مولده:
ولد القديس ببلدة الأقصرين(الأقصر حالياً) من أبوين مسيحيين تقيين أسمياه(متاؤس) أى(عطيه الله). علماه الأداب المسيحية فنمى القديس فى جو روحانى،تعلم القديس من والده صناعة الفخار للك إشتهر بإسم الفاخورى.تنيح والداه وهو طفل صغير.
+رهبنته:
كان الفتى متاؤس محباً لحياة الوحدة،فكان يتردد كثيراً على ديرالأنبا إسحق السائح بجبل أغاثون (دير الشهداء حالياً) بمدينة إسنا،وأيضا كان يذهب الى أديرة الأنبا باخوميوس المنتشرة فى جبال إسنا وأصفون،ثم أبدى رغبته فى الرهبنة لأحد شيوخ الرهبنة الأتقياء (الأب مرقس) فعلمه أصول الرهبنة ومبادئها حتى أتقنها جيداً،وسمح له بالتوحد فى أحد المغائر البعيدة عن الدير بحوالى ستة كيلو ، فعاش فيهاناسكاً عابداً فترة طويلة حتى تآنست به الوحوش وصارت تعيش معه فى المغارة (لذلك ترسم صورته ومعه الضبعين الذين أقاما معه لمدة اثنتى عشرة سنة).
بالرغم من القامة الروحية العاليه التى للقديس الا أنه كان يحيا حياة المسكنة الروحية والإتضاع لذلك دعى(متى المسكين)،وكان أبوه الروحى يستدعية ليستشيره فى أمور الدير والرهبان، لعلمه بحكمته وإفرازه وبعدها يهرب القديس الى المغارة مره أخرى.
+رئاسته للدير:
بعد نياحة الأب مرقس أبوه الروحى أجمع الرهبان على إختيار القديس متاؤس أباً ورئيساً لهم لخبرته فى النسكيات والجهاد الروحى. لما تقلد القديس هذه المسئولية قام بتعمير الدير رهبانياً حيث كثر عدد الرهبان فيه، وأقام نهضة عمرانية بالدير حيث أقام المبانى الضخمة والأسوار حول الدير، واعترافاً بفضله دعى الدير بإسمه.
أعطى الله القديس مواهب كثيرة مثل:شفاء المرضى وإخراج الشياطين ومعرفة الغيب وقامة الموتى وغير ذلك. حتى ذاع صيته،وامتلأ ديره من الزوار وطالبى الأرشاد،ووصل صيت القديس الى أقصى النوبه. وأهم مايميز هذا القديس البار أنه لايميز بين الآتين اليه من جهة الجنس أو الدين بل كان يخدم الكل ويضيف الجميع على مائدته.
+نياحته:
بعد أن أمضى القديس تسعون عاماً فى الرهبنة بين جهاد ونسك وإرشاد لأولاده الرهبان،رأى رؤيا عظيمة وقصها على أولاده، وقال:رأيت الأنبا أنطونيوس والأنبا مكاريوس والأنبا باخوميوس والأنبا شنوده رئيس المتوحدين ينادون ويقولون لى: تعالى إلينا، فقمت ومشيت معهم الى أن وصلت الى مكان ودخلت فيه معهم ووجدت جمعاً كثيراً مهيب المنظر جداً ،قد أتوا ليسلموا على وقالوا لى :مرحباً بقدومك الينا هوذا اليوم تجيء وتسكن معنا فى الفردوس،ثم رأيت حصناً عظيماً منيعاً وبابه عاليا جدا وهو مرصع بالجواهر الكريمة والذهب، فلما وصلت للباب سمعت صوتاً يقول: إفتحوا باب الدار ليدخل متاؤس، أما انا لما سمعت هذا الكلام تخوفت، ثم دخلت وأنا بخوف شديد، فرأيت ساحات عظيمة حتى ظننت أن كل ساحه تساوى ميلين او ثلاثه فى الطول، ثم رأيت كراسى متلاصقة بعضها ببعض وجماعة عظيمة من الرهبان جالسين عليها وهم منيرون جداً أما أنافقلت للذين يسيرون معى: يا ساداتى من هم الجالسون على هذة الكراسى العظيمة؟ فقالوا لى هؤلاء الذين تراهم هم أباء الاسكيم المقدس وأباء الرهبان، كل واحد منهم جالساً وسط أولاده اللابسين إسكيم الرهبنة الملائكى، ثم قالوا لى : أنظر الى هؤلاء الأربعة النورانيين إنهم: القديس الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان، والقديس مكاريوس الكبير أب جبل شيهيت، والقديس الأنبا باخوميوس أب الشركة، والرابع هو القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، بعد ذلك أخذونى وأقامونى قدامهم بخوف عظيم فتقدمت وسجدت قدامهم فقال لى واحد منهم وكان بيده منشور: يا متاؤس، فقلت نعم ياأبى وسيدى، فقال لى قم مسرعاً وأمض الى ديرك لأنهم سوف يسألونك عنه وعن أولادك الرهبان الذين فى الدير وعن أفعالهم وعن صلواتهم التى يقدمونها لله، وبالأكثر عن الصدقة التى يوزعونها على باب الدير لأن عندهم فى ذلك توان وكسل ،واعلم ان هذا مطلوب منك فى اليوم السابع من شهر كيهك ، وكانت هذة الرؤيا فى اليوم الثالث منه.
أما أنا يأولادى فلما استيقظت من الرؤيا جمعتكم الى هنا لأقص عليكم مارأيت. والأن عيشوا بعضكم مع بعض فى محبة لأنى ماض الى الله وأقرئكم السلام بإسم يسوع المسيح لأنى بعد ثلاثة أيام أنتقل من هذا العالم الزائل، واسأل الرب ان يحفظكم من تجارب العدو، وبعد أن أكمل القديس وصيته لأولاده الرهبان، ثقل عليه المرض فالتف حوله أولاده الرهبان ليتباركوا منه وكانوا يقدمون له القوت فكان يرفض ويقول (حى هو الرب يسوع المسيح أنى لاأكل ولاأشرب مادمت فى ها العالم الزائل حتى التقى بأبائى القديسين: أنبا أنطونيوس وأنبا مكاريوس وأنبا باخوميوس وأنبا شنوده، وأقدم لهم كمال رهبنتى وأرجو من الرب أن يسامحنى ).ثم أن القديس بات تلك الليلة متعباً جدا وعند اشراق شمس اليوم السابع من شهر كيهك المبارك فتح القديس فمه وأسلم روحه الطاهرة ومضى الى النعيم السرمدى، وللوقت فاح منجسده الطاهر عطر طيب فائق الرائحه؛ فبكى أولاده وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه باكرام فى مقبرة خاصه فى ديره...
+ملخص:
عاش القديس فى القرن الثامن الميلادى،وكان عمره عند نياحته مائه وخمس سنين ، وهى كالتالى عشر سنوات فى العالم، وخمسه وأربعون سنة راهباً، وخمسين سنه رئيساً للدير.
وتعيد له الكنيسة فى اليوم السابع من شهر كيهك المبارك من كل عام، ويقام احتفال روحى سنويا بديره فى جبل أصفون-اسنا-محافظة قنا (بركة صلاته فلتكن معنا أمين)
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
دير الانبا متاؤس المعروف بدير الفاخورى
يقع دير الفاخورى جنوب غرب مدينة اسنا بحوالى 18 كيلو متر ويرجع تاريخ انشاؤه الى القرن الرابع الميلادى وهو احد سلسلة اديرة الرهبان المنتشرة فى جنوب مصر التى تأسست على نظام القديس باخوميوس فى الرهبنة والذى يقضى بان يعيش الرهبان فى حياة مشتركة داخل الدير .
يعتبر دير الفاخورى من أهم الاديره التى احتفظت باجزائها المعمارية الاثرية
ينسب دير الفاخورى الى القديس متاؤس الفاخورى رئيس الدير فى القرن الثامن الميلادى وهو الذى قام بتعمير الدير واقام مبانيه ولقب بالفاخورى لان صناعة الفخار كانت الحرفة الرئيسية للقديس متاؤس ولرهبان الدير والمعروف ان صناعة الفخار وهى احد الحرف البيئية التى تشتهر بها محافظة قنا حتى الان.
( أهم معالم عمارة الدير الاثرية )
أسوار الدير
بنيت اسوار الدير من الطوب اللبن سمكها حوالى واحد متر تقريبا وتم تدعيمها من الخارج بتحصينات قوية تمثلت فى دعائم ساندة وقد تهدم معظم الاسوار الاصلية للدير.
الكنيسة المتهدمة
استخدم فى بناؤها الطوب اللبن والآجر وقد تهدمت ولم يبق منها الا الجدار الشمالى.
كنيسة الدير الاثرية
يرجع تاريخها الى القرن الثانى عشر الميلادى وبها رسوم فرسكو تعد من أهم المناظر المائية التى رسمت فى الكنائس المصرية طيور واشكال هندسية واشكال للصليب بديعة المناظر ومن الرسوم الباقية حتى الآن رسوم للسيد المسيح والتلاميذ الاثنى عشر ورسوم الانبياء للعهد القديم وررسوم للقديس متؤس المنسوب اليه الدير .
حصن الدير
وهو أحد نماذج العمارة الدفاعية كان الرهبان يحتمون به عند هجوم الاعداء واللصوص عليهم والحصن مصمم بطريقة معمارية لا تمكن اى مهاجم من اختراقه
يرى الدير وحصنه العالى من على بعد وتوجد آثار كنيسة قديمة للسيدة العذراء ، وقد كانت كنيسة الدير عند بدء إنشائه .
إهتم قداسة البابا شنودة الثالث الـ 117 بهذا الدير فإنتدب القمص بموا الأنبا بيشوى لتعمير دير الأنبا متاؤس الفاخورى بأسنا سنة 1976 م ويضم الدير رفاة القديس متاؤس المتوحد .
وقد إهتم القمص بموا بتوصيل الماء والنور إلى داخل الدير ، وشجع بعض الشباب للتكريس والرهبنة .
إنتدب قداسة البابا نيافة النبا امونيوس أسقف الأقصر وأسنا بتجديد الدير ، فأسس فيه بيتاً للخلوة الروحية وجدد أسواره الخارجية ، ونظم إجتماعات دورية للكهنة غإجتماع بهم ومناقشة أمور الخدمة بالإيبارشية ، وشجع أفراد الشعب لزيارة الدير