إحسان الله
في الحقيقة ان كثير منا عندما يقرأ
الكتاب المقدس واخص بالذكر العهد القديم، تقف امامنا بعض الكلمات التي تكون
عسيره الفهم وتحتاج الي التفسيرات، ولانستطيع ان نصل الي البعد الروحي لها
بسهولة !!
فعندما نقرأ 2صموئيل9 يسترعى انتباهنا
قول داود لمفيبوشث "فأني لأعملن معك معروفاً من أجل يوناثان أبيك" و تظهر
أمام مخيلتنا صورة إحسان الله الذي أظهره لنا في المسيح يسوع.
وإذا
رجعنا إلى 2صموئيل4 نجد أنه عند مجيء خبر موت شاول ويوناثان، فإن مربية
مفيبوشث حملته وهربت به، وإذ كانت مُسرعة لتهرب، وقع منها وصار أعرج من
رجليه الاثنين، فأُخفته في لودبار التي معناها "مكان قفر" ليس فيه مرعى.
وحيث أنه كان من بيت شاول الذي هو عدو لداود، لا شك أنه ظن أن داود عدو له،
ولذلك اختبأ بعيداً عنه.
أليست هذه صورة دقيقة لحالة
الإنسان الخاطئ. فحالاً بعد أن دخلت الخطية بسقوط آدم، اختبأ هو وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) . أوَ ليست هذه حالة الإنسان إلى يومنا هذا؟ إذا كان هذا حالنا، فإن هذا لأنك لا تعرف الله جيدا.
ربما تقول لنفسك: لقد أخطأت وهذا يجعلني
أخاف من الله. حقاً لقد أخطأت وأنا أيضاً أخطأت مثلك والكل قد أخطأوا،
ولكن لو عرفت الثمن الذي دفعه الله لخلاصك حتى بذل ابنه الوحيد الحبيب
لأجلك، فإنك سترى أن الله هو الوحيد الذي يمكن أن تلجأ إليه، وأنت خاطئ
تلجأ إليه وأنت مطمئن لأن "دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" .
هل اتبّعت
الأوهام التي يرسلها لك الشيطان؟ أو وضعت ثقتك في وعود هذا العالم الكاذب
وأُصبت بالفشل واليأس؟ فالكتاب المقدس يدلنا على مَنْ فيه راحة النفس
والضمير.
"فأرسل الملك داود وأخذه" إن كلمة "أخذه" جميلة جداً،
إنها تُخبرنا عن نعمة مطلقة ظهرت من عند الله وحده. إن الإنسان يُظهر
إحساناً لمن يظن أنهم يستحقونه، أو يتوقع أن يحصل على شيء منهم في مقابل
هذا الإحسان. ولكن ليس هذا هو ما عمله الله، إن مفيبوشث لم يعمل شيئاً
واحداً يستحق الإحسان. إنه لم يكن عليه أن يصنع ما عليه أولاً كما يقول
البعض، كلا. إن
النعمة ذهبت لتأخذه من لودبار، من نفس المكان الذي كان فيه. وهكذا نرى أن
ابن الله قد جاء إلى ذات المكان الذي وصل إليه الخطاة المساكين، جاء لكي
ينتشلهم. وأخذ مكانهم ومات البار من أجل الأثمة لكي يقربنا إلى الله.
ياريت نقرأ اليوم مع بعض هذا الاصحاح ونحاول نفهم ونربط
الاحداث بالعهد الجديد ونري عمل الرب معنا - فالعهد القديم مليء بالرموز
والنبؤات الجميله والعميقه التي تشير الي عمل الرب وترتيب الخلاص لنا ليتم
في ملئ الزمان بمجيء يسوع المسيح. +++