الله الظاهر فينا
حاملين ... إماتة الرب يسوع لكي تُظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا"
(2كو 4: 10 )
توجد ثلاث خطوات تعلنها لنا كلمة الله بوضوح؛ أولاً "مُتم". هذا هو تقدير الله، ثانياً "احسبوا أنفسكم أمواتاً" (رو 6:
11 ) . أي أننا بالإيمان نحسب أنفسنا أمواتاً حسب تقدير الله. ثالثاً "حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع
لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا" (رو 6: 11 ) . أي أن أعضاءنا التي كانت يوماً ما آلات للخطية، قد استلمه
ا الله الآن في نعمته لكي تصبح آلات لإظهار المسيح. في هذا إذاً تنحصر كل مسئوليتنا، أن نعلن المسيح في كل
ما نحن عليه وكل ما يصدر منا، وهذا يتطلب حمل إماتة يسوع في جسدنا وتطبيق الصليب (حكم الموت) تطبيقاً
مستمراً على كل ما فينا، وما يصدر منا بحسب الطبيعة حتى لا يظهر شيء يتعلق بالذات أو الطبيعة، بل كل ما هو من المسيح.
إن كل شخص عرف فساد وشر الجسد، يؤمن بأنه لا يجب بالمرة أن يترك للجسد المجال ليفعل ما يشاء.
فمثلاً إذا أُثيرت عواطفنا وأفرطنا بشفاهنا، فيمكننا كلنا أن ندرك أننا قد أخطأنا ونأتي إلى حضرة الله حاكمين على
ذواتنا. ولكن ليس كل شخص يدرك أن الطبيعة وكل مظاهر الجسد الشريرة يجب أن تبقى مُخضعة تحت حكم
الصليب. وإذا كانت حياة يسوع فقط هي التي يجب أن تظهر، فمعنى ذلك أنه يجب ألا يرى شيء مما أنا عليه وإلا
فإظهار المسيح يتعطل. إننا نحتاج إلى سهر كثير من هذه الناحية لأنه كم من المرات في جلساتنا وحديثنا مع
القديسين نظهر في صفاتنا الطبيعية أكثر مما نُظهره من المسيح.
حقاً إننا لكي نواجه مسئولية كهذه، نحتاج إلى سهر مستمر وإخلاص ثابت، نحتاج أن نحمل كل حين إماتة يسوع
في الجسد. إن أوقات تساهلنا هي أوقات الخطر في حياتنا. كثيراً ما ننسى أن أحقاءنا يجب أن تكون على الدوام
ممنطقة حتى، بعدما نحمل كل سلاح الله ونتمم كل شيء، نستطيع أن نثبت. وفى نفس الوقت يجب ألا نقصّر في
الحكم على ذواتنا بل نحفظ كل كياننا تحت حكم الصليب. في حالة كهذه فقط يمكن أن يظهر المسيح في حياتنا
. إن الوصول إلى هذه الحالة هو ما يجعل الله يعاملنا أحياناً بالشدة، ذلك لأن الأواني الخزفية يجب أن تُكسر إن كنا
نريد أن يظهر نورها
منقول