لقد بارك أبونا نوح ابنيه سام وحام، ولعن كنعان (تك 9: 26، 27). وكما قال هكذا كان.
أيجوز لنا أن نقول إن أبانا نوح قد تجاوز حدوده حينما بارك سام وحام، وذلك لأنه بشر؟! حاشا..
- وابونا إسحق بارك يعقوب، ثم أعطى بركة لعيسو.
وكلام أبينا إسحق كان كأنه صادر من فم الله نفسه، وتم كما قال. وأتى السيد المسيح من نسل يعقوب، حسبما باركه أبوه إسحق قائلا: "الله القدير يباركك.. ويعطيك بركة إبراهيم لك ولنسلك معك" (تك 28: 3).
هل أخطأ أبونا إسحق حينما قال ليعقوب: "حتى تباركك نفسى قبل أن أموت" (تك 27: 4)؟! وحينما قال عنه أيضاً: "نعم، ويكون مباركاً" (تك 27: 33).
لقد كانت بركة إسحق ليعقوب مطابقة لقول الرب لرفقة وهى جبلى: "في بطنك أمتان. ومن أحشائك يفترق شعبان.. وكبير يستعبد لصغير" (تك 25: 23).
ولهذا فيما كان القديس بولس الرسول يتحدث عن رجال الإيمان، قال: "بالإيمان إسحق بارك يعقوب وعيسو من جهة أمور عتيدة" (عب 11: 20).
- وبالمثل " بالإيمان يعقوب عند موته بارك كل واحدد من ابنى يوسف "
(عب 11: 21) " وبفطنة وضع يديه" (تك 48: 14) اليمنى على راس افرايم الصغير ن واليسرى على راس منسى البكر. ولم يغير الوضع حينما ساء ذلك في عينى يوسف أبيهما، أنا تكون اليد اليسرى على البكر.. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وكما فعل يعقوب هكذا كان إذن " قدم افرايم على منسى" (وباركهما في ذلك اليوم" (تك 48: 20).
وكما بارك يعقوب أولاده (تك 49) ويقول له: "البركة من الله وحده "! كيف تؤخذ بركة من إنسان؟!
- والاباء لم يباركوا فقط، إنما أيضاً كانوا بركة:
وهكذا قال الله لأبينا إبراهيم، ليس فقط: "أباركك وأعظم اسمك " وإنما ايضاً: "تكون بركة" (تك 12: 2).
هكذا كان أبونا إبراهيم بركة للعالم كله. كما كان إيليا النبى بركة في بيت أرملة صرفة صيدا (1مل 17). وكان اليشع النبى بركة في بيت المرأة الشونمية (2مل 4). وكان يوسف الصديق بركة في بيت فوطيفار. ويقول الكتاب هنا عبارة جميلة ودقيقة وهى:
" إن الرب بارك بيت المصرى بسبب يوسف" (تك 39: 5).
ويكمل الوحى قوله عن بركة يوسف في بيت فوطيفار: "وكانت بركة الرب على كل ما كان له في البيت وفى الحقل. فترك كل ما كان له في يد يوسف". عبارة " تكونون بركة " قالها الرب ايضاً لبيت يهوذا (زك 8: 13).
- إن الذي يرفض البركة من رجال الله هو الخاسر
بل إنه لم يصل غلى مستوى عيسو الذى رفع صوته وبكى، وقال فسحق " باركنى أنا أيضاً يا ابى " " ألك بركة واحدة فقط يا أبى. باركنى أنا أيضاً يا أبى" (تك 28: 34، 38). على الرغم من كل أخطاء عيسو، كان يؤمن ببركة أبيه إسحق.