ساكبه الطيب عضو فضي
ما هي ديانتك : انا مسيحي
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 280 نقاط : 5998 تاريخ التسجيل : 07/04/2010 العمر : 55 العمل/الترفيه : الترفيه
نشكر ربنا
| موضوع: اللاهوى الجمعة يوليو 09, 2010 11:33 am | |
|
الاباثي Apathaia
+وضع الاباء هذا المصطلح النسكى (الاباثيا) = (اللاهوى) = (عدم التألم) أو (عدم الاشتهاء). فليس المطلوب جحد العلم فى حد ذاته، بل الاتحاد بالله الذى لا يمكن بلوغه بدون التحرر من الشهوات والضعفات والمجد والملذات الفانية... وبدون التحرر من الانغماس فى الميول العالمية. فاللاهوى يعنى ملكوت النفس .
+ النسك ليس هدف ، وهو يصير بلا ثمر ولا نفع ، مالم يؤدى الى حفظ الغيرة غير منطفئه حتى أخر يوم فى الحياة، والى الللامبالاة بالعالم والاعراض النهائى عن كل شئ يعيقنا عن بلوغ التقوى . هذه هو الطريق الى الشوق الإلهى وعدم الانفصال عن الله. فالطاعة ليست ملاشاة الحرية بل هى الاختيار الحر السليم والسيرة بلا تعقيد، بالانسحاب من الغوايات والتسيب . وكلها أعمال طاعة الاختيار نابعة عن الانسجام والاتفاق الداخلى النابع من الحرية . حرية الاختيار والتعقل وانعدام الهم وضبط النفس.
+ وإذا كان الراهب لا يصلى الا عندما يصلى فهو لا يصلى ابدا ، إذ إنه يقف اعزل أمام تكاثر الشهوات و هجوم وضربات وغزو الافكار .... بدون الصلاة الدائمة تنجذب الارادة وتوافق النفس النية المعروضة عليها وتتفاوض معها ، وتتجاوب مع صور الشهوات وأفكارها... هذا هو السبى (أرض سبى القلب ) الذى يحتاج الى يقظة وتقديس وصلاة وجهاد وتمييز Diahrisis. يرى الاباء ان الشهوات والخطايا ليست من طبيعة الانسان وهى غريبة عن جوهرنا، لذا لابد من حراسته وتطهيره من اللصوص ( الشهوات والشياطين ) حتى يصير مذبح وذبيحة، فإما أن يكون(بيت اللص والظلمة ) أو (بيت النعمة والنور) مسكن للفضيلة .
+فالراهب يبتعد عن العالم لا لأنه يكره العالم ....إذ أن الراهب يرى العالم بالله خالقه ، فيتوق الى معرفة الله المباشرة متعطش الى حمى الخالق نفسه ، فيدخل الى نفسه ليرى الله فى اعماقه . ويرى بعد الباحثين ان الراهب يترك العالم ليس من اجل الفضيلة بل من اجل ضعفه . ليفتش عن خلاصه ، فى مسعى نحو الله لا ينقطع سعى يستمر كل الايام ، يمتد فيه الى ما هو قدام ، بكل نفسه الى ما هو امام ... امتداد الى الامام لا يعرف الوقوف . حياة جوع الى الله وعطش لا حد له.. النفس المنهمكة فى الاهواء شهوتها تصرعها . الاهواء تستنفذ وتضمحل وتموت .
+ الوصول الى الله هو تفتيش بلا انقطاع يستمر حتى فى الابدية ، وحالة اللهوى هى مجرد تمجيدية وتجديدية للذهن وللفكر (رو2:12 ،فل5:2 ) . وهو ما سماه الاباء بـ (فن الفنون وعلم العلوم).
+ يرى الاباء ان الاهواء تولد الخطية وهى لا تشبع فالبطن كاللجة وكالبحر، والعيون كالجحيم... إنه تعطش إلى العدم والتعلق الفانى ، إنها مظاهر غاشه تجرنا إلى ملء فاسد وإلى روح العدم (ابليس ) .. لذا لا يتسلط علينا الاثم. ونصل الى اللاهوى apatheia .
+ وصف الاباء ( الاهواء) وصفا سيستاتيكيا ، واعتبروا انها ثمانيه أهواء : الشراهه ، الزنى ، البخل ، الغضب، الحزن ، الكسل ، العجب ، الكبرياء . وجميعها تستبعد عقل وارادة الانسان ، وتجعله حيوانا لا عقلانيا irrationn. أو له عقل ولكن فى خدمة اهوائه وشهواته " مستعبد" (عقلى يبرر اهوائى).
+ لذلك التحررمن الاهواء هو رحلة الجهاد النسكى حتى يصل الراهب الى حالة عدم التأثر وينتصر فى الصراع ضد كل من الاوجاع و الشياطين .. بتجميع الفكر ( الفكر المتجمع ) والتأمل فى الله لتصحيح أو تغيير الذات .. وضبط الفكر من التجوال لان القديسين يستريحون للذين يظهرون القداسة فى حياتهم ، المتوكلين على رحمه إلهنا إلى الدهر ، ولا يتكاسلون عن خلاصهم . يأتون ليشددوهم ويعزوهم ويحملونهم فى مسيرتهم ، حتى يبلغوا ثمار الروح واستعلانات الرب . منتصرين على الشياطين القراصنة ، عابرين امواج الافكار وبحار وعواصف الاهواء التى تجلب الانفعال والتأثر والهوى . ومن كل الارواح التى تقف قبالتهم فى الهواء . لذلك قيل (ان ملكوت الروح هو نفس بلا أهواء، وطهارة النفس هى ملكوتها بسبب اللاهوى الذى للنفس .
+وحالة Apatheia اللاهوى ليست حالة عدم المبالاة وعدم الاحساس السلبى ، بل هى حالة يكون فيها الوقوع فى الخطية مستحيلا ، فاللاهوى لا يعنى ان الشخص لا يشعر بأى شهوات ، بل يعنى انه لا يقل أى شهوة من الشهوات . فالشخص ينبغى ان يتوقع التجربة حتى اخر نسمة ، فالشهوات تبقى حية ، ولكنها تكون مقيدة بواسطة القديسين ، أما الذى يتهاون بخلاص نفسه فشهواته هى التى تصرعه . قال شيخ "أنا قد مت عن العالم ،لكن الشيطان لم يمت " .
+ ويرتبط اللاهوى بحالة الحرية الروحية ،التى فيها نسعى إلى الله بإشتياق ، فهو ليس مجرد أمانه للشهوات الجسدانية ، بل هو طاقات روحية جديدة ، هو حاله نفس ترتقى وتصعد وتتعمق .. حالة نفس تترك الحيوانية والبهيمية .. فتخضع لها حتى الوحوش الداخلية والخارجية . تترك العكارة لترى نفسها كما فى مرأة .. فمعرفة الله لا يمكن ان توجد فى منازل غير الاتقياء ، واللاهوى شرط للحصول على رؤية الله ومعرفتة .
+ وطبعا المقصود باللاهواء فى هذا المجال هى التى تصبح اسلحة وقدرات للخطية وتغلب الخطية كالبطنة والكبرياء والزنا والقنية ... تلك التى تصيب النفس بالعمى وتمرض النفس سواء بخطايا الفكر أو بخطايا الفعل وكذلك بالحيل التى هى شر الشرور والتى تولد وتنمى الشر والتى هى أم ووكر الشرور ... لذلك أوصى الاباء بالجهاد ضد الاهواء الفكرية التى بالمشيئة ... وضد الاهواء التى بالفعل .. لان هذه الاهواء تعيق رؤية جمال المسيح وحلاوة عشرتة ، وهناك اباء اعتبروا ان هذه الاهواء هى عبارة اوثان مؤدية للهلاك للذين إلههم بطنهم وللذين مجدهم فى خزيهم وللذين يفتكرون فى الارضيات وينصح الاباء بتنقية النفس من هذه الاهواء الشريرة والتخيلات حتى لا تصاب بالجهالة وإظلام العقل ، وحتى لا تبتعد عن المعرفة المقدسة . كذلك يمكن الشفاء من الاهواء بمحاربة الاسباب كالرؤية والسمع والحديث ومصادر الشهوات ، لاقتلاع الاسباب من الجذر ... كذلك يمكن استبدال شهوة بأخرى صالحة . لان التنقية والتطهير هو العمل السلبى الذى يتم فى إطار النفس ويتحول ايجابيا إلى ثمرة التوبة متدرجة ومتنامية . (موت ثم قيامة ) ( صلب العتيق ثم لبس الفاخر الجديد ) لان الانسان العتيق لا يمكنه ان يصير فى طريق المسيح ... بدون اللاهوى لا تتم (تركيبة الانسان الجديد ) والوصايا تشفى النفس وتحررها من الاهواء وتحررها من الارتياط بالمحبات الغريبة التى تصارفها . وصحة النفس كما فى حالة قبل السقوط، هى التى تقودنا إلى معرفة الله . لذلك أستخدام الاباء الطريقة الصحيحة لشفاء الاهواء وهى استعمال الشئ المعاكس للهوى على نمط استخدام اطباء الجسد الشئ البارد اثناء الحمى . فمعالجة الشك بالايمان واستخدام شهوة الروح بدلا من شهوة الجسد ، ومخافة الله تضبط من الضلال والرجاء يشفى من اليأس والصوم والصلاة يشفى من النجاسة . كذلك لا يمكن للاهواء ان تتحول فينا الا اذا قبلناها وتعاملنا معها وسيطرت علينا . أما قراءة الانجيل وصلاة يسوع وعمل اليدين يقود إلى تطهير الذهن وللاعمال الحسنة.
+ تطهير الاهواء ان كان عمل سلبى لابد ان تبنى عليه الفضيلة كثمرة ايجابية حتى يبنى برج التلمذة للمسيح بوجود الاساس والبناء والامجاد الثمينة والاعمال الصالحة واعمال البر والعلاقة السليمة مع المسيح حجر زاوية البناء فى البرج . فبدون هذه لن يبنى البرج . وكلما نتنقى من الاهواء (الللاهوى ) كلما تنمو الاعمال الصالحة ويعلو البرج .
القمص اثناسيوس فهمى جورج
| |
|
admin مصمم المنتدي
ما هي ديانتك : انا مسيحي
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 3795 نقاط : 15002 تاريخ التسجيل : 15/02/2010 العمر : 36 الموقع : كنوز السماء العمل/الترفيه : ممارسه الرياضه
قصه Øب
| موضوع: رد: اللاهوى السبت يوليو 10, 2010 5:02 am | |
| روعه يا اماني ربنا يبارك تعب محبتك
جميل جدا ومعلومات اول مره اعرفها
| |
|
ابن ربنا عضو برونزي
ما هي ديانتك : انا مسيحي
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 126 نقاط : 5482 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 العمر : 41 الموقع : قنا - شارع سفينة العمل/الترفيه : مدرس رياضيات
محتاج لقلب حنون
| موضوع: رد: اللاهوى السبت يوليو 10, 2010 6:51 am | |
| جميل جدا ميرسي ساكبة الطيب ربنا يباركك | |
|