حُمى الموضة و التقليعات الغريبة

و كما تعودنا في هذا القسم فنحن على موعد جديد مع موضوع من
الموضوعات التي تهم الشباب و الرأي الكتابي خلفها ..
اليوم يمر
على أذاننا المثل الشائع " من يعيش ياما يشوف".. حقا فاليوم هناك كثير من
الأمور العجيبة و الغريبة التي نراها و قد صارت بشكل أو بأخر مألوفة لنا
بسبب كثرة ما تعودنا أن نعاصرها.. و كل ما لا يستطيع أن يؤثر علينا في
منطقة العقل الواعي يؤثر في عقولنا الواعية و شيئاً فشيئاً نجد أنفسنا
نفعله بالتدريج..
هل توافقني الرأي أن اليوم هناك العديد و
العديد من الأشياء غير المنطقية لا عقلاً و لا مضموناً قد استطاعت أن تحتل
مكاناً كبيراً من مستوى إدراكنا لأنفسنا و الواقع الذي نعيش فيه أن كان علي
مستوى بلادنا التي نعيش فيها أو على المستوى العالمي ..
أشكال
عجيبة من التقليعات الغريبة و التي لست أعرف أن أطلق عليها أيضاً كلمة "
موضة" كما ذهب البعض أم أتركك أنت أخي الحبيب تضع لها عنواناً مناسباً!..
أشكال هذه التقليعات هذه الأيام

هذه
الموضات أو التقليعات يشترك كل من الشباب و الشبان بها علي
حد سواء و ها سوف نعرض كل منهما على حده .
·
تجد شبان يرتدون ملابس واسعة
جداً (فضفاضة) .. سراويل واسعة و جيوبها تكاد تلامس الأرض و يطلقون عليها "
الهيب هوب"..
· تتدلي بعض سلاسل الفضة أو الذهب المطلي الكبيرة على صدور
الشبان و التي تحمل رموزاً غريبة و أن سألت أحدهم لقال لك "دا فلان الذي
نادي بتحرير ... معلش أصلي جيلكم جيل قديم ".
· ناهيك عن قصات الشعر العجيبة و الرسومات التي يبتدع الحلاقون في
رسمها على فروة الرأس و كان رأسه صارت أرضية ملعب تحتاج إلى تخطيط.
· و لن أتكلم كثيراً عن طاقية الباسكيت " المقلوبة " لماذا هي مقلوبة
؟!لا نعرف بالتحديد حتى الأن .
·
و الشيء الأكثر جاذبية لهم و قد
بدأ للأسف بالتسرب لمحيطنا الشرقي من الغرب هو " التاتو " أو "الاوسام"
بحسب التعبير الكتابي.. تجد شاباً يطبع صوراً عجيبة على عضلاته أو زراعية و
غالباً ما تعبر هذه الرسومات عن جاليري أفكاره.
و البنات يرسمن
وروداً و أشكالا زخرفية تعرف بـ " جرافيتي"بالألوان على
مناطق متفرقة من أجسادهم .. لقد أنتهت موضة " الأبيض و الأسود " و
صار العرض بالألوان بالشاشات المتحركة.. أقصد حياً مطبوعاً عي جلود
الناس..
· حلقان الأذان و الشفتين بجميع أشكالها و هنا لازلت أتكلم
عن الشبان .. للأسف. يضعون هذه الحلقان في أذن واحدة أو كلتا الأذنين و
البنات يثقبن الأنف و يضعن دبوس " بروش "فيها ..و منهن من يحفر طبقة المينا
علي أسنانه الأمامية ليغرس قطعة زجاج تلمع على أسنانه عند الابتسام.. أليس
هذا غريباً بحق ..
·
في بعض البلدان الغربية يلبس
الأولاد أطواق شعر و توك شعر مثل البنات..
· عن الفتيات تجدهم يرتدين ملابس ضيقة جداً .. أحيانا تتعجب كيف
أستطعن ارتدائها !!.. و أن كانت مستورة لا تظهر شيئاً من أجسادهن إلا كل
معالم الجسد لكن بشكل مغطي .. يطلق على هذه الموضة هذه الأيام " موضة
المحزق ".
· صباغة الشعر بألوان غريبة تكاد تصعق من يراها ..الأحمر و
الأخضر و الأصفر..ألوان كل منها يعبر عن نفسية الشخص و عن احتياجاتها
للقيمة.
· كل هذه التقليعات الغريبة ليست على سبيل الحصر بل العلم
بالشيء لأننا لا نستطيع أن نذكر كل تلك التقليعات لان كل يوم يظهر الجديد
منها .. لكننا سوف نخص بعض النقاط في موضوعنا هذا بالتحديد..
أسباب ظهور مثل هذه التقليعات :
·
الفراغ الداخلي بسبب عدم سكنى
الله في القلب و الكيان .. هذا هو السبب الأساسي.
· عدم المعرفة
بالقيمة الحقيقية أمام النفس فهو يري نفسه دائماً ناقصاً بالمقارنة
بالآخرين .. فهو يريد أن يزيد من قبول الآخرين له فيفعل ما
تفعله الأغلبية لكي يتم قبوله في الوسط الذي يوجد فيه .
· عدم قبول
النفس.. و الشعور بالملل من الموجود .
·
الرغبة في الثورة علي الله و
الذات و المجتمع .. مبدأ "أنا حر أعمل ما أريد وقتما أريد ".
· التقليد
الأعمى و عدم وجود عمق للشخصية .. محمول بكل ريح .. فالشباب يقلد بغرض
التقليد.
· عدم وجود رعاية حكيمة في البيت تتناقش مع الأولاد و توعيهم عن تلك
الأمور بل تجد في الأغلب الوالدين ربما يتشاجرون مع أولادهم بخصوص هذه
التقليعات المزعجة مما يزيد الأولاد عناداً أو منهم من أتخذ مبدأ " طنش و
أعمل مش شايف " وذلك بسبب الرغبة في تجنب الاحتكاك بأولادهم ..
· التفكك
الأسري سبب كبير لظهور مثل تلك التقليعات الغريبة.
السؤال الذي يمكن
للبعض أن يسألونه هنا ..لماذا كل هذا التزمت و الهجوم على الموضة و هل الله
يكره لنا أن نكون سعداء ؟
أولا هذا ليس تزمتاً بل هو موقفاً صريحاً ملتزماً
بخصوص تلك التقليعات الظاهرية التي تخفي خلفها واقعاً أليماً جداً.. و
هناك فرقاً كبيراً بين التزمت و الالتزام .. كل هذه التقليعات ماهى إلا
رموز قد وضعها العالم ليميز أولاده و بناته و يخصهم به و بتجارته ..و ربحه
سوف يحسب من خلال عدد هولاء الغافلين الذين لا يستطيعون النظر في البعد
الروحي الخفي الذي يكمن خلف هذه الأمور ..
أوافقك
أنه الشكل العام أصبح للعالم هكذا .. لكن الروح القدس يعلمنا " و لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن
شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة "
رومية 12:2
هذه وصية كتابية أن لا نتطبع
بالعالم بصورته و موضاته و تقليعاته الغريبة .. في السطور القادمة سوف نري
الأبعاد الروحية لبعض من هذه الموضات الغريبة ..
الوشم "Tattoo ".. لا تجعلوا فيكم
و يسميه الكتاب المقدس الوسم " و
لا تجرحوا أجسادكم لميت و كتابة وسم لا تجعلوا فيكم أنا الرب " لاويين 19 :
28 و في الترجمة الانجليزية " لا تجرحوا أجسادكم بسبب الأموات أو تضعون أوشاماً على أنفسكم " ..
الرب هنا يحذر شعبه الذي يحب أن لا يتشبه
بالأمم الذين كانوا يصنعون مراسماً خاصة عند دفن موتاهم فيجرحون أنفسهم و
يبكون لكي تغفر الآلهة للأموات ..الرب هنا يحذرهم من ذلك لان ذلك يعلن عدم
انتمائهم له.. و الامر الثاني الذي أهتم به الله هو عدم كتابة وسم ..
لاحظ هنا
لم يقل الرب لا تكتبوا و سماً على أجسادكم أو جلدكم بل قال "
و كتابة وسم لا تجعلوا فيكم " لاحظ دقة التعبير الكتابي .. الوسم الذي
يُسم على الجسد يخترق مجال الجلد و ينطبع على الذات أو بكلمات أخري ما هو
موجود داخل الاناء هو صورة لما تأثر به الإناء من الخارج ..
الوسم هو
عبارة عن طفح لما هو من داخل .. ما يعلن في الخارج هو عنوان
للداخل .. لم يخلق الله الإنسان و أسمه
مكتوب بالوشم حتى علي جسده ليهبه حق الاختيار .. و كذلك لم يخلق حواء و علي
جسدها صورة لأدم ليعلمها عن قيمة أدم لكنه خلقها من ضلع في
أدم ..
الله يبنى من الداخل و العدو لا يستطيع أن يدمر الداخل إلا
بتشويه الشكل الخارجي فيسقط الإنسان في تقييم نفسه التي يراها من الخارج
كما يراها الآخرين و يصاب بالإحباط ..
كثيراً ما نتعجب عندما نقراً كيف
أمر الرب موسي أن يصنع خيمة الاجتماع .. لماذا أختار الرب أن تكون الخيمة مغطاة
بجلود قوية معينة و ليست بالخشب أو بشيء أخر ؟ لان
الجلد يعبر عن الحياة و هو وسيلة لحماية خيمة الاجتماع و محتوياتها و
تابوت حضور الرب من الأمطار و الرياح .. لم يكن علي هذه الجلود صوراً أو
كتابات من الشريعة التي أوصي الله أن يكتبها الشعب على عوارض بيوتهم .. لكن
بالنسبة لخيمة الاجتماع كان يجب أن يبقي جلدها فارغاً من كل أشارات..
تماما مثل
الطفل الذي يولد .. مكان سكنى الله هو الإنسان و الإنسان ليس إلا هيكل
متحرك يا أما فارغ أو ملأن بحضور الرب .. وجود أوشام و رسومات على جلد هذا
الهيكل لا يعلن أن هناك سيداً يسكن بالداخل أسمه يسوع و أن كانت حتى تلك
الرسومات هي للمسيح أو للقديسين ..
ماذا يفعل إذا من صنع هذا الوشم
في جهل قبل أن يعرف هذه الحقيقة .. أن يطلب من الله أن يغفر له فهو أمين و
عادل و لا يصنع أوشاماً أخري ..قرأت موخراً عن عملية إزالة الاوشام بالليزر و كم هي عملية
مؤلمة جداً و تترك تشوهاً مستديماً على الجلد .
أن كنت
صنعت مثل هذه الاوشام أو رسمت لنفسك رموشاً يوماً بالوشم في
عدم معرفة و تبت عن ذلك فلا تتضايق لكن لا تصنع المزيد منها .. نعود للآية السابقة مرة أخرى و
بالتحديد لأخر كلمتان "
أنا الرب " ..
لماذا
ينهي الرب الكلمات بإعلانه عن نفسه ؟ السنا نعرف أن المتحدث هو الرب ؟..
الرب يريد هنا أنه هو الذي يجب أن يسكن في أشكالنا و يصنع فينا التميز
بكونه الرب الساكن في هياكل قلوبنا .. " أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" 1
كو 3 : 16
الله ينظر
للإنسان ككل جسداً و روحاً و نفساً في وقت واحد .. يري شكله في ذلك
الإنسان أو لا يراه.. من يراه الرب فارغاً يراه مفسداً هيكله الذي وهبه
إياه ليكون مكان سكناه .."
إن كان أحد يفسد هيكل الله فسيفسده الله لان هيكل الله مقدس الذي أنتم هو "
1 كو 3 :17
وصايا
الله و مفاهيمه لا تتغير في العهد الجديد بل كل ما تغير هو تطبيق الناموس
ليكون ناموس للحرية التي تعلن عن سكنى الرب يسوع ي هيكله الذي هو نحن ..
فلا نستطيع التجرؤ علي الحق الكتابي و نقول هذه الآية من العهد القديم و
ليست من العهد الجديد ..يظل الإنسان أيضا يولد بدون أوشام في
جسده في العهد الجديد ..
هل زرت يوما أستديوهات عمل تلك الاوشام ؟؟
من يزورها لا يشعر بالارتياح سواء كان يعرف الرب أو لا .. صور شيطانية و
ملائكة سوداء مجنحة و قرون .. أمور مرعبة حقاً و هذه الصور و تلك يفترض أن
تتحول إلي طبعات غائرة على الأجساد..
خزامات الأنف و الأذن " piercing
"
نوع أخر من الموضات الغريبة.. عمل ثقوب في
اللحم و غرس خزامات في الأذن و الأنف .. وقد يذهب البعض و يقول أنها من
دواعي الجمال و التزين و لا عيب في ذلك .. لكن السؤال هنا .. هل حررك الرب
يسوع ؟؟
في العهد القدم و الجديد كل ثقوب في اللحم هي علامة
للعبودية أبتداً من العبد العبراني الذي يحرره سيده و يريد البقاء في حرية
في بيت سيده تحت عهد جديد .. و حتى الثقوب التي صارت في يد الرب يسوع من
جراء المسامير الذي بها صنع العهد .. العهد الجديد ..و من هنا يتضح لنا أن :

ثقب = عبودية = عهد
في حزقيال 16 يكلمنا الروح القدس بشكل
رمزي عن السيد الذي مر ووجد إنسانة ملقاة بلا عهد على الطريق و لم تشفق
عليها عين فيأخذها السيد لينظفها وليصنع معها عهداً و يستر
عورتها "فحمتك بالماء و
غسلت عنك دمائك و مسحتك بالزيت و ألبستك مطرزة و نعلتك بالتخس و أزرتك
بالكتان و كسوتك بزاو حليتك بالحلي فوضعت أسورة في يدك و طوقاً في عنقك
ووضعت خزامة في أنفك و أقراطاً في أذنيك و تاج مال على رأسك.."
لماذا فعل السيد هذا و قد وضع لها أسورة في
يدها و طوقاً و خزامة.. في الآية 8 يقول " ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرت لي" إذا كان العهد هنا مرتبطاً بتلك الحلي و بالأخص الخزامة
و هي الأكثر عمقاً لأنها تنغرز في الأنف ..
يقول الرب يسوع النبؤة هذه
الكلمات " ثقبوا يدي و رجلي
" مز 22 : 16... أتعلم ما هي فائدة هذه
الثقوب "فيقول له ما هذه
الجروح في يديك فيقول هي التي جرحت بها في بيت أحبائي " زكريا 13 :6
عندما
نصنع ثقوبا في أنوفنا و أزاننا و نضع بها حلقات و مسامير كما هو هذه الايام
فنحن نعلن عبودية و عهد ما !!مع العالم و إبليس لأنه ببساطة الله لا يطلب
مثل هذا الحلي و ذلك لان الحلي لم يساعد تلك الإنسانة الرمزية في سفر
حزقيال أن تثبت في العهد مع سيدها "فاتكلت على جمالك و زنيت على أسمك و سكبت زناك على كل عابر فكان له
" حز 16: 15
هناك فرق
بين الأقراط و الخزامات .. الأقراط يوجد منها ما يمكن شبكة في الاذن و هي
لا تُحدث ثقباً لكن الخزامات تثقب الأذن و الأنف .. تذكر أن الله لم يخلقنا
بأذان أو أنوف مثقوبة ..
هل عهدك مع الرب في
القلب أم عهدك لا عهدك مع شيء أو شخص أخر ؟
يمكن يقول قائل " أنا لا أثقب
أنفي أو أذني لأصنع عهداً مع شخص ما لكن لأني أحب أن أفعل هذا !!.. في
الحقيقة عدم درايتك بما تفعل و نتائجه لا ينفي و يلغي الفعل ذاته و حدوثه!!

هناك أمور كثيرة نفعلها بعدم معرفة أو بشيء من التقليد
لكنها في النهاية تؤثر على كياننا كله .. الكيان و الجسد يجب أن يكونا
مكرسين للسيد بالتمام من الخارج و من الداخل ..
الملابس "Clothes"
موضوع الملابس في الكتاب المقدس يعتبر من
الموضوعات غير المطروقة كثيراً بالرغم من أهميته الكبرى ..نسأل أنفسنا :هل يهم الرب حقاً ما نلبس و ما
نقلع كثيراً؟؟ في الحقيقة نعم ..
منذ
البداية تكلم في شرائعه عن هذا الأمر فنجد الروح القدس يدون لنا هذه
الكلمات " لا يكون متاع رجل
على أمرأه و لا يلبس رجل ثوب أمرأه لأن كل من يعمل ذلك مكروه لدى الرب
إلهك" تث 25 :5
كل ما
نرتديه هو أعلاناً عن من ننتمي إليه .. بعض المجلات لديها زى لعمالها معين
عندما تري زيهم تتعرف علي المكان الذين يعملون فيه .. كل زى و تقليعة
ترتديها تعلن عن حياتك الداخلية و سلوكك المعاش ..
لا ينبغي كذلك على المؤمنين أن
ينقادوا إلى العالم في تقليد أعمي للعالم الذي حُكم عليه من قبل الرب ..لقد
طلب الرب يسوع من أجل المؤمنين " لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير" يوحنا 17 :
15
و هنا يوضح لنا الرب ما هو تأثير
العالم الخطير من خلال دعاياته و تقليعاته الغريبة .. حيث أن العالم قد
وضع في الشرير .. و يكمل الرب يسوع كلماته " ليسوا من العالم كما أني لست من العالم " يوحنا 17 :
16
كل ما
ترتديه في الخارج يعلن عما في الداخل ..كل زينة خارجية زائدة عن الحد
المقبول و تناقض الطبيعي الذي عرَّفه الرب هي زينة مكروهه لديه؟؟ الرب يريد
أن يرانا كما هو خطط لنا أن نعيش في دائرة إرادته و ليس في العالم .. و هنا يسأل سائل .. هل الله يريدني أن أرتدي
ملابس رخيصة و أبدو للآخرين قبيحة؟.. هل هذا ما يعجب الله ؟ ..
أقول لك
بالتأكيد يمكنك أن ترتدي ماذا تريدين أو ما تريد لكن لا تضع قلبك و قيمتك
على ما ترتدي .. أرتدي اللائق و غير المتكلف الذي لا يعثر الآخرين !! و
يأتي بهم إلى دينونة .. نحن مسئولين عما نرتدي أمام الله " ظاهرين أنكم رسالة المسيح مخدومة " 2كو
3 : 3 ..
يجب أن نسجد للرب في زينة مقدسة (مز 96 : 9) " و أسجدوا للرب في زينة مقدسة" مز 2 :
29 يجب أن نلبس المسيح في كل وقت و
نعلن حضوره في حياتنا و كياننا .. لقد كان يقصد هذا طوال الوقت .. يجب أن
نعلن من خلال هيئتنا الخارجية منظر بهائه و جماله ..
يجب أن
يتصور المسيح فينا ..
قبل أن ترتدي سروالك الضيق أو قميصك المكشوف
تذكر أن الشعب الذي ينتظر الرب أن يراه هو شعب منتدب ليس من هذا العالم و
أنت كذلك " شعبك منتدب في
يوم قوتك في زينة مقدسة من رحم الفجر" مز 110 :3
تسريحات و قصات الشعر " Hairstyles "
و أخيراً يسجل لنا الروح القدس هذه الكلمات
الرائعة " و لا تكن زينتكن
الخارجية من ضفر الشعر و التحلي بالذهب و لبس الثياب" 1 بط 3 :3
اليوم نري تقليعات و تسريحات و
ألوان عجيبة للشعر !!
الشعر في الكتاب المقدس بالنسبة للمرأه يعنى
مجدها .. " و أما المرأة إن كانت ترخي شعرها فهو
مجد لها لأن الشعر قد أعطي لها عوض برقع " 1 كو 11 : 15 و هنا
يشير الرسول بولس إلي أهمية الاهتمام بالشعر و عدم حلاقته " على الزيرو
"كما هو صار شائعاً هذه الأيام في الغرب .
الشعر
القصير بالنسبة للرجل كرامة بينما الشعر الطويل فهو عيب له .." أم ليست الطبيعة نفسها تعلمكم أن الرجل
إن كان يرخي شعره فهو عيب له" اكو 11 : 14المشكلة أن الرسامين صوروا صوراً للمسيح و
له شعر طويل يتدلى علي كتفيه و إن كانت صورهم لا تمت بصلة للواقع.. و هذا
كان من جراء تخيلهم لأنهم لم يعاصروه و قد رسموه من واقع البيئة التي
يعيشون فيها في القرون الوسطي في أوربا..
بولس الذي
ترأى له الرب يسوع و طبع على كيانه كلمة الحق قالها بالروح القدس .. "عيب "
لكل من يرخي شعره.. فكر في كل مرة تقول فيها للحلاق أفعل هذا و لا تفعل ذاك في
شعرك ..كل الامور التي تأخذها بشكل عادي لها صدى روحي عميق يراه الله في
حياتنا ..
يوماً و
قد خرج أليشع النبي و كن صاعداً إلي بيت أيل و قد كان أقرع و
كان هناك بعض من الصبية الذي أستخدمهم الشيطان لكي يهينوه و يسخروا من
المسحة التي على رأسه و إن كانت قرعاء ..
قالوا له " أصعد يا أقرع أصعد يل أقرع " 2 مل 2 :
23 هل تعرف ماذا حدث ؟ " فالتفت ورائه و نظر إليهم و لعنهم باسم الرب فخرجت دبتان من
الوعر و افترستا منهم أثنين و أربعين ولداً"..
الأمر مهم
جداً .. لم يتحمل الله أن يرى ولد من أولاده ممن يحملون مسحة بنويته و
التي تعلن أنهم خاصته و هو يهان ..أن تكون أقرع هذا ليس عيباً و ليس قبحاً و
لا يعنى أن الرب جعلك كهذا لكي يسلب منك كرامتك ..
كرامتك
الحقيقية في دهن المسحة النازل على رأسك و الذي يعلن أنك أبن لله في المسيح
يسوع ربنا. تذكر أن الشيطان خبير جداً بكل ما
يكرهه الله و إن لم يستطع أن يجعل الإنسان يخطئ و يجدف على الله فقد يجعله
يتبنى أشكالاً غريبة و تقليعات مبتدعة من السلوك لكي يضايق بها الرب الذي
لا يرتضي بان تكون هكذا في أحباؤه.
كلمة أخيرة
هل رأيت لماذا يجب أن تتخذ وقفاً تجاه تلك
الموضات و التقليعات الغريبة؟!زينتك الخارجية تعني خضوعاً و الخضوع يعود
أما لله أو للشيطان .."
فأنه هكذا كانت قديماً النساء القديسات أيضاً المتوكلات على الله يزين
أنفسهن خاضعات لرجالهن " 1 بط 3 :5
و لما كان الخضوع الذي يتكلم عنه
الرسول بطرس يعنى خضوع المرأة للرجل من خلال الزينة .. يبدو أن هناك صورة
أسمي موجودة و هي أصل ذلك الخضوع .. خضوع الكنيسة .. خضوعنا .. للمسيح
ربنا..لاحظ ما
ترتديه و ما تظهره طريقة ملابسك و شعرك و الحلي الذي تضعينه يعلن خضوع ما
!! إن أردت أو إن لم ترد فهو كذلك ..
الرب يريد أن نكون في زينة مقدسة و
تلك تأتي فقط من خلال سكنى الرب يسوع في الداخل فيكون " انسان القلب الخفي في العديمة الفساد
زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن " 1 بط 3 : 4 الله يريدنا أن نكون على صورته ..فنحن كمؤمنين نحمل هيئته و
نرتدي ملابس العمل معه ..نحن هياكل روحية يسكن هو فيها ..
لا يجب أن
نترك العالم يطبع علينا صور معاناته فيشكلنا بشكل غير ذلك الذي يريد الرب
منا أن نكون عليه ..
الأن أنا أعرف ما هو فكر الله تجاه هذه
الأمور
أريد أن أتوب و أتخلص من هذه التقليعات التي أصابت حياتي ..
فقط إن لم
تكن قد سلمت لله دفة حياتك و طلبت من الرب يسوع أن يسن في داخلك تعال و
أطلب أن يجعل لك قيمة حقيقية فيه .. أعلم أنك كثير الثمن بالنسبة له فهو
يحبك و لا يريد أنك تهلك ..هو يعلم أنك تعاني بمفردك أمام قوة أمواج العالم التي
تريدك أن تكون جزءً منها ..
هو يريدك أن تكون قويا ضد الأمواج.. قل له
هذه الكلمات :
سيدي الرب
أغفر لي عدم معرفتي و بحثي الطويل عن القيمة في أماكن خاطئة ..
هبني أن
أري قيمي فيك وليس فيما يقدمه العالم ..
لا أريد
أن أترك عرش قلبي فارغاً دونك ..
تعال و أسكن في قلبي أيها الرب
يسوع ..
فتتجدد رؤيتي للعالم و أفيق ..
أصير حياً
كما أردتني دائماً أن أكون ..
أنا أتوب عن كل تطبع بروح العالم ..
أريد أن
أعيش علي صورة مجدك ..
من فضلك أختر لي ملابسي فلا اعثر الآخرين ..

تعال بلمساتك على شكلي فيتغير بحسب بهجة قلبك..علمني الطريق أيها السيد الرب ..
علمني كيف
أتعامل مع الأمور الصغيرة في حياتي
لكي لا أسمح لإبليس أن يجد طريقاً
لحياتي..
شكراً أنك سمعتني و أحبتني من كل القلب ..

» "المونديال" لن يفقد أسبوع الموضة في برلين بريقه