سلام ونعمة:
الخبير في الأحزان
رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن ( إش 53: 3 )
هكذا يصف إشعياء ربنا وحبيبنا يسوع في حياته على الأرض. فكم سمعنا عن شخص وُصف أنه رجل حرب أو رجل فن أو رجل علم أو رجل سياسة، أما "رجل أوجاع" فلم نسمع عنها ابدا. إنها صفة "رب المجد" في حياته على الأرض.
"أوجاع" تعني أحزان عميقة، فهى ليست نوعاً واحداً من الحزن، بل أشكال متعددة وقد اختبرها الرب كلها وضغطت بكل ثقلها على نفسه الرقيقة الحساسة، فصار "مُختبر الحَزَن" بمعنى مَنْ له دراية كُلية بالحزن.
دعونا نلقي نظرة على بعض من هذه الأوجاع والآلام (مرقس14: 27-45).
- "وقال لهم يسوع إن كلكم تشكُّون فيَّ في هذه الليلة" (ع27).
كان الرب يعلم أن تلاميذه جميعهم سيشكّون فيه. وكيف كان وقعْ هذا عليه!
- "وجاءوا إلى ضيعة اسمها جثسيماني.. وابتدأ يدهش ويكتئب" (ع32،33).
ارتسم أمام الرب في ذلك الوقت العار المُشين الذي سيكسر قلبه والتعييرات المُهينة التي ستقع عليه، فأحس بالضيق الشديد يضغط على نفسه. وتزايد الضيق حتى وصل إلى الاكتئاب، وكان الاكتئاب شديداً للحد الذي فيه قال: "نفسي حزينة جداً حتى الموت". يا له من مشهد عجيب!
فذاك الذي "يشفي المنكسري القلوب ويجبر كسرهم" ها هو يعاني من الحزن الرهيب!
- "ثم جاء ووجدهم نياماً فقال لبطرس يا سمعان أنت نائم. أما قدرت أن تسهر ساعة واحدة" (ع37).
كان يسوع منفرداً في تلك الساعة ولم يجد مَنْ يقترب منه ويرثي له. كان يصلي بمفرده بينما أحباءه ينامون "سهدت وصرت كعصفور منفرد على السطح" ( مز 102: 7 ) فلم يجد مَنْ يشاركه آلامه ويخفف عنه أحزانه، وتمت فيه كلمات النبوة "انتظرت رقة فلم تكن ومُعزين فلم أجد" ( مز 69: 20 ).
- "فجاء (يهوذا) للوقت وتقدم إليه قائلاً يا سيدي يا سيدي وقبَّله" (ع45).
كانت هذه القُبلة كالطعنة التي نفذت إلى قلبه الرقيق، حتى أن الرب بادر يهوذا قائلاً "يا يهوذا أبقبلة تسلّم ابن الإنسان؟" بلا شك أن وقعها على نفسه كان أشد ألماً من وقع البصق على وجهه أو اللطم علي خده، فهي لم تكن قُبلة الشركة والمحبة، بل قُبلة الغدر والخيانة.
يارب اعطنا ان نشاركك في الامك ونشعر بك كم عانيت من اجلنا وانت القدوس الطاهر التي لاتفعل الا الخير فقط