رامي سمير مراقب عام المنتدي
ما هي ديانتك : انا مسيحي
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 1528 نقاط : 8246 تاريخ التسجيل : 16/02/2010 العمر : 49 الموقع : القاهره العمل/الترفيه : في مجال الديكور
بشكر ربنا جداااااااااااااااااااااااااا
| موضوع: تفسير الاصحاح الرابع والثلاثون من سفر الخروج الإثنين مايو 31, 2010 12:12 am | |
| تجديد العهد (يتبع) 1. لوحان آخران للعهد [1-4]. 2. نزول الرب وحديثه مع موسى [5-10]. 3. شرطا التجديد [11-26]. 4. صوم موسى [27-28]. 5. لمعان وجه موسى [29-35] 1. لوحان آخران للعهد: في المرة الأولى قدم الله اللوحين منحوتين ومنقوشة الوصايا عليها، لكن في هذه المرة طلب الله من موسى أن ينحت اللوحين مثل الأولين، ويكتب الله عليهما. لقد جدد الله العهد مع شعبه الساقط، لكن الشعب فقد اللوحين اللذين من عمل الله. 2. نزول الرب وحديثه مع موسى: لقد حقق الله وعده لموسى: "ويكون متى اجناز مجدي..." (33: 22)، إذ نراه هنا قد "إجتاز الرب قدامه" [6]، وأعلن الرب عن طبيعته أنه "إله رحيم ورؤوف بطئ الغضب وكثير الإحسان والوفاء، حافظ الإحسان إلى ألوف، غافر الإثم والمعصية والخطية، ولكنه لن يبرئ إبراءً، مفتقد إثم الآباء في الأبناء وفي أبناء الأبناء في الجيل الثالث والرابع" (6: 7). إنه يحقق أيضًا وعده: "أنادي باسم الرب قدامك، وأتراءف على من أتراءف وأرحم من أرحم" [19]. لقد أوضح ماذا يعني أنه يتراءف على من يتراءف ويرحم من يرحم، إنها ليس كما تبدو لأول وهلة إن الله لديه محاباه يرحم من يشاء حتى وإن كان غير تائب، ويقسو على من يشاء حتى وإن كان تائبًا! إنما أحكامه فوق الفكر البشري، هو يرحم متى رأى الإنسان قدم توبة، أو مشتاقًا إلى التوبة. هوذا الآن يعلن رحمته بتجديد العهد، لكن ليس بغير عدل إنما بعد أن قدموا توبة صادقة، ونزعوا عنهم زينتهم (33: 6) وناحوا (33: 4). قوله "أرحم من أرحم" تشبه قول الرسول بولس: "أنا غرست وأبولس سقى لكن الله كان ينمي" (1 كو 3: 6). حقًا الله هو الذي يهب النمو لكرمه أي الكنيسة، لكن هل يعمل الله من غير أن يغرس الرعاة ويسقوا الكرمو؟! أو هل يتوقف الرعاة عن العمل لأن الله هو الذي ينمي؟! هم يبذلون ما في استطاعتهم لكن لا حياة بدونه! هكذا نحن نقدم التوبة لكن لا رحمة من أجل برّ فينا إنما من أجل الله الذي يرحم من يرحم. وكما يقول القديس أغسطينوس: [من يظن أن في الله ظلمًا لكونه يؤدب تأديبًا عادلاً على من يستحق ذلك أو يطيل أناته ورحمته... فهو غبي[439]]. استخدم الرسول بولس هذه العبارة في رسالته إلى أهل رومية، إذ يقول: "فماذا نقول؟! ألعل عند الله ظلمًا؟! حاشا. لأنه يقول لموسى إني أرحم من أرحم وأتراءف على من أتراءف، فإذًا ليس من يشاء ولا لمن يسعى بل لله الذي يرحم" (رو 9: 14-16). ماذا يعني هذا، هل أننا لا نشاء ولا نسعى لأنه هو الذي يرحم أو يقسو كما يشاء؟! يستحيل. لكن يُريد الرسول أن يؤكد أن رحمة الله مجانية وحبه من أجل طبيعته، أنه يهب الذين يشاءون التوبة ويسعون إليه لكنه ليس من أجل حبه ورحمته وخلاصه المجاني. وقد أراد الرسول في هذا الأصحاح أن يوضح إن كان الرب قد قبل شعب إسرائيل ورحمه قديمًا فليس له فضل في ذلك، وإن كان الأمم قد اشتهوا الخلاص وآمنوا أيضًا ليس لهم فضل، الله الذي يرحم إسرائيل قبلاً يرحم كل الأمم حاليًا، فليس لإسرائيل أن يعترض!! فقد سبق وتنبأ هوشع النبي بلسان الرب قائلاً: "سأدعو الذي ليس شعبي شعبي والتي ليست محبوبة محبوبة" (رو 9: 25)، ليس على حساب الشعب القديم وإنما لأن الشعب القديم قد رفض والأمم قبلوا![440]. أما قوله انه يفتقد إثم الآباء في الأبناء، فقد شرحناه قبلاً أثناء الحديث عن الوصية الأولى (أصحاح 20). إذ سمع موسى صوت الرب "أسرع وخرّ إلى الأرض وسجد" [8]، مقدمًا الخضوع والتوبة نيابة عن الشعب كله فجدد الرب العهد قائلاً: "ها أنا أقطع عهدًا..." [10]. 3. شرطا التجديد: إذا يقطع الرب عهدًا مع الشعب بعد سقوطه في عبادة الأوثان قدم لهما شرطين أساسيين: أ. شرط سلبي: هو تحطيم الخطية بكل صورها، إذ يقول "إحترز من أن تقطع عهدًا مع سكان الأرض التي أنت آت إليها لئلا يصيروا فخًا في وسطك، بل تهدمون مذبحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم، فإنك لا تسجد لإله آخر، لأن الرب إسمه غيور. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). إله غيور هو...". وكما قلنا قبلاً لم يكن ممكنًا للشعب أن يميز بين الخطية والخطاة، فإبادة كل ما يتعلق بالخطاة كان رمزًا لإبادة الخطية في حياتنا. ب. شرط إيجابي: لا يكفي الهروب من الشر، ولكن الجانب الإيجابي ضروري في العهد، كحفظ الأعياد وتقديم الأبكار وتقديس يوم الرب... الأمور التي تلهب قلب الإنسان بنار محبة الله، تعطيه فرحًا وراحة! وقد سبق الحديث عن هذه الأمور. 4. صوم موسى: إمتزج العهد بالصوم، إذ "كان هناك عند الرب أربعين نهارًا وأربعين ليلة لم يأكل خبزًا ولم يشرب ماءً" [28]. إذ كان عند الرب لم يحتاج إلى خبز أو ماء، إذ كان الرب هو شعبه وسرّ ارتوائه. وقد رأينا قبلاً أن رقم 40 يُشير إلى الحياة الزمنية، وكان الإنسان في تمتعه بلذة الوصية والشركة مع كلمة الله يلزم أن يقضي حياته بعيدًا عن حياة الترف. 5. لمعان وجه موسى: إذ وقف موسى أمام الله صار "جلد وجهه يلمع في كلامه معه" [28]، الأمر الذي لم يحدث طوال السنوات السابقة، أثناء لقائه معه خلال العليقة الملتهبة أو عند تسلم الوصايا العشر في المرة الأولي أو الشريعة... وكأن الله أراد أن يكافئه في هذه المرة لقاء حبه الشديد لشعبه، فإن كان بالحب قبل أن يمحى إسمه من الكتاب الأبدي، فإنه بالحب صار وجهه يضئ وهو بعد على الأرض! هذا هو بهاء حياة الحب الحقيقية ومجدها! يرى القديس اكليمندس الإسكندري في لمعان وجه موسى رمزًا للإنسان الغنوسي أي صاحب المعرفة الحقيقية العملية، فإنه يتمجد هنا على الأرض كما حدث لموسى، فيحمل جسده سمات النفس البارة[441]. يرى العلامة ترتليان في هذا الحدث إعلانًا لعمل الله في القيامة، فإن كان موسى هو بعينيه قد تمجد حتى لم يستطع الشعب أن ينظر إلى وجهه المضيئ، هكذا يكون حالنا في القيامة[442]. أما البرقع الذي وضعه موسى حين كان يتحدث مع الشعب حتى يقدر أن يقف بينهم ويحدثهم، فهو ذاك الذي أزاله السيد المسيح بنوالنا نعمته (2 كو 3: 13-14)، وكما يقول القديس بولس أن البرقع لا يزال موجودًا لدى اليهود على قلوبهم غير المؤمنة (2 كو 3: 7)، لهذا لا يستطيعوا إدراك أسرار الناموس وروحه الخفي! يتحدث العلامة أوريجانوس عن هذا البرقع قائلاً: [إن قرأنا بإهمال بلا غيرة للفهم أو الإدراك يكون الكتاب كله مُغطى بالبرقع حتى الأناجيل والرسائل[443]]. [يأتي بعضكم بعد القراءة مباشرة، والبعض لا يناقش ما يسمعه، ولا ينطق به، هؤلاء لا يتذكرون وصايا الناموس الإلهي القائلة: "إسأل أباك فيخبرك وشيوخك فيقولوا لك" (تث 32: 7). والبعض لا ينتظر حتى نهاية القراءة في الكنيسة، وآخرون لا يهتمون إن كانت القراءات قد تليت أم لا... أقول عن هؤلاء أنه عند قراءة موسى ليس فقط لا يوضع برقع بل يوضع حائط وسور في قلبهم[444]]. [لا تكفي الدراسة لمعرفة الكتب المقدسة إنما يليق بنا أن نتضرع إلى الرب ونتوسل إليه نهارًا وليلاً حتى يأتي الحمل الذي من سبط يهوذا ويمسك الكتاب المختوم ويفك ختومه (رؤ 5: 5). هذا الذي لما شرح الكتب لتلميذيه إلتهب قلباهما فقالا: "ألم يكن قلبنا ملتهبًا فينا إذ كان يشرح لنا الكتب" (لو 24: 32). ليتحنن الرب علينا الآن، إذ قيل: الرب هو روح، وحيث روح الرب هناك الحرية (2 كو 3: 17) حتى تثبت حرية المعرفة ونخلص من عبودية البرقع، لهذا أضاف الرسول قائلاً: "ونحن جميعًا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف"... ولكن كيف يمكن أن نجد هذه الحرية إن كنا لا نزال عبيدًا للعالم والمال وشهوات الجسد؟![445] | |
|