وفي هذه الآية لدينا وعد بأنه إن شاء أحد في الحقيقة أن يكون سخياً في العطاء، فإن الله بالتأكيد سيعطيه الفرصة ليفعل ذلك "والله قادر أن يزيدكم كل نعمة". وكلمة "نعمة" تُستخدم هنا كمرادف للموارد. الله قادر أن يمدنا بالموارد بحيث لا يكون لنا اكتفاء فقط، بل نستطيع أيضاً أن نشارك الآخرين فيها، وهكذا نزداد في كل عملٍ صالح.
ولاحظ يا أخي الكلمة "
كل" وكم تكررت في عددي 8،11 "كل نعمة، كل حين، كل اكتفاء، كل شيء، كل عمل صالح ... مستغنين في كل شيء، لكل سخاء" فيا لها من وفرة وازدياد في كل شيء، وهذا هو عمل الرب.
فالله الذي نقدم له عطايانا هو قادر أن يزيدنا "كل نعمة"، وهل يستطيع أحد أن يحد نِعَم الله وبركاته؟ وهو قادر أيضاً أن يعطي المؤمن "كل اكتفاء" أي أنه يملأ نفسه شبعاً وسروراً حتى يستطيع أن يقول "لا يعوزني شيء".
والاكتفاء الكامل الذي يعطيه الرب ليس لوقت معين بل "كل حين" فيظل المؤمن سعيداً دائماً في كل وقت وفي كل ظرف (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]-14). وهذا الاكتفاء يشكل كل جوانب الحياة "في كل شيء". فالرب يتولى أمرنا في كل شيء. وتبعاً لذلك تأتي النتيجة المباركة أننا نزداد "في كل عمل صالح". ثم يقول الرسول "مستغنين في كل شيء" أي أنه ليس لنا الكفاية فقط، بل كل شيء فائضٍ، ليس فقط "لا يعوزني شيء"، بل أيضاً "كأسي ريا".
وتُختتم هذه السباعية الجميلة بعبارة "لكل سخاء" أي أننا نستخدم هذا الازدياد والفيض الذي لنا من الله لكل سخاء في العطاء. والسخاء هو لمصلحتنا نحن لأنه "يوجد مَنْ يفرّق فيزداد أيضاً ومَنْ يمسك أكثر من اللائق وإنما إلى الفقر" (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]). وينطبق هذا على الأمور الزمنية والروحية أيضاً، فإن كان المؤمن سخياً في العطاء فالرب الذي يراه خادماً أميناً، والذي يحب المعطي المسرور سيكثر له ذات الذي أعطى منه "فلا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكّل. فإذاً حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لأهل الإيمان" (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،10).
ولنتذكر سويا ان السيد المسيح اثني علي المراءة التي اعطت الفلسين وكرمها ولم يثتثنيها من العطاء - فالعطاء من الكل والي الكل - من مالك من وقتك فكل شخص فينا لديه مايعطيه ولنتعلم علي الاقل العشور - نبدأ بالعشور فهو تدريب جميل يساعدنا ويعلمنا ان نعطي بسخاء