما = كان الشهداء فى أيام الرومان بمئات الآلاف وإستمر الإستشهاد لمئات السنين. ولكننا نلاحظ أن الكنيسة إنتصرت، فعصر الإستشهاد مر وإنتهى والإيمان ثابت لم يتزعزع، بل كانت فترة الإستشهاد فترة نمو كرازى إنتشرت فيها المسيحية فى كل العالم، ألم يخرج المسيح غالبا ولكى يغلب وها هو يغلب فكنيسته تستمر بل تمتد وتتقوى حتى أثناء فترة الإستشهاد.
إذاً الغلبة ليست فى النجاة من الموت بل فى الثبات على الإيمان حتى الموت، الفرس الأحمر هو الرومان أو أى مضطهد للكنيسة والجالس عليه أى الذى يقوده ويحركه هو الشيطان بالتأكيد.
آيات 6،5 " و لما فتح الختم الثالث سمعت الحيوان الثالث قائلا هلم و انظر فنظرت و اذا فرس اسود و الجالس عليه معه ميزان في يده. و سمعت صوتا في وسط الاربعة الحيوانات قائلا ثمنية قمح بدينار و ثلاث ثماني شعير بدينار و اما الزيت و الخمر فلا تضرهما".
الختم الثالث
سمعت الحيوان الثالث = وهو الذى على شبه إنسان (رؤ7:4)
حين فشل إبليس فى حربه ضد الكنيسة بإثارة الإضطهاد والإستشهاد، غير طريقته إلى نشر البدع والهرطقات، وهذا مايشير له الفرس الأسود. وتاريخيا فقد حدث أن إنتشرت البدع والهرطقات فى الكنيسة بعد أن إنتهى عصر الإستشهاد لذلك يأتى الفرس الأسود بعد الفرس الأحمر. ولأن الهرطقات تكون بفلسفة الحكمة الإنسانية والكبرياء الإنسانى والمناقشات الغبية
(1تى3:6-5) إرتبط هذا الفرس الأسود بالحيوان الذى على شبه إنسان.
والكنيسة تصلى بفم الأسقف أو الكاهن فى التحليل الأول " نعم يا رب الذى أعطانا السطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو. إسحق رؤوسه تحت أقدامنا سريعا وبدد عنا كل معقولاته الشريرة والمقاومة لنا".
فإبليس يستخدم كلمات تبدو للعقل أنها مقبولة ولكن فيها شىء من الكذب فإذا إنجذب الإنسان لها مخالفا تعليم كنيسته ينجرف فى تيار مضاد للإيمان المسلم مرة للقديسين (يه3) ويسير فى طريق الموت لذلك فالفرس لونه اسود.
الفرس لونه اسود = هم الهراطقة الذين شوهوا الإيمان السليم. والجالس عليه أى الذى يقوده هو إبليس. معه ميزان = ميزان مغشوش يغش به كلمة الله ويحرف معانيها كما فعل مع المسيح فى التجربة على الجبل. وبدلا من أن تكون كلمة الله للشبع صارت تؤدى لمجاعات روحية، هى مجاعات لكلمة الحق. وهذا النوع من المجاعات نراها الآن فى كل العالم، لذلك نرى كثيرين فى كل مكان يسيرون وراء أنبياء مزيفين (فى أمريكا وغيرها) بل هناك من ينتحرون بالعشرات والمئات لأن هؤلاء الأنبياء المزيفين يعطونهم وعودا كاذبة بالذهاب للجنة حيث يرون هؤلاء الأنبياء فى مجدهم. حقا قال الكتاب هلك شعبى من عدم المعرفة.
والفرس الأسود إشارة للبدع والهرطقات التى سادت المسيحية بعد نهاية عصر الإستشهاد الرومانى. وكان من الهراطقة أساقفة وقسوس بل بطاركة. وهرطقاتهم طالت كل شىء، لاهوت المسيح وطبيعة المسيح ولاهوت الروح القدس. لقد شوشوا عقول الناس وجعلوهم كمن فى مجاعة روحية لا يعرفون أين الحق وأين الباطل. هذه البدع والهرطقات أظلمت عقول المؤمنين لذلك أشير لها بفرس اسود. ولذلك سمى أثناسيوس بالرسولى لأنه فى مقاومته لهرطقة أريوس ثبت الإيمان الذى كاد ان يختفى.
ثمنية قمح بدينار = الثمنية = 2 رطل أى أقل من كيلو. وقد يشير هذا لمجاعة عظيمة. فالأكل بميزان يشير لمجاعة (حز16:4). وقد حدث هذا تاريخيا عدة مرات والله يسمح بمجاعات ويكون هذا للتأديب (كما حدث مع الإبن الضال فعاد لأبيه) والقمح أكل الأغنياء والشعير أكل الفقراء والدينار أجرة العامل فى اليوم أى فى هذه المجاعة يعمل العامل ليأكل خبزا فقط.
وأما الزيت والخمر فلا تضرهما = هما دواء السامرى الصالح (المسيح) للجريح (الكنيسة) والزيت إشارة للروح القدس والخمر إشارة للثبات فى الكرمة وإشارة للفرح الروحى، فمن هو ثابت فى الكرمة أى المسيح سيعيش فى فرح وتعزيات الروح القدس. من يثبت فى الإيمان فى كنيسة المسيح يظل ممتلئا بالروح القدس وشبعانا بالمسيح وفى فرح مستمر. لن يمس أحد الزيت والخمر فالروح القدس وسر التناول هما اللذان يحفظان الكنيسة عبر العصور. ألم يعدنا المسيح فى الختم الأول أنه خرج غالبا ولكى يغلب.
فهو سيغلب فيمن يظل ثابتا أى فى كنيسته التى هى جسده أى ثابتا فى إيمان كنيسته.
وحتى لو فهمنا الفرس الأسود أنه إشارة لمجاعة مادية، فالله قادر أن يثبتنا فى فرحه، ويملأنا من تعزيات روحه القدوس (خمر وزيت السامرى الصالح) بل أن يعولنا وسط المجاعات، ألم يشبع الله الأنبا بولا بواسطة غراب يأتى له بالخبز. ومن يثبت فى الكنيسة يمتلىء من الروح القدس المنسكب على الكنيسة جسد المسيح من خلال أسرار الكنيسة. فشكرا لله الذى غلب ومازال يغلب فى كنيسته عبر العصور. ومازالت كنيسته ثابتة، ومازال المسيح هو السامرى الصالح الذى يداوى المؤمنين وسط ضيقاتهم (جراحاتهم) بخمره وزيته من داخل كنيسته وبواسطة أسرارها.
آيات 8،7 " و لما فتح الختم الرابع سمعت صوت الحيوان الرابع قائلا هلم و انظر. فنظرت و اذا فرس اخضر و الجالس عليه اسمه الموت و الهاوية تتبعه و اعطيا سلطانا على ربع الارض ان يقتلا بالسيف و الجوع و الموت و بوحوش الارض".
الختم الرابع
فرس أخضر = فى كل الترجمات الأخرى ترجم لون هذا الفرس بأنه الفرس الباهت pale وفى الترجمة القبطية مترجم أصفر. وبهذا نفهم أن لون هذا الفرس هو لون أخضر مائل للصفرة أو أخضر باهت. فاللون الأخضر هو لون الحياة، فلا حياة بدون خضرة. ونحن نصلى فى أوشية الراقدين ونقول "علهم فى موضع خضرة على ماء الراحة". وفى صلاة الثالث على المنتقلين نضع ماء مع خضرة وخبز لنقول لأهل المنتقل أنه مازال حيا.
وبهذا نفهم أن الخضرة الباهتة المائلة للصفرة هى إشارة لبدعة أو هرطقة لها سمة الإيمان ولكن بطريقة مغشوشة، وهى تزييف للحقائق. وغالبا هى إشارة للأريوسية التى تؤمن بالله وبالمسيح (وهذه خضرة) ولكن هى لا تؤمن بألوهيته أو أنه إبن الله. ولهذا هى باهتة ويصبح اللون الأخضر مائلا للصفرة. واللون الأصفر هو لون الموت. لذلك فالجالس على هذا الفرس إسمه الموت. فالكنيسة مبنية على الإيمان بأن المسيح هو إبن الله (مت13:16-18). فالمسيح يعلن صراحة أن الكنيسة ستبنى على هذا الإيمان الذى أعلنه بطرس وهو أن المسيح هو إبن الله ولما جاء أريوس وأفسد هذا الإيمان وإمتدت بدعته لكل العالم، ثم قاومه أثناسيوس، سمى أثناسيوس بالرسولى إذ أعاد الإيمان الصحيح للكنيسة، بعد أن قال أريوس أن المسيح ليس إبن الله وأنكر الوهيته.
والحيوان الرابع = الذى على شبه نسر هو الذى أعلن عن هذا الفرس، والنسر يشير إلى لاهوت المسيح، ولذلك يؤخذ النسر إشارة لإنجيل يوحنا الذى كتبه يوحنا لنؤمن أن المسيح هو إبن الله ومن يؤمن تكون له حياة أبدية (يو31:20) لذلك فهذا النسر يدعو لأن لا نسير وراء الهرطقة الأريوسية، ونؤمن بألوهية المسيح. وستكون دعوة ضد المسيح فى نهاية الأزمنة هى دعوة لإنكار لاهوت المسيح وسيضطهد المسيحيين وله سلطان بالسيف والجوع والموت وبوحوش الأرض. لذلك قال الكتاب عن هذه الأيام "ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة" (دا1:12) ولقد عانت الكنيسة على يد أتباع أريوس وعلى يد الهراطقة الذين قاوموا الكنيسة دائما إضطهادا شديدا.
الفرس الأسود يشير لهراطقة ينشرون بدع وهرطقات ويقاومون الكنيسة عقليا. أما الفرس الأخضر الباهت فيشير لهراطقة ينشرون بدع وهرطقات خاصة بلاهوت المسيح ويزيفون الحقائق، فاللون الأخضر مصبوغ بلون أصفر جعل الأخضر باهتا. وهؤلاء الهراطقة نشروا هرطقتهم بالسيف بوحشية ولنذكر أن أثناسيوس الرسولى عانى منهم أشد المعاناه وتم نفيه عن كرسيه خمس مرات.
ملخص للختوم الأربعة السابقة:- الفرس إشارة للحرب فهو أداة حرب، هو أداة الحروب فى تلك الأيام. وكون يوحنا يرى فى الختوم الأربعة الأولى خيول فهذا إشارة لحروب. فالفرس الأبيض إشارة لحروب أولاد الله بقيادة المسيح ضد إبليس. والفرس الأحمر هو إشارة لحروب دموية وإستشهاد ضد الكنيسة. والفرس الأسود هو حرب هرطقات ضد الكنيسة، وقد تكون مجاعات. والفرس الأخضر الباهت (أخضر مائل للصفرة) يشير لحرب ضد الكنيسة بالسيف خاصة بلاهوت إبن الله. وهناك من قال أن الفرس الباهت يشير لأوبئة لأن الراكب على الفرس إسمه الموت. واللون الأصفر هو لون الموت.
لكن شكرا لله الذى خرج غالبا ولكى يغلب فى كل هذه الحروب.
وبعد أن رأينا كل هذه الحروب فى الختوم الأربعة وكل هذه النفوس التى تموت فى إستشهاد لأجل المسيح نرى فى الختم الخامس أين تذهب هذه النفوس حتى نطمئن عليهم ولا نخاف على أنفسنا. وفى الختم السادس نرى الرعب الذى فيه الأشرار الذين على الأرض.
فإذا كنا نسمع أخبار صعبة، فالغرض من هذه الرؤيا أن نفهم أنه يجب أن نطمئن فالخروف (المسيح الذى مات فى حب عنا) هو الذى يفتحها، وما دام حبيبنا هو الذى يتحكم ويسيطر على الأمور، ما دام هو قوى كأسد فلماذا الخوف وهو يفتح فى ملء الزمان، أى يعرف متى يفتح بالضبط، ما هو الوقت الأمثل والمناسب الذى يستطيع فيه أن يسيطر على الأحداث.
الأخبار المزعجة هى من الخارج، أما داخل قلب المؤمنين سلام يفوق كل عقل بل المسيح الذى يكشف عن الأخبار المؤلمة، نجده يكشف عن التعزيات التى سيعطيها لأولاده. فهو خرج غالبا ولكى يغلب، وهو يعلم أنه سيكون لنا ضيق فى العالم ولكنه أعطانا وعده بأنه قد غلب العالم (يو33:16) ومازال يغلب فينا. وما يطمئننا أننا مجرد فرس أبيض يقوده المسيح لينتصر بنا وفينا وقارن مع سفر النشيد " لقد شبهتك يا حبيبتى بفرس فى مركبات فرعون" (نش9:1). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). والفرس لونه أبيض لأن الله بررنا "صرنا بر الله فيه (فى المسيح)" (2كو21:5) + (رؤ14:7). فإن كانت المعركة معركة إستشهاد أو معركة مع هراطقة أو ضربات ستصيب العالم، زلازل وأوبئة ومجاعات... فلماذا الخوف مادام المسيح هو الذى سيقودنا. وما يطمئن أيضا وعد المسيح، أما الزيت والخمر فلا تضرهما. والزيت إشارة للروح القدس والخمر إشارة للفرح بالثبات فى الكرمة (المسيح) وإشارة لدم المسيح. وطالما أن أحد لن يمسهما = لا تضرهما، يكون المقصود هو ثبات الروح القدس فى المؤمنين (الزيت) (حتى يعزيهم وسط الضيقات). وثبوت المسيح فيهم (الخمر) فحتى إن نزع السلام من العالم فلن نخسر سلامنا الداخلى. فمن ثمار الروح القدس سلام (غل22:5) + (فى7:4). ولاحظ أن هذه الرؤيا الخاصة بهذه الأخبار المؤلمة بدأت برؤية العرش (رؤ4) وأن الأوامر تخرج من العرش (الأصوات) (رؤ4:5). كل هذا يعطينا إطمئنان فالمسيطر على الأمور قوى جدا ويحبنا جدا وسيعزينا وسط الضيقات ويثبتنا وسيغلب.
آيات 9-11 " و لما فتح الختم الخامس رايت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله و من اجل الشهادة التي كانت عندهم. و صرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى ايها السيد القدوس و الحق لا تقضي و تنتقم لدمائنا من الساكنين على الارض. فاعطوا كل واحد ثيابا بيضا و قيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم و اخوتهم ايضا العتيدون ان يقتلوا مثلهم".
الختم الخامس
رأى يوحنا تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله = هذه تشير لفترة إستشهاد. وهنا نرى أين تذهب هذه النفوس ؟ فهى محفوظة عند الله تشتهى اليوم الذى تلبس فيه الأجساد الممجدة. ونلاحظ:-
1. الله يسمح بإستشهاد البعض هؤلاء أتموا عملهم وسيذهبوا للسماء
2. الكنيسة على الأرض محفوظة، فأبواب الجحيم لن تقوى عليها.
3. فك الختوم هو إزالة الغموض عن بعض الأسرار وهنا نرى مكان نفوس الشهداء. هنا لقطة نرى فيها صورة السمائيين.
رأيت نفوس = كيف يرى النفوس ؟ الإجابة أنه كان فى الروح أى حالة روحية سامية بها إستطاع أن يرى الأرواح. وهذا ليس بعجيب، ألم يرى الملايين العذراء وهى فوق كنيستها بالزيتون. أما بعد القيامة فسنلبس أجسادا نورانية (تعكس نور الله) وممجدة (تعكس مجد الله) بها نرى بعضنا البعض.
تحت المذبح = والسؤال هنا. هل هناك ذبيحة جسد ودم إفخارستية فى السماء؟ الإجابة قطعا لا. فالتناول يعطى لمغفرة الخطايا، وهناك فى السماء سنكون بلا خطية. ولكن وجود مذبح إشارة لأنهم قدموا ذواتهم ذبائح فى إستشهادهم. لكن هل لن يدخل السماء إلا كل من مات شهيدا؟
لا بل لن يدخل السماء إلا كل من مات شهيدا أو قدم جسده ذبيحة حية أى ما أسماه بولس صلب الأهواء والشهوات (رو1:12) + (غل20:2) + (غل24:5).
لذلك نفهم أن المذبح هنا هو الصليب الذى يحمله كل من أراد أن يصير تلميذا للسيد المسيح ويسير وراءه. فالصليب كان هو المذبح الذى قدم عليه المسيح رئيس إيماننا نفسه ذبيحة. بل أن ظل الصليب كان مخيما حتى على المذود حيث ولد ربنا
1. المجوس قدموا له مرا.
2. هو ولد وسط حيوانات ستذبح. بل ولد فى مذود كأفقر انسان بلا مأوى.
3. الرعاة الذين أتوا لرؤيته (رعاة متبدين) أى رعاة الخراف التى تقدم ذبائح فى الهيكل. أتوا ليروا المسيح، حمل الله الحقيقى الذى كانت خرافهم رمزا له.
وظل الصليب مخيم على الكنيسة منذ نشأتها، وصار سمة لها، على الأرض، لذلك نراه هنا كعلامة إنتصار لمن قبل أن يقدم نفسه:-
1. ذبيحة حقيقية كالشهداء.
2. يقدم جسده ذبيحة حية.
وكل من يقبل صليبه بشكر نجده فى السماء تحت راية الصليب أى المذبح.
الشهادة التى كانت عندهم =
1. من إستشهد، شاهدا بإيمانه بالمسيح.
2. من تمسك بإيمانه للنفس الأخير، الإيمان غير المحرف والمسلم مرة للقديسين (يه3).
وتنتقم لدمائنا = هل توجد لدى السمائيين شهوة إنتقام؟ قطعا لا. والمعنى:-
1. متى يارب تعلن قداستك ورفضك للخطية.
2. متى يارب تعلن سلطانك وتخضع المتمردين عليك.
3. متى يا رب تقضى بالحق على ظلم الكنيسة وتظهر عدلك.
4. متى يارب تعلن مجدك ويراه الظالمون فيخجلوا، ونراه نحن فنفرح بك وينعكس مجدك علينا.
هذه هى شهوة قلب الأبرار والسمائيين، أما الأرضيين الجسدانيين الذين لا يفهمون سوى شهوات الجسد فهؤلاء يريدون أن يبقى الوضع على ما هو عليه. عموما فالله فى إنتقامه يختلف عن البشر. فالله حين أراد أن ينتقم من ظلم شاول الطرسوسى للكنيسة، ومن ظلم الدولة الرومانية، كان ذلك بان قادهم للإيمان، وهكذا مع أريانوس والى أنصنا أشهر وأفظع من عذب المسيحيين.
والله يبدأ بأن يحاول أن يقنع هؤلاء المتوحشين بأن يؤمنوا، فإن لم يؤمنوا يكون إنتقام الله ضدهم صعبا. وهذا ما حدث مع العشرة الأباطرة الرومان الذين عذبوا المسيحيين، فقد كانت نهايتهم كلهم بشعة.
وغالبا فإن هؤلاء الذين تحت المذبح قد شعروا بقرب نهاية الأزمنة من العلامات الواضحة التى أشعرتهم بقرب النهاية، مثل الضيقة العظيمة التى ستحدث فى نهاية الأيام. فصرخوا يتعجلون نهاية الأيام، وأن يظهر المسيح مجده، ويحصلون هم أيضا على أجسادهم الممجدة، ويعاينوا مجد الله، ويظهر المسيح كديان يدين هؤلاء المتوحشين وليظهر الحق.
يكمل العبيد رفقاؤهم = مازالت الكنيسة تنمو ومازال هناك أجيال ستولد يكمل بهم جسد المسيح، ويدخل غير المؤمنين المختارين إلى الإيمان وبهم يكتمل جسد المسيح.
زمانا يسيرا = مر 2000 سنة منذ قيل هذا، فألف سنة عند الله كيوم واحد.
أن يقتلوا مثلهم = إذا الفرس الأحمر مازال عمله وحربه ضد الكنيسة ممتدان. لا بل إن الضيقة الأخيرة سيكون فيها الإستشهاد بصورة واسعة.
آيات 12-17 "و نظرت لما فتح الختم السادس و اذا زلزلة عظيمة حدثت و الشمس صارت سوداء كمسح من شعر و القمر صار كالدم. و نجوم السماء سقطت الى الارض كما تطرح شجرة التين سقاطها اذا هزتها ريح عظيمة. و السماء انفلقت كدرج ملتف و كل جبل و جزيرة تزحزحا من موضعهما. و ملوك الارض و العظماء و الاغنياء و الامراء و الاقوياء و كل عبد و كل حر اخفوا انفسهم في المغاير و في صخور الجبال. و هم يقولون للجبال و الصخور اسقطي علينا و اخفينا عن وجه الجالس على العرش و عن غضب الخروف. لانه قد جاء يوم غضبه العظيم و من يستطيع الوقوف".
الختم السادس
رأينا فى الختم الخامس نفوس من هم فى السماء غالبين، الذين إختاروا أن يحيوا تحت راية الصليب. وفى الختم السادس نرى صورة لمن إختار أن يحب العالم. نرى فيها عدم ثبات العالم، فالعالم غير ثابت وغير مستقر. فنحن نسمع هنا عن زلازل والجبال لا تبقى فى مكانها وهكذا الجزر.
فى الختم الخامس نرى صورة للمسيح الذى يحتضن أولاده وأحباءه ويجمعهم عنده فى السماء، ورأينا من قبل صورة المسيح كخروف يفتح الختوم ليكشف لأحبائه عن أسراره، فهو الذى قال "هل أخفى عن إبراهيم ما أنا فاعله".
وفى الختم السادس نرى الوجه الآخر للخروف، الوجه الغاضب بسبب خطايا البشر، وبسبب إضطهاد العالم للكنيسة عروسه.
ولنتعلم من هذا أن الطريق الوحيد لنا حتى لا نتعرض لغضب الخروف هو أن نترك خطايانا. ومن يقدم توبة يرى الوجه الحلو المملوء حنانا للخروف. علينا أن لا ننظر لله على أنه الإله الحنون العطوف فقط، لكن علينا أن ننظر عليه على أنه الإله الحق القدوس العادل الذى لا يحتمل الخطية وهذه النظرة تجعلنا أن نكف عن روح الإستهتار واللامبالاة.
هنا فى الختم السادس نرى لقطة لمن هم على الأرض يعانون من الآلام، لكنها بالنسبة للمؤمنين فهى للتنقية، أما لمن يضطهد الكنيسة فهى ضربات أليمة لعلهم يتوبون، ولاحظ أنها أليمة فهم بلا تعزية الروح القدس.
هنا نرى أن الأيام الأخيرة ستكون أياما صعبة فيها أحداث مخيفة كالزلازل مثلاً ونجوم تتساقط، والشمس تظلم والقمر يفقد ضوءه أى يحمر وقيل عن هذا أنه صار كالدم. وهذه الأحداث متفقة مع علامات النهاية التى ذكرها السيد المسيح (مت29،7:24). ومع ما قاله يوئيل النبى 31،30:3 وهذه الأحداث تفسر بطريقتين:-
الأولى:- تفسر الأحداث بأنها ستحدث حقيقة كإنذارات وتأديبات نهائية قبل مجىء الرب لعل الناس تتوب. هى محاولة إلهية ليخاف الناس فيقدموا توبة. ونحن نلاحظ أن الزلازل فى إزدياد وثورات الطبيعة فى إزدياد والبقع الشمسية فى إزدياد.. وإذا كان هذا الآن، فما الذى سيحدث فى أيام النهاية. وإذا كانت الشمس قد إحتجبت يوم صلب رب المجد، فليس بغريب أن تسود الشمس من كثرة خطايا البشر التى تهين الله. وكون أن السماء تنفلق كدرج فهذا قد أشار إليه السيد المسيح بقوله أن السماء والأرض تزولان (مت35:24) + (رؤ1:21) + (رؤ11:20). وكل جبل تزحزح فهل هذا غريب؟ فمن له إيمان قدر حبة الخردل يقول للجبل إنتقل فينتقل فماذا عن غضب الله؟ ألا يزحزح هذا الجبال. وقد يكون هذا بفعل الزلازل الرهيبة. وفى زكريا 14 نسمع أن جبل الزيتون ينشق بفعل زلازل ويتحرك نصف الجبل إلى ناحية والنصف الآخر لناحية آخرى. والآن فجبال الثلج فى القطب المتجمد تتكسر وتنفصل عن القطب المتجمد بفعل الحرارة. وهذه الجبال الثلجية حين تسيل ستغرق الجزر وتختفى هذه الجزر. أماعن النجوم التى تتساقط فقد تكون شهب ونيازك ومنها ما يدمر مساحات واسعة من الأرض. ومن كثرة سقوطها شبهها بسقوط أوراق الشجر مع الريح.
الثانية:- تفسر الأحداث بطريقة رمزية. والأقرب إلى الواقع أن كلا التفسيرين مقبول وسيحدث كلاهما.
فالشمس تشير للتعليم وهذا سيكون مغشوشا فى الأيام الأخيرة بسبب زيادة الهرطقات والتعاليم المخالفة للإيمان الصحيح، والتشويش الصادر من بعض الذين بسبب كبريائهم إنشقوا على الكنيسة مبتدعين تعاليم خاصة بهم. هذه التعاليم المزيفة صارت كمسح من شعر غطى نور الشمس (التعاليم النقية عن المسيح شمس البر) فأصبح الناس لا يرون نور الشمس الحقيقى أى لا يعرفون المسيح حقيقة. والقمر = يشير للكنيسة، فالمسيح شمس البر يعكس نوره على الكنيسة فتشع نورا هو إنعكاس نور المسيح عليها، لذا تشبه الكنيسة بالقمر.
القمر سيصير كالدم =
1. قد تشير لزيادة عدد الشهداء فكما قال المسيح " لو لم تقصرتلك الأيام لم يخلص جسد" (مت 22:24).
2. قد تشير أنه بسبب التعاليم الخاطئة والهرطقات يهلك المؤمنين، وهلاكهم هو كأنه سفك دم. كما قال الكتاب هلك شعبى من عدم المعرفة (هو 6:4).
3. عموماً فحينما تظلم الشمس لا يعود القمر يعطى ضوؤه.
النجوم = هم كبار المؤمنين وغالبا من هم فى درجات عالية فى الكنيسة، وهؤلاء ينشقون عن الكنيسة ربما بسبب الإضطهاد أو بسبب كبريائهم وإختراعاتهم الإيمانية أو بسبب ما سمى بالزلزلة العظيمة = التى ربما هى ظهور ضد المسيح أو هرطقة إيمانية صعبة تبعها هؤلاء الذين كانوا نجوما يوما ما. او ضيقة سببت إنكارهم للمسيح... كما تطرح شجرة التين سقاطها = الريح لا تسقط الورق الأخضر من على الشجر لكنها تسقط الورق الأصفر الذابل. وهؤلاء من كانوا مثل كواكب فى الكنيسة كانت كبرياؤهم قد أصابتهم فى الداخل فصاروا أموات داخليا، أو هم كانوا يحيون فى مظهرية بلا عمق، فهم ما كانوا يرتوون من مياه الروح القدس فصاروا أوراقا صفراء ميتة. فلما أتت رياح التجارب سواء إضطهاد خارجى أو تجارب هرطقة إيمانية فصدقوها أو خطايا إنتشرت فإنجذبوا لها، سقطوا على الأرض وبداية السقوط الكبرياء. أما المؤمن الذى يحيا كشجرة على مجارى المياه (مز3:1). يحيا فى عمق محبته للمسيح يرتوى من الروح القدس ويحيا فى تواضع. هذا لا تسقطه الرياح، رياح التجارب، ابدا. بل العكس فهى تزيد إخضراره، أى ان حيويته تزداد.
السماء إنفلقت كدرج ملتف = الدرج كان هو شكل الكتاب فى الأيام القديمة، وكان عبارة عن قطع ملتصقة من ورق البردى أو رقوق جلد الغزال ويتم لفها على هيئة رول. والآن تصور أن هناك من فتح درج ملتف ليقرأه ثم تركه فيتم إلتفافه سريعا وينغلق. لذلك جاءت كلمة إنفلقت فى الترجمات الآخرى بمعنى إختفت أو إنسحبت. وروحيا فهذا يعنى ان طريق السماء أصبح ليس بالسهولة الماضية بسبب كثرة الهرطقات والبدع. وهذا ما قاله السيد المسيح " لكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين" (مت12:24) + "متى جاء إبن الإنسان العله يجد الإيمان على الأرض" (لو8:18) فلنتمسك بإيماننا وكنيستنا ونترك الهرطقات الكثيرة والبدع المضللة، ومن ينفصلون عن الكنيسة لكبريائهم فلنتركهم ولا نسير وراءهم.
كل جبل = الجبل يشير لممالك ضخمة وأمم جبارة وقوله تزحزحت إشارة لضعف هذه الأمم (قديما رأينا هذا مع بابل والفرس واليونان والرومان...).
وحديثا رأينا هذا مع بريطانيا والإتحاد السوفيتى أخيرا. (رؤ9:17).
وقد تكون الجبال إشارة لمؤمنين (إش2:2) قد تأثروا بهذه الهرطقات وتزحزحوا عن إيمانهم.
وجزيرة = الجزيرة قطعة أرض موجودة وسط البحر والبحر يشير للعالم المضطرب، وبهذا تشير الجزيرة لأى جماعة تركت نفسها للعالم، ولم تلجأ للأحضان الإلهية. الماديات جعلتها تنسى الله. ونسمع الان عن ان مياه البحار سترتفع بفعل ذوبان جبال الثلج فى كلا القطبين الشمالى والجنوبى وانها ستغرق جزرا بأكملها.
ونرى هنا صورة مرعبة لهروب الأقوياء من أمام وجه الله وذلك بسبب خطاياهم ولنقارن مع قول داود "لا تحجب وجهك عنى" فالصديق لا يخاف لأن المحبة تطرح الخوف خارجا (1يو18:5) بل هو يشتهى رؤية الله (خر18:33).
وفيه نسمع قول موسى لله " أرنى مجدك ". أما الأشرار فلن يطيقوا رؤية وجه الله الغاضب. خصوصا من كان فى كبريائه يشعر أنه جبار = ملوك الأرض والعظماء والأغنياء... بل حتى الضعفاء الأشرار = كل عبد وكل حر ولاحظ ان الأشرار يطلبون من الجبال أن تغطيهم بدلا من أن يصلوا لله أن يغفر لهم. ولو طلبوه لوجدوه يستر عليهم.
من يستطيع الوقوف = بهذا السؤال ينتهى الإصحاح السادس ونسمع الإجابة فى الإصحاح السابع. فنجد أن المختومين هم الذين يستطيعون الوقوف. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
|
|