يعتقد خبراء التجميل أن البشرة الصافية و الخالية من البقع وحب الشباب و التجاعيد و المسامات العريضة هي من مقومات الجمال الرئيسية, حتى ذهب البعض إلى القول "لا جمال بدون بشرة جميلة".
لذلك نرى اهتمام الجميع بالمحافظة على بشرة جميلة و ذلك باستعمال عشرات المستحضرات الخاصة بالعناية بالبشرة و القيام بالكثير من العمليات التجميلية التي تهدف لتجميل البشرة كحقن الكولاجين و البوتوكس والتقشير الكيميائي و ما شابه
و لكن السر الذي يخفى على جميع السيدات و خاصةً ذوات البشرة الزيتونية أو العربية هي أن جميع هذه المستحضرات و العلاجات ذات فائدة محدودة ما لم ندرك دور أشعة الشمس الخليجية في إفشال الكثير من هذه العلاجات.
اللون البرونزي عبر التاريخ:
قبل عام 1930 كانت الطبقة الغنية من المجتمع الأوروبي تعتبر اللون الشاحب أو الأبيض دليل الجمال والغنى الذي يميزها عن طبقة المزارعين التي تتعرض للشمس. و مع دخول عصر الطيران وسهولة قضاء الإجازات على شواطئ الريفييرا أو جونية أو دبي, أصبح اللون البرونزي دليل على الثراء و الصحة.
ولكن استفاقة الأطباء في الغرب وحملاتهم لتوعية المجتمع من مخاطر الشمس و خاصة لكونها وراء سرطان البشرة, السرطان الأكثر شيوعا من أي سرطان آخر و وراء التجاعيد و ترهل البشرة المبكر أصبح اللون البرونزي اليوم علامة جهل أكثر منها علامة ثراء أو صحة.
خطر الشمس الخليجية أكبر:
إن موقع البلاد العربية القريبة من خط الاستواء يجعل أشعة الشمس تدخل الطبقة الجوية العليا بشكل عمودي مما يجعل أشعتها المسرطنة والمخربة للبشرة أكثر نفاذاً وخطراً بخمسة أضعاف من تلك التي تسطع في أوروبا وشمال أمريكا.....
نحن لا نتكلم هنا عن حمامات الشمس على الشواطئ فالضرر منها أمر بديهي ولكننا نتكلم عن خمس دقائق هنا وخمس دقائق هناك ما بين الذهاب إلى العمل أو المدرسة أو قيادة السيارة إلى البنك أو التسوق.
في نهاية الأسبوع تتراكم جرعات أشعة الشمس المؤذية بشكل تدريجي وخفي تماماً كما تتراكم جرعات السعرات الحرارية من الطعام الزائد.
الشمس و جمال البشرة لا يجتمعان:
إن أشعة الشمس تؤدي إلى تنشيط الخلايا المولدة للصباغ وبالتالي تشكل البقع والكلف وقناع الحمل. إن الله سبحانه وتعالى قد زود البشرة الخليجية بالخلايا الصباغية التي تفرز الصباغ أو الميلانين وهو واقي شمسي طبيعي يقوم بحماية البشرة من أشعة الشمس المسرطنة . ولكن إفرازات الصباغ هذا يكون في كثير من الأحيان غير متجانس مما يؤدي إلى تشكل البقع.
من الضروري إذا تفادي التعرض إلى أشعة الشمس والتي تكون أكثر أذية ما بين الساعة الثامنة صباحاً والساعة الخامسة مساء... إن الوقت المفضل للتعرض للشمس هو عندما يكون خيال الإنسان أطول من طوله (قبل الثامنة صباحاً وبعد الخامسة والنصف مساء).
أسباب تعجز البشرة:
80% من تعجز البشرة سببه الشمس في حين يعود 10% للتدخين و 10% لجميع العوامل الأخرى كالتغذية ونقص الفيتامينات والسهر وضغط الدم والعمل والتلوث والطقس والسونا ومساجات الوجه وقلة شرب الماء وما شابه.
نعم إن السونا ومساجات الوجه وتدليكه على عكس المعتقدات الشائعة بفائدتها، يؤدي لأذية الكولاجين والإستين Elastine التي بدورها تؤدي لترهل البشرة.
هل هناك فوائد صحية لأشعة الشمس:
تفيد أشعة الشمس الجلد في إنتاج الفيتامين "د" الضروري لنمو العظام ولكننا لا نحتاج لأكثر من خمس دقائق في اليوم لكي نأخذ حاجتنا.
كما تفيد أشعة الشمس في تثبيط الغدة الصنوبرية من إنتاج مادة اليلاتوتين وهي تؤدي إلى الإكتأب...أي أن الأشخاص الذين ينامون طول النهار ويستيقظون طوال الليل (أمر شائع في السعودية والخليج) عرضة أكثر للاكتئاب. كما أنهم يفقدون نشاطهم البيولوجي والطبيعي، إذ أن مادة الكورتيزول في الدم تكون في ذروتها عند الصباح.
لذلك يبدو على هؤلاء الأشخاص وكأنهم متعبين بعد سفرة طويلة بالطائرة وبشكل يومي(Permanent Jet Lag Syndrome)
خطر الواقيات الشمسية:
أن أغلب الواقيات الشمسية هي مواد كيميائية تم تصنيعها للاستخدام في أوروبا أو شمال أمريكا ولم تصنع لحرارة الجو المرتفعة جداً في السعودية والخليج، هذه المستحضرات سرعان ما تفقد فعاليتها لدى تركها في السيارة أو على الشواطئ أو في الحمام أو حقيبة اليد ( وهو المكان الملائم لها ) بالرغم مما قد طبع عليها من تاريخ انتهاء المفعول، فهذا التاريخ صحيح فيما لو تم الحفاظ على هذه المستحضرات في غرفة حرارة طبيعية طوال الوقت وليس في ظروف الشحن والتخزين اليومي في الخليج.
إن وضع هذه المستحضرات قد يعطي الإنسان الشعور الكاذب بالطمأنينة والوقاية.
من الضروري إذاً استعمال الواقيات الشمسية الفيزيائية وليس الكيميائية المقاومة للحرارة (مثل الواقيات التي تعتمد على الزنك الشفاف كمستحضر Safe Sun Z من شركة Skin USA).
إن أفضل واقي شمسي لا يعطي سوي 80% حماية من أشعة الشمس مهما كان عامل الوقاية الذي يحمله (SPF)
من المفضل عدم استعمال واقي الشمس ذو عامل وقاية أعلى من (30) حيث أن ذلك يعني وضع كميات أكبر من المواد الكيميائية المضرة بالبشرة بدون أي حماية إضافية تذكر بالنسبة للبشرة. الواقي ذو عامل وقاية أكثر من 30 غير مسموح به في أمريكا.
ماذا عن حماية الأطفال:
إن خطر الشمس يصيب خاصة بشرة الأطفال الحساسة وهو كالقنبلة الموقوتة التي ستنفجر بعد ثلاثين عاماً بآثارها المضرة كالسرطان وترهل الجلد الغليظ .
من الضروري تفادي وضع الواقيات الشمسية الكيميائية على مساحات واسعة من جسم الطفل الحساس (لا أحد يعرف سلامتها على المدى الطويل) والاعتماد بدلاً من ذلك على تفادي الشمس من الساعة 8 إلى الساعة 5 واستعمال القبعات والملابس القطنية ذات الكم الطويل ( اللباس الخليجي يعطي حماية أفضل من اللباس الأوروبي).
إن النقاب الأسود لا يمنع أشعة الشمس الضارة من النفاذ إلى البشرة ولابد من وضع الواقي الشمسي على الوجه صباحاً وظهراً حتى ولو كان التعرض للشمس كان سببه الجلوس في المنزل قرب النافذة.