الرب قريب
الرب قريب. لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله... ( في 4: 5 ،6)
إن كلمة الله مملوءة بالمواعيد الثمينة التي تؤكد لنا أن "الرب قريب". نعم إن إلهنا معنا في كل حين، وإذا تأصلت هذه الحقيقة في أذهاننا وتدّربنا على الشعور بحضور الرب معنا، فإن ذلك يُنشئ في حياتنا أربعة أشياء مباركة:
أولاً: إنه يملأنا بالثقة في الرب والاعتماد عليه "لا تهتموا بشيء" ـ لا تضطرب لأي أمر ما، وليس هناك من علاج للاضطراب سوى الثقة بأن "الرب قريب". فإنك إذا أيقنت أنه برفقتك كل الطريق، فلا بد أن يمتلئ قلبك بالراحة الكاملة. إنك لا تستطيع أن تستند على الرب وفي نفس الوقت تكون مضطرباً أو قلقاً.
ثانياً: الصلاة. والشيء الثاني الذي ينشئه الشعور بوجود الله معنا، هو التعوّد على الصلاة "في كل شيء بالصلاة والدعاء". فعوِّد نفسك على الصلاة لأجل كل شيء، كبيراً كان أم صغيراً، إذ ليس هناك شيء صغيراً إلى حد أنه لا يستحق التحدث عنه إلى الرب. "الرب قريب" إنه دائماً معك، فلماذا لا تتكلم وتتحادث معه باستمرار. أخبره عن كل مشكلة مهما كانت مستعصية فإنه لا بد أن يحلها في وقته هو. نعم في وقته هو، فإنه قد لا يأتيك جوابه على الفور، ولكنه ـ ولو تمهل ـ فإنه لا بد أن ينصفك سريعاً.
ثالثاً: الشكر في كل حين وعلى كل شيء. إن الشيء الثالث الذي يُنشئه تدرُّبك على الشعور بحضرة الله في حياتك، هو الشكر بلا انقطاع وفي كل الظروف. اشكره قبل أن ترى استجابة لصلواتك. وكم هو جميل أن يمتلكك روح الشكر على مقاصد الله الصالحة من وراء الصعوبات أو التجارب أو في أشغالك الزمنية. أدخل الرب في كل أعمالك ولتكن له شركة معك في كل ظروفك، ولتمتزج صلواتك بتشكراتك.
رابعاً: سلام الله. والشيء الرابع هو التمتع بالسلام "سلام الله الذي يفوق كل عقل ..." هل لك هذا السلام الثابت والعميق؟ مهما تكن المُعضلات والمتاعب التي تواجهك عظيمة ومعقدة، ثق في إلهك ولا تهتم سوى بالصلاة. ادخل إلى مخدعك، وتكلم مع أبيك بشأنها، واشكره عليها، فتجد أن الحِمل تدحرج بعيداً عنك، وسلامه قد غمر قلبك، وعندئذ لا تشغلك معضلاتك، ولا ما تؤول إليه لأن سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلبك وأفكارك في المسيح يسوع