ايام قليلة امضاها السيد المسيح بعد دخوله المتواضع لاوراشليم مع احبته واصدقاءة .. مع من اختارهم هو بنفسه او هم تبعوه او ارادوه لهم منقذا ملكا ... محررا ... شافيا ... صانع معجزات ... او اي شيىء اخر كان في نفوسهم ... لكنهم استقبلوه اولا ملكا مهللين هاتفين ( اوصنا لابن داود مبارك الاتي باسم الرب اوصنا في الاعالي )لكن مايحز في نفسي ويؤلمني انه قد يكون نفس هؤلاء المهللين له بالملوكية .. هم انفسهم اصبحوا الصارخين والمطالبين بصلبه ... هذه الالام النفسية هي الاشد ايلاما في قلب السيد المسيح ... في قلب هذا الذي قيل عنه قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفئ ... تنقلب الدنيا ومافيها عليه فقط خلال ايام فقط ... خيانة يتذوقها .. نكران يدوي بمسامعه ... اظن ان عينا الهي قد جالت وبحثت بين الجموع المتجمهرة في الجلجثة وهو معلق على خشبة الصليب على وحوه اصدقاءه ورفاق دربه ... بكاء المريمات وصمت يوحنا الحبيب تحت الصليب كانت حصيلة ساعات الامه الاخيرة ... وكانت كافية لهذا المتالم الحبيب ان يقدم لامه الرعاية من خلال يوحنا وليوحنا اما حنون ... ووعد بالملكوت للص اليمين ... ومغفرة لصالبيه لجهلهم وعدم معرفتهم ... ونداء من العذاب الجسماني الذي كان به ... محتملا لعنة الناموس عوضا عنا وكل غضب الله على الخطاة وهكذا عوضا عنا صرخ ( الهي الهي لماذا تركتني ... ) وهكذا ذكر كل الناسين ذاك المزمور الثاني والعشرين ... واه حبيبي قد جفت شفتاه وحلقه لقد تصفى دمه من الجلد ... عطشان .. خلا سقوه ... كل ذالك كان كافي لان يتتم ... نعم لقد اكمل لقد دفع الثمن هاهي صرختك العظيمة تزلزل الارض وتشق الهيكل يا لقوتك يا الهي حتى وانت قد بجسدك بمنتهى الارهاق والالم ... هذه الصرخة قادمة من قوته الالهية ... نعم صرخة القوة على كل تلك القوى الشريرة التي جالت وصالت لتسحبه الى الهاوية وتمنع باي شكل انتصاره على الحية ... تعم هذه الصرحة .. ( يا ابتاه في يدك استودع روحي ) نعم يدك انت وليس يد اخرى ... انها لحظة الانتصار صرخة القوة ... اغلى ساعات واثمن كلمات واقدس دم قدم من اجلنا .. ليس عندي الان الا ان اقف مرفوع الراس سعيدا جدا ... واعدا الهي اني عندما ستدنو ساعتي ساصرخ قائلا : في يدك يا ابتي استودع روحي .... فليس من المهم ابدا ان اكون هنا في النعيم بل من الاهم ان اكون معه في الفردوس وبين يديه ساستريح ... سيدي يا رجل الاوجاع اعدك ان احتمل ايامي هنا على الارض مهما بلغت من القسوة والمرارة... ولن اعطي للحية ادنى فرصة من ان تسرق روحي من بين يديك آمين