تاريخ الديــــر :هو :
كانت منطقة شمال الدلتا عامرة بالأديرة القديمة والكنائس الكبيرة المنتشرة فى كل مكان . ومن هذه الديارات دير القديسة العفيفة دميانة ببرارى بلقاس محافظة الدقهلية بالقرب من مدينة المنصورة عاصمة المحافظة . تلك الرقعة من الأراضى التى كانت تتبع قديما جزءا من مقاطعة مصرية تسمى إقليم البرلس والزعفرانة بوادى السيسبان 0 وسمى الإقليم بالزعفرانة حيث إشتهرت هذه المنطقة بزراعة أنواع نادرة من الزعفران والحشائش العطرية الغالية الثمن والقيمة 0 والزعفران إسم نبات يسمى يسمى فى المصطلح اليونانى واللاتينى السيسبان . وحاليا يقع إقليم البرلس فى شمال الدلتا .
وعن مركز ومدينة بلقاس محافظة الدقهلية الذى تتبعه منطقة دير القديسة الشهيدة دميانة فيقع جغرافيا غرب فرع دمياط للنيل وتبعد عنه قرية القديسة فى منطقة بلقاس خامس والتى تسمى ببرارى بلقاس نحو 12 اثنى عشر كيلو متر .
وسميت المنطقة بالبرارى وذلك لأن هذه المنطقة كانت أراضى بور خالية من الزراعة وبعضها أراضى منخفضة عن مستوى البحر المتوسط وكانت تغمرها المياه والنباتات المائية كلما اقتربت من بحيرة البرلس .
وأثناء زيارة العائلة المقدسة لمصر مرت بمنطقة البرلس آتية من سمنود حيث منطقة البرارى التى سفكت فيها فيما بعد دماء الشهيدة دميانة والأربعين عذراء . ولقد تقدست هذه المنطقة بزيارة الطفل يسوع مع العائلة المقدسة .
وفى القرن الرابع الميلادى أى بعد 3 قرون من زيارة العائلة المقدسة نشأ دير القديسة دميانة بحرى مدينة الزعفرانة التى كانت عاصمة لمنطقة البرلس وكان بها كرسى أسقفية وكان مرقس والد دميانة هو والى هذه المنطقة وبنى فيه قصرا للقديسة دميانة مع الأربعين عذراء لتتعبد فيه خارج مدينة الزعفرانة بحرى البلد وبعد استشهاد القديسة دميانة مع ا 40 عذراء دفنت أجسادهن فى المكان الذى تعبدت فيه إلى أن جاءت الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين وبنتمقبرة خاصة بهن وكنيسة وذلك بعد بناء كنيسة القيامة بأورشليم فى عهد البابا ألكسندروس بابا الإسكندرية التاسع عشر الذى كان بطريركا من سنة 313 م حتى 326 م ورسم أسقفا جديدا لأن أسقف المنطقة كان قد استشهد مع القديسة دميانة .
وفى القرن السادس اليلادى فى عهد الأنبا يوحنا أسقف البرلس زمن البابا دميانوس رقم 35 من عام 563م حتى 598م كتب مخطوطة تشمل تتابع أحداث سيرة القديسةدميانة وخبر تكريس كنيستها فى يوم 12 بشنس فى ايام الملك قسطنطين . ثم بعد ذلك تم إعادة بناء الكنيسة فى عهد الملك سنان وتوجد نسخ من هذه المخطوطة فى مكتبة دير القديسة دميانة بالبرارى نسخة يعود تاريخ نساختها إلى سنة 1449 شهداء أى سنة 1732 م ونسخة أخرى يعود تاريخ نساختها إلى سنة 1498 ش أى سنة 1781م .
ومن بين ما كتب فى هذه المخطوطات الآتـــــــــــــى : عن
الملكـــة هيلانــــــة وكنيسة القبــــر :
بعد هلاك الملك دقلديانوس الذى اضطهد المسيحية وكان عصره عصر الإستشهاد جاء م بعده الملك المسيحى قسطنطين إبن الملكة هيلانة فأمر ببناء الكنائس وأن يجمعوا الأجساد التى للشهداءفسمع عن حياة واستشهاد القديسة العفيفة دميانة وفعلا جاءت الملكة البارة هيلانة إلى منطقة الزعفرانة بوادى السيسبان ومعها جنود الى أن وصلت الى مكان القصر وجدت جسد الشهيدة دميانة والأربعين عذراء فتباركت منهن ووضعت جسد الشهيدة دميانة على سرير وكفنته بستارة من الحرير مرقوما بالذهب الأحمر ووضعت باقى أساد العذارى على أربع سراير حواليها وكفنتهم وبنت كنيسة على هذه الأجساد المباركة.
الساحر يونس يهدم البيعة فى عهد الخليفة سنان:
بعد 120 سنة لدخول العرب إلى مصر وفى عصر الملك الخليفة سنان كان فيه ساحر اسمه يونس هدم كنيسة القديسة دميانة التى بنتها الملكة هيلانة وأقام مكانها قصرا عاليا فخما ولم يعرف مكان الأجساد بل بنى قصره فوق الأجساد لأن الله أخفى معرفته عته "لآن ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم" مز 34 : 7 .
حدث طوفان عظيم بسبب زلزال فى قاع المياه وغمرت المياه مساحات كبيرة من البلاد وقتل مئات الآلاف من سكان تلك المناق ومن بينهم قصر يونس اللى هو كنيسة القديسة دميانة سابقا .
حزن الخليفة سنان وخاصة فى منطقة الزعفران حزن لأن عطر الزعفران كان فى هذه المنطقة غالى الثمن وهو ثروة البلاد فجاء وزير يهودى للخليفة سنان فوشى اليه بأن النصارى عندهم بالإنجيل ان كان لكم ايمان مثل حبة خردل تقولون لهذا الجبل انتقل فينتقل كان يقصد الوقيعة بين الخليفة والنصارى . فأحضر الخليفة سنان البطريرك البابا خائيل الأول البابا 46 وأمهله 3 أيــام .
البابا خائيل الأول يدخل الى كنيسة المعلقة يصلى :
وبينما البابا خائيل يتشفع بالعذراء مريم وفى الليلة الثالثة كلمته العذراء الطاهرة من أيقونتها المقدسة قائلة :لا تخف أيها الراعى الصالح إفرح فإنى معك وباكر يحضر إلى عندك رسل الخليفة ويأخذونك إلى عنده فلا تنزعج ولا تقلق ولايدخلك وهم لأن إبنى الحبيب الرب يسوع قبل طلباتك ودموع كل الشعب المسيحى . وقال العذراء له فيه واحد تقى جدا اسمه تفاحــى على رأسه مشنة وهو قديس مختار هو الذى يقوم بالمهمة . وفى الصباح وجد البابا خائيل هذا الرجل الذى اسمه تفاحى فأراد أن يهرب فربطة البابا بالصلاة ومشى معه ولكن الرجل طلب طلب أن لا يظهر هو فى الصورة وها يكون واقفا خلف البابا وفعلا تقابل البابا والتفاحى مع الخليفة سنان ونزلوا الى بنها وناموا ليلة هناك وفى اليوم التالى الى سمنود ونصبوا خيامهم ورأى الملك بنفسه الطوفان العظيم بسمنود واقام البطريرك قداسا بسمنود وتناولوا من الأسرار المقدسة . والخليفة فى انتظارهم بسمنود فوقف البطريرك أنبا خائيل الأول ومن خلفه الرجل التفاحى فأشار التفاحى للبطريرك بأن يقول الشعب كيرياليسون وللوقت ارتفعت مياه الطوفان إلى أعلى بمسافة 40 متر والمياه تجرى أمامهم كلما زحف البابا والتفاحى والخليفة المياه تهرب أمامهم وهم يقولون كيرياليسون كيرياليسون يارب ارحم إلى أن أتوا الى وادى السيسبان الزعفرانة ومروا الى منطقة بجوار رأس البر حاليا اسمها السنانية وقد تسمت بهذا الإسم نسبة الى الخليفة سنان وهى السنانية حاليا بعد دمياط وبعد ذلك جاءت ريحا شديدة فى البحر المالح وارتفعت الأمواج جدا جدا رملا كثيرا أكواما أكواما وصار الرمل جسرا أحسن من الأول ثم هدأت الري كأنه لم يكن شىء .
الملك الخليفة سنان يسجد أمام البابا خائيل الأول ويأمر ببناء الكتيسة :
سجد الخليفة سنان أمام البابا خائيل وبنى كنيسة باسم الشهيدة دميانة مرة أخرى ومات يونس الساحر وهدم قصره وقام البابا بتكريم اجساد القديسة الشهيدة وال 40 عذراء وتم تكريس الكنيسة فى 12 بشنس 12 مايو.
وحاليا يحتفل دير الشهيدة دميانة بعيدين للشهيدة : أولا : عيد استشهادها فى 13 طوبة الموافق 21 يناير من كل عام حيث تقام احتفالات بالدير لمدة ثلاثة ايام من يوم 19 يناير حتى 12 يناير تحت رعاية نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى مطران الإيبارشية وسكرتير المجمع المقدس .
ثانيا : الإحتفال بعيد تكريس الدير يوم 12 بشنس الموافق 20 مايو حيث تقام إحتفالات بالدير المدة من 12 مايو حتى 20 مايو 0 وتقام الخيام فى هذه المدة على مساحة حوالى 40 فدان حيث تقام الصلوات والإبتهالات برعاية نيافة الأنبا بيشوى .