mosad مشرف منتدي الصور
ما هي ديانتك : انا مسيحي
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 1505 نقاط : 7893 تاريخ التسجيل : 14/03/2010 العمر : 32 العمل/الترفيه : بحبك يا يسوع
| موضوع: ماهي ضروره الأيمان المسيحي الأحد يونيو 27, 2010 12:30 pm | |
| أجل إن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ضرورة رائعة حاسمة لمن يطلب الحياة في أروع وأكمل وأبهج ما يمكن أن تكون عليه الحياة... ولو أتيح للإنسان أن يدرك الحياة من جوانبها المتعددة، لأدرك أن هذا الإيمان هو أول وأضخم ضرورة له على الأرض، ولسهل عليه أن يتخلى عن أمس ضروريات الحياة، قبل أن يتخلى عنه، إذ هو الضرورة الأولى قبل ضرورة الشمس والنور والهواء والماء، وكل مقومات الحياة جميعا!! وهل هناك معنى أو قيمة أو مذاق للحياة بدونه.
إن الإيمان المسيحي ضرورة تتطلبها مقومات الطبيعة البشرية فينا... فالعقل يطلبه والمشاعر تبحث عنه، والإرادة تجد في أثره. فالعقل الذي يفرق بيننا وبين الحيوانات، العقل الذي اشتهى منذ فجر الإنسانية، ثمرة "شجرة معرفة الخير والشر"، والذي ما يزال طوال أجيال التاريخ في صراع دائم مستمر مع المجهول... فهذا العقل لا يمكن أن يسكت أو يهدأ في عالم امتلأ حوله بالأسرار والغموض، ومن ثم فهو دائب البحث والتساؤل يصرخ ذات الصرخة: "لست في حاجة إلى الملايين، ولكنني بحاجة إلى من يجيبني على أسئلتي!!". وليس العقل فقط وحده في الإنسان هو الذي يتطلع إلى التوغل وراء أسرار المجهول بل المشاعر أيضا. تلك المشاعر التي يتفرد بها الإنسان، والتي تسعى به دائما نحو الارتقاء والتسامي عن حطام الدنيا وغرورها وأباطيلها، والتي هي قبس من نور الله ونسمة القدير فيه.
وإلى جانب العقل والمشاعر يجد الإنسان بإرادته في البحث عن حكمة وجوده على الأرض، ورسالته فيها، فهو ككائن حي حر مسئول، تتشعب أمامه الطرق، وقد يشتبك في صراع عنيف مع الطبيعة أو الآخرين أو مع نفسه، ومن ثم فهو دائب السؤال: من هو؟ ولماذا جاء إلى الأرض؟ وكيف جاء؟ وكيف يمكنه أن يحيا أكمل حياة وأمثلها؟ وما إلى ذلك من أسئلة ترهقه، وتلح عليه، وتضغط على قواه جميعا، حتى يجد لها جوابا في الإيمان المسيحي!.
لنتوقف قليلا لنسأل ما هو هذا الإيمان؟ وما معناه؟ أهو مجرد مجموعة من الأفكار والتعاليم والمبادئ، احتواها كتاب الله، وتداولتها العصور والأجيال، كما تتدوال غيرها من العلوم والفلسفات؟ أم هو شعور وجداني يهف على الروح البشرية، ويطرق أوصال القلب فيها؟ أم هو قوة حية فعالة تطبع أعمال الإنسان، وتوجهها حيث شاءت؟ والحقيقة نستطيع القول إنها الثلاثة معا! أو كما وصفه أحدهم بالقول: "إنه الاقتناع والإحساس والولاء". فالإيمان المسيحي هو أكثر من مجرد اقتناع وإحساس، إذ هو ولاء وتعبد لشخص السيد المسيح.
وهنا علينا أن نسأل ما هو نوع الإيمان الذي يتعين على الإنسان أن يمسك به كما يمسك بالحياة نفسها؟ إنه أولا وقبل كل شيء ليس مجرد "الإيمان النقلي" أو "الإيمان المتوارث" الإيمان الذي ينقله الإنسان عن أبائه وأجداده، فالعلاقة بين الإنسان وربه ليست مجرد علاقة وراثية تاريخية. فالمسيحية لا تعرف مجرد الإيمان النظري أو العقلي. فالمسيحية ليست عقيدة نظرية يكفي أن يعرفها أو يتمثلها الإنسان لتكون حكما له أمام الله والناس. ولا هي عقيدة وجدانية أو عاطفية، فالإيمان الوجداني لا ينفع شيئا، كمن يتأثر من رسالة الحق وينفعل معها بعض الوقت. لكن المسيحية هي "الإيمان الخلاصي" الذي يخلص الإنسان ويستولي على الحياة تاريخا وعقلا وحسا وإرادة وكيانا.
هذا هو الإيمان العظيم، ذو الفعل الحي والأثر الثوري في حياة الأفراد والشعوب والأجيال قاطبة، بل هذا هو إذا الإيمان الذي كتب صفحات التاريخ واستحق بذلك شهادة الخصوم والأصدقاء والأعداء على حد سواء. وإذا كان العصر الحاضر قد اتسم بسمة العصر التكنولوجي من الوجهة المادية، كما أنه العصر الذي تتصارع فيه قوى الرأسمالية والاشتراكية والشيوعية والديمقراطية والإرهابية من الوجهة السياسية، والعصر الذي ينضج بالشهوة والمجون والمتاع واللذة من الوجهة الاجتماعية، فهو عصر الحيرة والقلق والتساؤل والشك من الوجهة الدينية!!
ولنقول مع بولس الرسول: "لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ... لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ لإِيمَانٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ«أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا»" (رومية 16:1و17). الإيمان بالسيد المسيح هو ضروري جدا لخلاصك. فلماذا لا ترتمي بين ذراعيه معترفا به ربا وإلها لك؟ معترفا بالإيمان الذي يقودك للخلاص. | |
|