مَن منا لم يعان، في وقت مضى من عمره، من حب الشباب؟ أو لم يرَ ويشاهد تلك الحبوب والبثور على جسم أحد أفراد عائلته؟ حب الشباب هو أحد الأمراض الجلدية الاكثر شيوعا في العالم، ولا يكاد ينجو شخص من الاصابة به، فهو يصيب 40 الى 50 مليون اميركي. وحوالي 80% من الاشخاص الذين تتراوح اعمارهم بين 11 الى 30 سنة ، يعانون من حب الشباب على وجوههم وصدورهم وظهورهم.
حب الشباب ولا يقتصر ظهور حب الشباب على فئة عمرية محددة؛ فالبالغون في العشرينات والثلاثينات من العمر، وحتى في الاربعينات يمكن اصابتهم بحب الشباب. ومعظم حالات حب الشباب تستجيب للعلاج وتلتئم دون أن تترك خلفها "ندبات" عند بعض الناس. وليس من السهل التكهن عمن سيصاب بآثار "ندوب" حب الشباب ومن لن يصاب.
ان حب الشباب عبارة عن بثور تظهر على الوجه وأحيانا على الصدر والظهر وتكون مصاحبة لزيادة إفراز هورمون الذكورة في سن الشباب، مما يجعل البشرة دهنية أكثر من اللازم. وتتكاثر البكتيريا داخل الغدد الدهنية عندما تنسد قنواتها.
ويمكن أن تذهب بثور حب الشباب من دون أثر، إلا أن لونا داكنا يظهر مكانها مؤقتا، وكثيراً ما تلتئم هذه البثور بطريقة تؤدي إلى حدوث ندب وحفر في البشرة تترك أثرا نفسيا مزعجا على المريض.
إن وجود حفر على الوجه بعد التئام البثور يعني أن هناك نسيجا من الألياف قد تشكل تحت تلك الحفر داخل الجلد بدل الكولاجين الموجود بالأدمة، وهي الطبقة العميقة من الجلد، وتقوم هذه الألياف بشد الجلد إلى الداخل فتظهر على شكل حفرة.
طرق العلاج يتكون علاج ندب حب الشباب وإزالتها من جذورها من مرحلتين، يتم في الأولى التخلص من تلك الألياف أولا، ويتم في الثانية عمل تحفيز إعادة نسيج الكولاجين لينمو مكانها. وتختلف طرق العلاج في المرحلة الأولى، حسب نوع الندب. وتكون عادة واحدة من ثلاثة أنواع:
- ندب ذات أطراف مستديرة Rolling Scars، وهي التي تظهر على شكل انخفاض تدريجي عرضي تحت مستوى البشرة. وتتم إزالة الألياف من تحتها بإجراء بسيط Scar subsection، أي قص الندبة، ويتم ذلك في العيادة تحت التخدير الموضعي بكريم أو حقن.
- ندب أو حفر ذات أطراف حادة عميقة وضيقة Ice-pick، وهي التي تظهر على شكل تنقرات. وتتم إزالتها بعملية تسمى Punch cession، أي استئصال الندبة بشق جراحي بسيط تتم خياطته تجميليا بعد ذلك، وتجرى هذه العملية أيضا بتخدير موضعي.
- ندب أو حفر مشابهة لما يحدث بعد جدري الماء (العنقز)، وتسمى pox scar، وتعتبر هذه الندب من أصعب الأنواع وأقلها نجاحا في العلاج. وتتم فيها محاولة رفع الندبة بطريقة جراحية بسيطة Punch Elevation.
اما طرق العلاج في المرحلة الثانية، فهي إعادة تصحيح الجلد بالليزر Laser Resurfacing، وتتم بإحدى طريقتين:
- الأولى: (القديمة)، وهي الليزر التقشيري Ablative Laser، حيث تعمل جلسة ليزر لحرق وإزالة طبقة البشرة ومن ثم الجزء العلوي من طبقة الأدمة. وبعد هذه الجلسة يعالج الجلد كما في علاج الحروق بكريمات وضماد مغلق بعد العملية، وينظف ويبدل كل يومين لفترة تصل إلى حوالي أسبوعين. ويبقى بعد ذلك نوع من الاحمرار، يختفي تدريجيا خلال شهرين باستخدام جهاز (Erbium Yag laser)، أو خلال 4 ـ 6 أشهر باستخدام الجهاز الأقدم (CO2 laser).
- الثانية: (الحديثة) وهي الليزر بدون تقشير البشرة Non- Ablative Laser، وتستخدم فيها التقنية الجديدة التي تسمى (فركشينال ليزر)، حيث يعمل جهاز الليزر على إرسال موجات ليزر حرارية عمودية إلى طبقة الأدمة من دون حرق البشرة فتستجيب الأدمة بإنتاج كولاجين جديد. ويشعر المريض خلال هذه الجلسة، التي مدتها حوالي ربع ساعة (بجهاز الأفيرم)، بألم بسيط جدا لا يكاد يذكر، يلاحظ بعدها وجود احمرار بسيط يستمر من 6 إلى 12 ساعة ثم يزول. ويستطيع المريض ممارسة عمله ابتداء من اليوم التالي، حيث تبدأ النضارة والحيوية في الظهور على البشرة في غضون أسبوع من العملية، كما يبدأ بعد ذلك بملاحظة التحسن وتضيق المسام تدريجيا ويستمر ذلك التحسن باطراد وقد يصل إلى 50 في المائة أو أكثر عند تكرار الجلسات، وعادة ما نرى النتيجة النهائية بعد حوالي شهرين من آخر جلسة.
إن فكرة تحفيز إنتاج الكولاجين بهذه التقنية المستعملة في إزالة ندب حب الشباب هي نفسها تستعمل في حالات أخرى مشابهة مثل تحسين التجاعيد، علاج ترهل جفون العينين، وأيضا لتحسين تشققات الجسم البيضاء اللون الناتجة عن زيادة الوزن أو الحمل والولادة.