البابا شنودة
كتبت هند سليمان
وصف البابا شنودة فى حواره مع الإعلامى عبد اللطيف المناوى فى برنامج "وجهة نظر" مساء أمس الاثنين، ردود الفعل الإسلامية على اختفاء مارينا فتاة القنطرة بـ"الصعبة"، قائلا:"أنا شايف أمثلة مثل مارينا فتاة القنطرة لم يكن هناك رد فعل قبطى.. لكن رد الفعل الإسلامى كان صعبا لا لأنها مسلمة لكن للاعتقاد بأن مسيحية أسلمت فاختفت عقب إسلامها"، مشددا على أنه "لا يصح أن نخرب البلد من أجل امرأة لن تزيد الإسلام أو تنقص من المسيحية".
وجدد البابا شنودة تأكيده بعدم وجود مستشارين له أو متحدثين باسمه أو باسم الكنيسة، لافتا إلى أنه فكر منذ زمن بعيد فى اختيار متحدث رسمى باسم الكنيسة، إلا أن ذلك أدى إلى اختيار أفراد استغلوا هذا الأمر لمصلحتهم الشخصية، موضحا أنه " على العكس من المتحدثين الإسلاميين الذى يتسمون بقدر من التواضع، فإن المتحدثين باسم الكنيسة كانوا يردون على الأسئلة دون الرجوع إلى الكنيسة.فتحسب ردوده على الكنيسة".
وحول مسئولية المؤسسات الدينية والسياسية فى الخارج فى ضبط ردود الفعل وتوضيح الأحداث التى تجرى فى الداخل، قال البابا شنودة "إن المؤسسات السياسية عليها المسئولية الأولى فى الاتصال بالجاليات المصرية وتوضيح حقيقة ما إذا كانت الأحداث فى مصر حقيقية أم مبالغ فيها.. أما ردود الفعل والمظاهرات فالمؤسسة السياسية والأمن القومى مسئولون مسئولية كاملة عن عدم ضبطها والتعامل معها".
وعن تصريحات أحد القساوسة وإبدائه الاستعداد للاستشهاد من أجل العقيدة وعلاقة ذلك بما أثير مؤخرا حول قيام الكنيسة بتخزين أسلحة، قال البابا شنودة "إن معنى الاستشهاد أن يموت الإنسان عن مبدأ وليس أن يحارب ويموت فى قتال"، مشيرا إلى أن هذا القس قصد أنه مستعد ليذل حياته من أجل العقيدة، مضيفا " أما اتهام الكنيسة بتخزين الأسلحة.. ففى كل حين يثيرون هذا الموضوع بلا دليل"، معتبرا ان هذه الاتهامات "كلام غير معقول".
وتساءل البابا شنودة: "متى وجدوا سلاحا فى الأديرة والكنائس؟ وهل الدولة تعلم بهذه الأسلحة أم أنها دخلت على غفلة من رجال الأمن؟"، مشددا على أن القبطى لا يجمل سلاحا إلا فى حالتين عندما يلتحق بالجيش أو الشرطة، مشيرا إلى أن "الأقباط لم يحملوا سلاحا حتى وهم فى أشد الضيق"، مضيفا "كل كنائسنا وأديرتنا مفتوحة.. يدخلها الجميع.. إخواننا المسلمون يدخلونها ليشاركوننا أفراحنا ويشاطروننا الأحزان".
ونفى البابا ما أثير حول تلقى أحد القساوسة فى بورسعيد أسلحة من إسرائيل، موضحا أن "القس تلقى شحنة ألعاب نارية بمناسبة الأعياد من الصين.. فقالوا إنها من إسرائيل لإثارة الفتنة بين المصريين".
وعما إذا كان استخدام تعبير "الشعب القبطى" له دلالة معينة داخل الكنيسة المصرية، أكد البابا شنودة أن "الشعب القبطى" تعبير كنسى ولا يقصد به الانفصال، موضحا أن "شعب" تعنى مجموعة المؤمنين فى الكنيسة.
وعن حكم المحكمة الإدارية العليا فى قضية الزواج الثانى للأقباط، قال البابا إن "القاضى يحكم لكن ليس عليه أن يرغم إنسان على غير ما نص عليه دينه"، مستشهدا بما تنص عليه الشريعة الإسلامية "واحكم بينهم بما يدينون"، مشيرا إلى أن "كل شريعة لها خصوصيتها فى مسائل الأحوال الشخصية، لكن أن يجبرنا قاض على اتباع ما يتعارض مع شريعتنا فهو ما لا نقبله"، لافتا إلى أن الثورة ألغت المحاكم الملكية إلا أنها قالت إنه "بالنسبة للمصريين غير المسلمين فيحكم عليهم حسب شرائعهم"، مضيفا "المفروض نطبق الشريعة الإسلامية التى جاء فيها "وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه".
وأشار البابا إلى أن الحكومة وضعت مشروع قانون للأحوال الشخصية للمسيحيين بحيث تحوله للمناقشة فى الدورة القادمة لمجلس الشعب.
ونفى البابا ما نشرته إحدى الصحف اليومية حول اتصال شيخ الأزهر الشريف د.أحمد الطيب بالبابا لتهدئة الأجواء، مشيرا إلى أن آخر مرة رأى فيها د.الطيب وسمعه كان فى أول أيام عيد الفطر عندما ذهب إليه ليهنئه.
ورأى البابا أن غياب الحب والسلام والحوار الطيب بين المسلمين والمسيحيين أعطى الفرصة للفتنة أن تفرق بينهم، مضيفا "يعنى لو جاء إخواننا المسلمين الغاضبين وتفاهموا وتحاوروا معنا وشرحنا لهم موقفنا لكان الموقف اختلف". وقال بلهجة ساخرة "كثيرا ما يدور حديث حول المبادئ السلمية وعلى ذلك اللى فى القلب فى القلب..تذكر كم مرة هوجمت الكنيسة.. ومرة سألنى أحد المسيحيين عن رأيى فقلت هذا دليل على النسيج الواحد".
كما جدد البابا شنودة تأكيده أنه لا يعمل بالسياسة، إلا أن ذلك لا يمنع أن يقوم بواجبه السياسى والمشالركة فى الانتخابات، مؤكدا أن الكنيسة لا تضغط على أى مسيحى ليختار مرشحا بعينه.
وحول ما تردد حول تنسيق الكنيسة مع النظام للحصول على امتيازات أكثر مقابل تصويت الأقباط للنظام، قال البابا " لو كان الأمر هكذا فتلك تجارة.. هذا ليس ضمير.. إذا كانت هناك مصالح متبادلة فهذا يسمى تجارة وليس شغل رجال دين".
واختتم البابا شنودة حديثه بالتأكيد على أن "المسيحيين والمسلمين أبناء وطن واحد"، مؤكدا استعداده للتعاون بكافة الطرق لوأد الفتنة، مضيفا مخاطبا المسلمين: "إذا خرجتم فنحن معكم فى كل وقت..لكن علينا أن نبحث عن اسم مصر وسمعتها ونحرص على أمنها وسلامها.. فإذا وجدنا شعلة لا ننفخ فيها حتى لا تزداد اشتعالا".