كن امين مع نفسك
أحياناً
كتير تظن فى نفسك انك أمين فى طريقك مع ربنا و تقول الحمد لله انا بادفع
العشور باروح الكنيسة كل أسبوع ، مواظب على القراءة والصلاة ، ماليش فى
النفاق والكذب المتفشى فى الكنيسة، مريح دماغى خصوصاً وسط الدوشة اللى فى
الدنيا. ماليش فى الأختلافات الطائفية ، ماشى جنب الحيط ومش طالب غير
الستر.
و
كتير تردد : أنا بحبك يارب، انا مش ممكن أسيبك أبداً. دة لو ابليس بنفسه
حاربنى مش ممكن يقدر علىً. الحرام بيّن والحلال بيّن. سهل أوى انى أقاوم
الخطية و سهل أوى انى أنصح الناس.
وابتدى
أحكم على الناس و أقارن نفسي بيهم و اقيس مواقفهم على مواقفى واقول انا لو
مكان الناس دول كنت قلت و عملت و سويت. لو كنت بس مكانهم.... ! و مش بس
كدة دة أنا أقارن نفسي بالفتية الثلاثة و اقول دة انا لو حتى فى أتون
النار هاعمل زيهم ومش هايهمنى و أكيد المسيح هايجى و يبقى الرابع بيننا.
دة أنا فى نفس ثبات دانيال و قوته. أكيد أنا هابقى زيه. ياسلام على يوسف و
صبره على الفراق و الذل. أنا أكيد هابقى زيه.
ويفضل
خيالك شغال و يصورلك ابليس ان كل أمانيك وعهودك دى مقدسة و ان دة ايمان و
تمسك بالله . و ان اللى انت بتحلم بيه دة من علامات التغيير الكبير اللى
صنعه المسيح فى حياتك...
بس
فيه واحد يعرف كل شيء عنك و بيحبك و مبسوط ان أهدافك تحولت من مجد العالم
الى مجد آخر صحيح انت بردة لسة بتدور على مجدك الشخصى فى صورة مسيحية لكن
ربنا لايطفىء فتيلة مدخنة هو يهمه انك فى النهاية تكون صادق معاه ومع
نفسك.
من
فرحته بيك عايزك تكبر بقى. و بدل ماتقول زى العيال أنا لما اكبر عايز أكون
زى عمو داود. وتبتدى تتخيل نفسك داود لكن طبعاً مش هاتعرف تبقى زيه
لسببين. أولهم ان داود كان هدفه انه يمجد ربناو يبقى شبهه وانت هدفك انك
تمجد نفسك وتكون شبه داود.
الله
يدعوك انك تكون نفسك وانك تكون الصورة اللى خلقك علشانها و انت هدفك انك
تكون واحد تانى غير نفسك. تكون مثلاً الأنبا رويس و تتخيل نفسك بتنكر ذاتك
وانت فى الحقيقة متكبر جداً....
المهم
ان ربنا يستنى عليك لغاية ماتخلص شهر عسل خيالك واحلامك. ويبتدى يسألك:
انت صحيح بتحبنى؟ تقوم تقوله: طبعاً انت صالح انت حلو انت عظيم انت كل
حاجة حلوة فى حياتى.. دة انا أسيب قلبى و ماسيبكشى أبداً... يتنهد ربنا فى
أسي ويقولك طيب يابنى أنا مصدقك خليك ثابت فى حبك لى و خللى بالك!!!
تيجى
عليك مشكلة ، مدفوع بطاقة خيالك ورغبتك فى البطولة تستحملها و رغم ان جواك
الحمل تقيل تخادع روحك و تقول نعمة ربنا شايلانى. ابليس يزود العيار
حبيتين بأمر من ربنا... الظاهر ان البطولة دى مكلفة أوى... تقول كدة فى
نفسك... وتبتدى تستحمل و تحس انك أيوب و يبتدى يزرع ابليس جواك بذرة صغيرة
مش ملحوظة و يهمس ويقولك: شوف انت أمين ازاى؟ بذمتك ربنا عمل معاك نص
الجدعنة اللى انت عاملها معاه؟؟؟ يا عينى عليك يا مسكين...
ومن
كبريائك تبتدى تصدق انك بار وانك مجامل ربنا اللى مقصر معاك ... دة انت
كمان تبتدى تردد انه صالح و ان الى الأبد رحمته ... وتفضل على موقفك
البطولى ...
الرب
يبقى مبسوط منك بس حزين ان الهدف مش حقيقى و يبقى نفسه انه ينقيك علشان
تبقى أحسن صورة رسمهالك.. يبتدى يبعتلك كلام حب و كلام تعزية و يفتخر بيك
قدام ولاده و يحسسك انه ماخلفش غيرك .... علشان تفرح بيه و تحول أهدافك من
بطولة شخصية و مجد ذاتى الى حب حقيقى لشخصه هو و تمسك حقيقى به. تمسك
بمعرفة حقيقية عن شخصه مش مجاملة له أثناء ماهو مهملك ( حاشا لله انه يكون
طبعاً مهمل فيك)....
ويجى
الأمتحان : ربنا يبطل يبعتلك كلام تدليل و يبتدى يكلمك بنضوج . و يكلمك
انك مهمل فى الوصية الأساسية و يرشدك انك تقرا متى 5 و 6 و 7 ... وهنا
مربط الفرس. تلاقى نفسك قدام مرايا مبينة حقيقتك : يانهار أسود !! معقولة
بطل أبطال الأيمان فى العصر المعاصر يدين؟ مايغفرش الأساءة ينتقم من اللى
يزعله؟ ياخد حقه بذراعه؟ يقابل الشر بالشر؟ ينظر نظرة مش كويسة؟ يصوم
ويشتكى قدام كل الناس من الصيام؟ الرب يقارنه بالوثنيين؟ يانهار أسود؟ و
تعرف ساعتها انك مش بطل ولا حاجة دة انت ماحصلتش حتى عيل من عيال الأيمان
.... ياخبر الدنيا تتلخبط فى دماغك!......