المسيح مصدر الحياة المسيحية
ليست الحياة المسيحية مجرد تقدم في الحياة الخلقية أو الدينية. وإنما الحياة المسيحية الحقيقية هي حياة جديدة نتيجة لخليقة جديدة مصدرها المسيح نفسه. لذلك يقول في 2كورنثوس 17:5 "إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة." الخطيئة جعلتنا أمواتاً روحياً، كما يقول في أفسس 1:2-2 "وأنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا، التي سلكتم فيها قبلاً حسب دهر هذا العالم." ولكنه يضيف قائلاً: "ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح - بالنعمة أنتم مخلصون." (عدد 5)
فهي تشبّه بقيامة من الموت. هي ولادة جديدة تنتج عن الإيمان بالمسيح. أي قبوله في القلب. لذلك يقول في يوحنا 12:1-13 "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه، الذين وُلدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل بل من الله." عندما أخطأ آدم استجلب الموت على نفسه وعلى كل نسله. "بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم، وبالخطيئة الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع" (رومية 12:5). وهذا يشمل الموت بأنواعه الثلاثة:
الموت الجسدي الذي جميعنا نعرفه وهو انفصال النفس عن الجسد.
الموت الروحي وهو الذي يصفه في أفسس 1:2-2 بأنه السلوك بحسب دهر هذا العالم والتصرف طبقاً لمشيئات الجسد والأفكار– أي حياة الجسد بالانفصال عن الله.
والموت الأبدي وهو الهلاك الأبدي.
ونحن نعرف أن آدم هو رأس الجنس البشري، أما المسيح فهو رأس جنس جديد. لذلك يعمل الرسول بولس مقارنة بين الذين في آدم (أي الذين لم يولدوا ثانية) وبين الذين في المسيح الذين صاروا خليقة جديدة. فالذين في آدم يرثون الخطيئة والموت والدينونة، والذين في المسيح يرثون البر والحياة والملك (رومية 12:5-21). المسيح جاء إلى العالم ليمنحنا هذه الحياة الجديدة. قال: "وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل." (يوحنا 10:10) كما يقول عنه في يوحنا 4:1 "فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس." وقال المسيح أيضاً: "خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد" (يوحنا 27:10-28).
هذه الحياة الجديدة، الحياة الأبدية مصدرها المسيح نفسه. "من له الابن فله الحياة" (1يوحنا 12:5).
منقول