كنائس مصر تحت الحصار الأمنى بعد تهديدات القاعدةالاربعاء 3 نوفمبر 2010 10:20 ص بتوقيت القاهرةهشام الميانى وهيثم رضوان ومراسلو المحافظات - تكثيف إجراءات الحراسة أمام الكنائس .. و يبدو المسجد ملاصقا للكنيسة
تصوير - أحمد عبد اللطيف
وسط حالة من الصخب والارتباك استنفرت مديريات الأمن قواتها لتأمين الكنائس المصرية فى المحافظات المختلفة، خوفا من تعرض إحداها لأى هجوم بعد تهديدات ما يسمى بتنظيم القاعدة فى العراق بمهاجمة الكنيسة المصرية إذا لم «تطلق سراح كامليا شحاتة زاخر، زوجة كاهن ديرمواس، ووفاء قسطنطين زوجة كاهن أبوالمطامير اللتين تحولتا إلى الإسلام وتحتجزهما الكنيسة داخلها».
وأكد مصدر أمنى بمديرية أمن القاهرة أن اللواء اسماعيل الشاعر، مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، طلب زيادة اليقظة لدى أفراد تأمين دور العبادة، وأنه لا توجد استعدادات استثنائية حول الكنائس والمساجد بعد تهديدات تنظيم القاعدة باستهداف المسيحيين فى مصر.
وقال المصدر لـ«الشروق» إن الإجراءات الأمنية المشددة حول دور العبادة خاصة الكنائس موجودة طول أيام السنة، حيث يوجد حول كل كنيسة قوة أمنية مرابضة تشمل خبراء مفرقعات وأفراد مباحث وقوة من الدفاع المدنى وضباطا من مباحث أمن الدولة وجميع الأطراف، التى تحقق الأمان لدور العبادة بصرف النظر عن وجود تهديدات من عدمه، موضحا: لا تهمنا تهديدات القاعدة.
ومن جهته قرر أمس الأول اللواء حامد عبدالله، مساعد وزير الداخلية لأمن حلوان زيادة الوجود الأمنى أمام الكنائس والمجمعات الحكومية، وتزويد المنشآت الحيوية والكنائس وأماكن تجمع المواطنين بجميع وسائل الأمان.
وفى أسوان أكد مصدر أمنى أن اللواء ناجى الحصى، مدير الأمن أصدر تعليماته إلى مأمورى مراكز الشرطة على مستوى المحافظة بتكثيف وزيادة أعداد أفراد الشرطة المكلفين بحراسة الكنائس، وهو ما بدا واضحا فى الإجراءات الأمنية المكثفة، التى تشهدها الكنائس منذ أمس الأول فقد تم وضع حواجز أمنية فى شوارع الكنائس تمنع السيارات من المرور أمام الكنائس خاصة كنيسة مار جرجس بمدينة كوم أمبو.
واتخذت مديرية أمن شمال سيناء إجراءات أمنية إضافية عند الكنائس فى مدينة العريش ورفح، حيث توجد ثلاث كنائس قبطية، اثنتان فى العريش وواحدة فى مدينة رفح.
وتركزت تلك الإجراءات فى وجود سيارات حراسة إضافية عند مداخل الكنائس بالإضافة إلى انتشار رجال أمن يرتدون ملابسا مدنية فى مداخل الشوارع المؤدية للكنائس.
وقال عدد من الأهالى إن تدابير أمنية أخرى منها تفتيش السيارات والتدقيق فى هويات المواطنين، اتخذت عند الأكمنة المرورية على الطريق الدولى الرابط بين محافظة الإسماعيلية وشمال سيناء حتى مدينة رفح الحدودية.وتوجد بالعريش كنيسة بمدخل شارع الأزهر تخضع لحراسة أمنية دائمة وأخرى بضاحية السلام بالعريش وواحدة عند السوق المركزية لمدينة رفح إضافة الى استراحات كنسية بحى المساعيد فى العريش، ولوحظ وجود أمنى إضافى بالقرب منها.
وأوضح مصدر أمنى أن القوات الأمنية فى شمال سيناء فى حالة يقظة وحذر بشكل دائم لطبيعة المكان، خاصة لقربه من الشريط الحدودى مع قطاع غزة ومداخل محافظة شمال سيناء الغربية عند كوبرى السلام.
وفى سوهاج كثفت أجهزة الأمن من وجودها أمام جميع الكنائس بجميع قرى ونجوع ومدن المحافظة، وحظرت التجول والمرور بالسيارات والانتظار أمام الكنائس والأديرة.
وصرح مصدر أمنى بأن أجهزة الأمن زادت أعداد الحراسة الأمنية أمام الكنائس لمواجهة أى هجوم بالإضافة إلى تزويد الحراسة بالكلاب البوليسية المدربة على كشف المفرقعات، كما تم استدعاء جميع القيادات الشرطية من إجازاتهم حتى تنتهى حالة الطوارئ بعد تهديدات تنظيم القاعدة بالهجوم على كنائس مصر.
وفى الدقهلية أعلن نشطاء من حركة 9 فبراير واتحاد شباب مصر، والذى يضم شباب حزب التجمع والناصرى والوفد بالدقهلية بالتعاون مع القوى السياسية بالمحافظة عن تنظيم وقفة احتجاجية غدا الخميس أمام الأمانة العامة للحزب بالدقهلية ضد ما وصفوه بتصاعد الفتنة الطائفية، كما شهدت كنائس المحافظة وجودا أمنيا مكثفا وزيادة أعداد المخبرين بالزى المدنى ومنع وقوف السيارات بالقرب من الكنائس تحسبا لأى أعمال عنف بعد تهديدات القاعدة.
من جانبها عززت مديرية أمن جنوب سيناء من تواجد قواتها حيث شددت عمليات الحراسة حول الكنائس ولا سيما كنيسة شرم الشيخ مقر «الأنبا أبوللو» أسقف جنوب سيناء.
وأكد مصدر أمنى بجنوب سيناء أن هذه الإجراءات متبعة من قبل تهديدات القاعدة، مشيرا إلى زيادة عدد رجال الأمن والحراسة حول الكنائس. وأوضح المصدر ــ فضل عدم نشر اسمه ــ أن أى مشتبه يمر بالقرب من الكنائس يتم إيقافه ومعرفة هويته الحقيقية.
وفى السياق نفسه شهدت أكمنة جنوب سيناء بداية من نفق الشهيد أحمد حمدى حتى طابا إجراءات أمنية مشددة وتفتيشا لكل القادمين إلى سيناء مما أدى إلى تأخر عبور القادمين للنفق. وأكد معظم القادمين أن عمليات التفتيش على أكمنة جنوب سيناء باتت صعبة للغاية.
وفى محافظة قنا كثفت قوات الشرطة من وجودها أمام الكنائس خاصة فى مدينتى نجع حمادى وقنا وفرضت حراسة مشددة حول مطرانية نجع حمادى وكنيسة الأقباط الارثوذكس بمدينة قنا، وأكد مصدر أمنى لـ«الشروق» أن هذه الإجراءات طبيعية وأنه تم تزويد الحراسات حول الكنائس منذ أحداث مدينة نجع حمادى فى يناير الماضى.
هذا وفرضت مديرية أمن الوادى الجديد سياجا أمنيا حول كنيسة العذراء مريم بمدينة الداخلة ومنعت الأهالى من المرور فى الشوارع المؤدية لها.
ولم تشهد كنائس الفيوم أى إجراءات أمنية استثنائية أمس الثلاثاء، حيث ظلت الحراسة الأمنية على كنائس مدينة الفيوم كما كانت عليه من قبل تهديدات القاعدة ولم تشهد كنيسة مارجرجس بمدينة الفيوم وجودا أمنيا سوى لخفير وفرد شرطة واحد المعتاد وجودهما.
وقال القمص ميخائيل استراس، وكيل مطرانية الأقباط الأرثوذكس بالفيوم إن الإجراءات الأمنية على الكنائس إجراءات عادية وليس هناك أى تغيير فيها، مضيفا لـ«الشروق»: لم تبلغ المطرانية بأى إجراءات استثنائية من قبل مديرية الأمن.
وفى الأقصر أكد اللواء محمد صلاح زايد، مدير أمن الأقصر أن هناك تدابير احترازية وخطة أمنية أعدت لتامين الكنائس المنتشرة فى المحافظة خاصة فى هذه الفترة التى يحتفل فيها الأخوة الأقباط بمولد مار جرجس فى جنوب المحافظة، هذا بالإضافة إلى زيادة عدد أفراد الشرطة المكلفين بحراسة الكنائس، ووضع الصدادات أمام الكنائس لتفادى مرور السيارات المباشر أمامها.
وفرضت أجهزة الأمن بالإسماعيلية إجراءات أمنية مشددة حول جميع الكنائس، وشهدت كنيسة الأنبا بيشوى بالشيخ زايد وكنيسة الأقباط الكاثوليك بوسط مدينة الإسماعيلية تشديدات أمنية حولهما وتزايدت الإجراءات التفتيشية أثناء دخول الكنائس، كما شهدت كنائس المدن إجراءات أمنية واسعة كان أكثرها فى مدينة القنطرة غرب وشرق، التى تضم عددا كبيرا من الأقباط، حيث تزامن خروج تهديدات القاعدة مع واقعتى إشهار فتاتين بالقنطرة غرب إسلامهما، فضلا عن واقعتين أخريين منذ عدة أشهر.
وقال مصدر كنسى إن الكنائس أقامت صلواتها داعين بالحفاظ على كنائسهم وأرواحهم قائلا: نعتمد فى خطة التأمين على ما تتبعه الأجهزة الأمنية من إجراءات، نافيا أن يكون قد صدرت توجيهات باباوية باتباع الكنائس لخطط تأمين خاصة بها اعتمادا على أفرادها حتى فى حالات التهديدات الخارجية أو الداخلية نترك الأمر لأجهزة الأمن، منددا بتهديدات القاعدة لأمن المسيحيين، الذى يعد تهديدا لأمن مصر بالكامل وقال نصلى من أجل أن يحفظنا الله، فأمن الكنائس والمسيحيين فى يده.
وشهدت كنائس محافظة المنيا أمس حصارا أمنيا مشددا حيث قام الأمن بتشديد الحراسة على الكنائس والمطرانية ومبانى الخدمات الاجتماعية وقام بتسيير دوريات أمنية على مدى الأربع والعشرين ساعة مع تعيين حراسة ثابتة على الأبواب الرئيسية لهذه الكنائس، والتأكد من هوية رواد الكنائس خاصة أن محافظة المنيا شهدت مظاهرات غاضبة تطالب بالإفراج عن كاميليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس، التى تم احتجازها بأحد الأديرة.