ماذا حدث مع الكفاح؟

منذ
عدة سنوات ماضيه طلب منى أحد أصدقائى أن أتواجد معه فى مقر شركته الجديده
لفتره معينه لانظم له سير العمل حيث أنه قد حصل على توكيل ايطالى وكان يخشى
لو حدث أى خطأ يفقده هذا التوكيل .
وبالفعل ذهبت وكنت اساعده فى عمله
وكان المكان فى غاية الروعه من حيث الديكور الرائع والالوان المتناسقه فكل
ما فيه كان مصمم بثلاثة الوان فقط الاحمر والابيض والفضى حتى السلم الداخلى
وكان مقر مكون من دورين كله من الزجاج .. كان رائع بكل المقاييس .
لعلكم تتسائلوون لماذا أحدثكم عن هذا المكان .
أنا
نفسى لا أعلم لماذا تذكرته اليوم ولكنى أريد أن أحدثكم عن بعض ذكرياتى فى
هذا المكان رغم انى لم أستمر فيه الا لفتره قليله فبعد أن تم تنظيم كل شى
واستلام الموظفين لعملهم وشعرت أنى قمت بواجبى لم أعد أذهب لهناك
ما أردت أن أحدثكم عنه فى البدايه
شاب
صغير السن جاء من بلده وعلى ما أتذكر من بنى سويف خريج كلية التجاره ..
كان شاب هادىء ذو شخصية مميزه وما فجأنى أنه جاء ليعمل كفراش وساعى للمكان
ولكنه لم يجد فى ذلك عيباً طالما لم يجد فرصه أخرى .
المهم ورغم بساطة
عمله الا أنه أجبر الجميع على أحترامه منذ اللحظه الاولى لانه كان يقوم
بعمله على أكمل وجه وبكل أهتمام حتى بأبسط الامور وكان فى شدة الذكاء .
وأتذكر
فى مره كنا محتارين فى أخذ قرار ما خاص بالعمل ولا أعرف كيف تسرب للحديث
بكل لباقة وشاركنا الحديث ووجدنا عنده رأى أرتاح له الجميع فكان أكثر من
صائب .
المهم يا أصدقائى لن أطيل عليكم من البدايه
انقطعت عن المكان
بسبب أنشغالى وسفرى لفتره وعندما عدت فكرت أن أزور المكان مره أخرى
للاطمئنان على أحوال العمل وعلى بعض الموظفات التى ربطتنى بهم علاقة ود
جميله .
وعندما دخلت المكان وجدت هذا الشاب يجلس على مكتب فى الدور
الارضى ووجدته مختلف فكان يرتدى بدله أنيقه وأبتسم فى وجهى عندما رأنى
متعجبه من وجوده خلف مكتب وجاء ليحينى وليبدد حيرتى وأخبرنى أنه ترك عمله
فى النظافه وصار مديرا لهذا الفرع من الشركه لان وقتها أصبحت للشركة عدة
فروع .
وفى الواقع وعلى قدر ذهولى مما حدث ومما سمعته من هذا الشاب
المكافح كنت على قدر كبير من السعاده لانه بالفعل كان يستحق ما وصل اليه ..