mary_jesus مساعد مدير
ما هي ديانتك : انا مسيحي
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 1817 نقاط : 9032 تاريخ التسجيل : 27/07/2010 العمر : 30 الموقع : قلب بابا يسوع العمل/الترفيه : لتكن مشيئتك يارب
معرÙØ´ بقي
| موضوع: من أسس صوم العذراء ؟بقلم المتنيح الانبا غريغوريوس الأحد أغسطس 08, 2010 4:23 pm | |
| من أسس صوم العذراء بقلم المتنيح الانبا غريغوريوس اسقف عام الدراسات اللاهوتية والثقافية القبطية والبحث العلمي العذراء مريم هي التي بدأت الصوم،لأنها خاصة بعد صعود المسيح إلى السماء،نالها كثير من الماتعب والمضايقات والمنغصات من قبل اليهود،الذين حا ولوا أن يصبوا عليهاغضبهم وضيقهم من المسيح،وخاصة بعد أن قام من بين الأموات ،فالعذراء نالت متاعب كثيرةجدا وهي المرأة الرقيقة التي يجب أن لاتعامل بقسوة كماعاملها اليهود كانت العذراء مقيمة فى بيت يوحنا حتى تنيحت، نحو اربع عشرة سنة حسب وصية المسيح إليه عندما قال له خذ هذه أمك وقال للعذراء مريم خذى هذا ابنك . وكان يوحنا رسولا يكرز ويبشر وينتقل فى كل ارض فلسطين.وكانت العذراء مريم تباشر العبادة من صلاة وصوم. وكانت تذهب إلى قبر المسيح له المجد، ومعها صويحباتها من عذارى جبل الزيتون، لقد اتخذن العذراء مريم رائدة لهن وقائدة لهن، وتمثلن بسيرتها فكن يتبعنها، وتالفت منهن أول جمعية للعذارى، وهو نظام العذراى السابق على نظام الرهبنة بالنسبة للبنات. لأن فى العصور القديمة قبل القرن الرابع للميلاد، كان هناك نظام اسمه نظام العذارى، لمن نذرن عذر اويتهن للمسيح، وكان لهم خور وس أو قسم خاص فى الكنيسة، ومذكور هذا فى كتاب الدسقولية وهو تعلم الرسل، لم يكن هناك نظام للراهبات، إنما كان هناك صف العذارى. وعندما صار البابا ديتريوس الكرام المعروف بطريركا، وكان فى حياته الأولى رجلا متزوجا، وظل متزوجا سبعا وأربعين سنة قبل أن يدعى إلى البطريركية، غير ان زواجه كان من نوع الزواج الذى نسميه الزواج البتولى، مثل زواج أدم وحوا قبل السقوط فى الخطيئة، وكزواج يوسف ومريم، عندما صار ديمتريوس الكرام البابا الثانى عشر من بابا وات الإسكندرية، ضم زوجته إلى خورس العذراء فى الكنيسة، أما نظام الرهبنة للبنات بدأ من القرن الرابع، فى عهد الأنبا باخوميوس المعروف بأب الشركة. العذراء مريم هى التى أنشأت نظام العذارى، لأنها كعذراء بدأ يلتف حولها البنات العذارى بنات جبل الزيتون، وكن يتبعنها وكن يصلين معها وكن يذهبن معها إلى القبر المقدس، حيث 0 كانت العذراء تسجد وتتعبد وتصلى وتصوم أيضأ. ولقد كانت العذراء مريم تقضى كل وقتها فى العبادة والصلاة، وكانت تمارس الصوم، مكرسة كل طاقاتها لحياة التأمل الخالص. ولم يكن لها عمل اخر غير تقديس ذاتها، وتكميل نفسها بالرياضات الروحانية العالية. بعد أن نالت مع الرسل، موهبة الروح القدس فى يوم الخمسين(أعمال الرسل 13:1 ، 14 )،( 1:2 - 4 ) والمعروف أن العذراء مريم لم تمارس عملا من أعمال الكهنوت، كما جاء فى الدسقولية(تعاليم الرسل): النساء لا يعمدن. ونحن نعلمكم أن هذا الفعل خطيئة عظيمة لمن يفعله، وهو مخالف للشريعة...لأن لو كان يجب أن يعتعمد أحد من امرأة لكان السيد المسيح يتعمد من أمه (باب 0 2 ). وقد احبتها نساء وبنات أخريات، منهم صويحباتها اللائى عرفنها فى حياتها، واثناء وجود المسيح ابنها على الأرض، منهن: مريم المجدلية، وحنة زوجة خوزى امين خزانة ميرودس وسوسنة وأخريات كثيرات(لوقا 8 :2، 3)(23 :49 :55 )( 24 : 10 ) ثم انضم إليهن عدد أخر من العذارى ممن عشقن حياة البتولية، والعفة الكاملة، تبعن العذراء مريم، واتخذنها رائدة لهن فى حياة التأمل، والعبادة، والتكريس التام بالروح والنفس والجسد . وقد تالفت منهن، بقيادة العذراء مريم، أول جماعة من النساء المتبتلات المتعبدات، عرفن به عذراء جبل الزيتون ، عشن حياة الرهبنة بغير شكل الرهبنة، وكن يعتزلن أحيإنا فى اماكن هادئة بعيدة عن صخب الحياة وضجيجها، رغبة فى الانصراف إلى الله، فى تعبد خالص. ولقد صارت هذه الجماعة معروفة فى الكنيسة الأولى، حتى أن المعجبات من النساء والبنات بمثل هذه الخلوات الروحية، كن يلحقن بالعذارى العفيفات، ويمارسن صوم العذراء بالتقشف والنسك فى تلك الأماكن الهادئة. ولربما كان هو السبب فى أن صوم العذراء. تصومه الكثيرات إلى اليوم، بزهد ونسك كثير، ويمتنعن فيه عن اكل الزيت، على الرغم من أن صوم العذراء ليس من أصوام المرتبة الأولى. بل وكثير من الرجال أيضا صاروا يصومون صوم العذراء صوما نسكيا بالامتناع حتى عن الزيت أى يصومونه على الماء والملح، ونظرا لما للمرأة من اثر فى البيت المسيحى على اولادها وزوجها . فصوم العذراء مبدأه بالعذراء نفسها، العذراء هى التى صامت وظل هذا الصوم مقدسا على الخصوص بين البنات، وفى عصور الكنيسة التالية بدات البنات تخرجن من البيوت ويذهبن إلى أماكن خلوية كالأديرة لكى يمارسن هذا الصوم بالصلوات وبالعبادة، وبفترات الخلوات الروحية الجيدة التى ترفع من المستوي الروحى. ولعل لهذا السبب أن الأقباط اليوم يقدسون هذا الصوم أكثر من أى صوم أخر. وذلك بفضل المرأة لأن المرأة عندما تهتم بهذا الصوم تقنع زوجها ثم أولادها ، فيتربى الأولاد والبنات على احترام صوم العذراء مريم، لدرجة أننا نرى أن الاقباطيصومون صوم العذراء بالماء والملح على الرغم من انه يجوز فيه أكل السمك. وايضا عندما أراد المسيح له المجد أن يضع حدا لآلام العذراء مريم فظهر لها وقال لها انا أعلم ما تعانينه من الآلام، وقربت الأيام التى فيها تخرجين من هذا الجسر وتكرمين، لأن جسدك هذا يصعد إلى السماء ، ونزل المسيح له المجد بذاته ليتسلم روحها بعد ان مرضت مرضا خفيفا ، وكانت قد بلغت نحو الستين من عمرها ، أو على الأدق 58 سنة و 8 أشهر و 16 يوما . وبعد ان تمكن الآباء الرسل من أن يذهبوا ويدفنوا العذراء مريم فى الجثسمانية، وهى موجودة بجوار جبل الزيتون وبجوار بستان جثسيماني ظلوا يسمعون تهليل وترتيل الملائكة فخجلوا من أن يتركوا الجثمان إلي حال سبيله فظلوا موجودين بجوار القبر ثلاثة أيام، إلى أن اختفت أصوات الملائكة فرجع الآباء الرس فى طريقهم وهم فى الطريق إلي أورشليم رأوا توما الرسول أنزلته سحابة على الأرض، قالوا له أين كنت لماذا تأخرت، العذراء مريم تنيحت فطلب توما أن يعود إلى القبر ليتبارك من جسدها، فذهب معه الآباء الرسل إلى القبر الذى دفنت فيه العذراء مريم ولما فتحوا القبر لم يجدوا جثمان العذراء مريم، إنما خرجت رائحة بخور زكية، فخطر على فكرهم أن اليهود رجعوا بعد أن تركوا القبر وأخذوا الجثمان، فلما رأى توما حزنهم قال لهم اطمئنوا يا إخوتى فإن جسد العذراء مريم حمل على أجنحة الملائكة ورؤساء الملائكة. ولقصد حسن سمح الله أن أتأخر، أنا كنت فى بلاد الهند وحملتنى السحب لكى أتى فتأخرت، ولكنى رأيت جسد العذراء مريم محمولأ على أجنحة الملائكة ورؤساء الملائكة، وكان ذلك فوق جبل اخميم، الذى بنى فوقها الدير المعروف الآن بدير العين وأحد الملائكة قال له تعالى وتبارك من الجسد المقدس فتقدمت وقبلت الجسد. وأعطى توما الرسول الزنار الذى كانت العذراء تربط به ملابسها، والزنار كلمة سريا نية وهى الحزام. فالآباء الرسل سعدوا بهذا الخبر خصوصا أنه من توما، لأن توما له موقف سابق أنه شك فى قيامة المسيح. وظهر له المسيح وقال له تعالى يا توما وضع يدك فى أثر المسامير وضع يدك فى جنبى، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا، لأن هونفسه كان يقول إن لم أضع يدى مكان المسامير فلا أؤمن، ولكن الرسل طلبوا أن يروا هذا المنظر وأن يتأكدوا وأن يتوثق الاعتقاد عندهم بصعود جسد العذراء فصاموا، وفى نهاية هذا الصوم وعدهم المسيح ان يروا بأنفسهم جسد العذراء مريم. وبر المسيح بوعده فرأى الرسل جسد العذراء مرة أخرى وكان هذا فى اليوم السادس عشر من مسرى.كنيستنا تحتفل بظهور جسد العذراء فى 16 مسرى، وفى نهاية الصوم، لكن الواقع إذا أردتم الدقة أن يوم 16 مسرى هو يوم ظهور الجسد مرة أخرى الذى بر فيه المسيح بوعده، فرأى الآباء الرسل صعود جسد العذراء، إنما الصعود فى الواقع كان قبل ذلك لأنه إذا كانت العذراء تنيحت فى 21 طوبة فالمفروض أن صعود جسدها يكون فى 42طوبة أي بعد ثلاثة أيام من نياحتها، ولكن كما يقول السنكسار: هذا هو اليوم الذى فيه بر المسيح بوعده للآباء الرسل بأن يروا جسدها مرة أخرى، وصارت الكنيسة تعيد فى السادس عشر من مسرى بصعود جسد العذراء مريم.
فهذا الصوم بدأ بحياة العذراء مريم نفسها لأنها كانت إنسانة متعبدة، عذراء طاهرة حياتها كلها عبادة وصلاة، وعرفت الصوم منذ أن كانت طفلة فى الهيكل، فى السادسة والثامنة من عمرها كانت العذراء تصوم، وكانت تعطى طعامها للفقراء وهى فى الهيكل، عاشت فى جو القداسة والصلاة والتسبيح، عرفت أن تصوم من طفولتها المبكرة مع الصلوات والعبادة والترنيم والترتيل. العبقرية المبكرة لطفلة فى هذا السن عرفت الصوم، وأيضأ عرفت العطاء، لأنها كانت تعطى طعامها للفقراء وتظل هى صائمة. ويقول عنها التاريخ والآباء القدامى إن الملائكة كانت تشفق على مريم وهى طفلة فكانت تأتيها بطعام أخر،وهذا شرف مريم أنها وهى طفلة عرفت أن تصلى، وعرفت أن ترنم وعرفت أن تصوم، وعرفت أن تعطى عطاء للفقراء والمحتاجين.
وبعد قيامة المسيح وصعوده إلى السماء أخذت تمارس الصوم، لأنها أيضا كانت محتاجة إليه من جهة تعبدية، ومن جهة أخرى للمضايقات والمتاعب التى رأتها من اليهود، فكانت تصوم متعبدة مع العذراء وبعد ذلك الآباء الرسل أيضا قاسوا هذا الصوم، وسارت الكنيسة على هذا الخط، وصرنا نحن إلى اليوم نحتفل بهذا الصوم المقدس ونعتبره من أحسن الأصوام ومن أجمل الأصوام.
هذا الصوم لا يصام صوما عاديا. ولكن كثيرا من الناس يصومونه صوما نسكيا فتجد كثيرا من الأقباط يأكل بالماء والملح، أى لا يأكل مأكولات أخري مطبوخة، ومن هنا ظهرت الشلولو، والشلولو كلمة قبطية يأخذون الملوخية على صورتها الطبيعية ويضعون عليها الثوم والملح والبصل بلا طبخ على الصورة الأولية، وهذه قمة ما يمكن تصوره من حالة النسك للإنسان، لأن كونه يستغنى عن الطعام المطبوخ ويقنع با لشلولو فهذا نوع من الزهد .
نجد كثيرا من إخوتنا غير المسيحيين يصومون هذا الصوم نظرا لأنه لو سيدة نذرت نذرا لأمر ما نجد أن العذراء بحنانها استجابت وقضى هذا الأمر.
منقول | |
|