الصلاة العائلية موضوع هام، وكثيرًا ما برهنت على أنها إحدى البركات العظمى التي يمكن أن تتمتع بها العائلة. فليس بكافٍ أن نصلي كأفراد في مخادعنا، بل يجب أن نُكرم الرب في عائلاتنا. فمرتين في اليوم، أو على الأقل مرة واحدة، يجب أن تجتمع كل عائلة مسيحية حول الرب، الوالدين والأولاد، ويجب على الوالد أن يشرف على هذه الفرصة إذا كان حاضرًا، وفي حالة غيابه تحل الوالدة محله. ولنلاحظ أن روح الصلاة تنمو غالبًا بالاستعمال. وقلة العلم الروحي أو الزمني لا تقوم عُذرًا صحيحًا لإهمال الصلاة العائلية. فإن لم نقدر أن نصلي بفصاحة فلنصلِ بحرارة، وذلك أفضل جدًا، لأن له قيمة أعظم في عيني الله. ولا ننسى أن الصلاة العائلية لا تتطلب صلوات طويلة مُملة بل قصيرة، فالصلوات الغالبة هي في معظم الأحيان أقصر الصلوات.
وفرصة الصلاة العائلية يجب أن تكون على وجه العموم قصيرة، وخاصةً إذا كان في العائلة أطفال صغار. ويمكن أن يجعل رب العائلة الصلاة العائلية على الوجه التالي: يقرأ جزءًا من كلمة الله، ويفسره بلغة بسيطة حتى يمكن أن يفهمها الصغار، أو يُستعاض عن التفسير بقراءة ملاحظات مختصرة لأحد الكُتَّاب الروحيين، ثم تًرَّنم بعض أعداد من كتاب الترنيمات، بعد ذلك تقدم صلوات لله قصيرة وبخشوع كما يليق بحضرته المقدسة.
إن الصلاة العائلية تمنع خطايا كثيرة، وتزيل صعوبات وتحل مشاكل عائلية كثيرة، إنها تجعل أفراد العائلة متذكرين الله على الدوام، كما أنها تعلمهم حقائق كتابية متنوعة، إنها تعلم عديم الصلاة كيف يصلي، وهي تقود الأولاد إلى التفكير وتأتي ببركات الله على البيت كله.
أيها القارئ العزيز: هل لك مذبح عائلي في بيتك؟ إن لم يكن لك هذا فاسمح لي أن أسألك: هل أنت مؤمن حقيقي؟ يجب أن يكون لك مثل هذا المذبح في بيتك، كما يجب أن تقوم بمسؤوليتك المتنوعة من نحوه. إن جميع بركاتك العائلية والفردية، روحية كانت أم زمنية مصدرها محبة الله ونعمته، وهل من الحَسَن أنك وأنت تنال منه يوميًا كثيرًا من النَعَم العائلية لا تهتم بتعظيمه وشكره كعائلة؟