ممدوح منصور: الحزب الوطني يغازل الأقباط بالاضطهاد الديني ليضربهم بالإخوان ويتصل بجمعي
ممدوح منصور: الحزب الوطني يغازل الأقباط بالاضطهاد الديني ليضربهم بالإخوان ويتصل بجمعي
·جورج جميل: تلقيت اتصالات من أحد قيادات الوطني أكد لي أن الشارع لن ينصف الأقباط لأنهم أقلية ولكي يضمن كرسي البرلمان عليه الانضمام للحزب
كتب:جمال جورج
فجرت التصريحات الأخيرة لأمين اسكندر والتي كشف فيها عن مخطط الحزب الوطني لاستقطاب الأقباط بطرق غير شرعية وضرب الاخوان المسلمين موجة من التساؤلات في الشارع المصري وخاصة القبطي حيث أكد اسكندر أن الأقباط أصبحوا صيدا سهلا للوطني بعد أن حصروا أنفسهم داخل الكنائس واتباعهم الرعاة الدينيين أو القساوسة بشكل مبالغ فيه حتي إن قيادات كبيرة داخل الكنائس أوصت الاقباط باختيار مرشحين من داخل الحزب الوطني، كما فعلت كنيسة مارمينا بالإسكندرية، وعقدت عدة ندوات لتأييد عبدالسلام المحجوب ومرشحي الوطني في ارجاء الجمهورية.
«صوت الأمة» التقت عددا من الأقباط لتوضيح هذه التصريحات ومدي صحتها.. يقول جورج جميل المرشح عن دائرة عين شمس والمطرية مستقل: هذه المرة الأولي في تاريخ انتخابات مجلس الشعب التي يتنافس فيها ثلاثة أقباط مستقلين عن نفس الدائرة ورغم التنافس القوي بين المرشحين الثلاثة إلا أن الكنائس لعبت دورا سلبيا في دعمنا كمستقلين وراح القساوسة يدعون الشعب القبطي للتصويت لأعضاء الحزب الوطني، أيا كانت ميولهم أو تاريخهم السياسي غير المشرف وعلي النقيض منعت كنائس المرج عقد أي ندوات أو دعم أي مرشح مستقل.
وأكد أن صورة الحزب الوطني أصبحت مهزوزة في دائرتي حتي أني لاحظت مساندة غير عادية من قبل المسلمين لي أكثر من الأقباط الذين منعتهم قيادات الكنائس من التصويت لنا.
وأضاف جميل لقد كانت المفاجأة عندما تلقيت اتصالا هاتفيا من أحد قيادات الحزب الوطني دعاني لحضور اجتماع مغلق مع بعض الزملاء والنشطاء السياسيين، ووجدت مندوب الحزب الوطني الذي أتضح أنه قبطي يريد أن يجذبنا كمرشحين أقباط إلي حزبه بدعوي أن الأقباط أقلية مضطهدة ولن ينصفهم الشارع في الانتخابات وأن الحل الأول والأخير هو الانضمام للوطني، الأمر الذي رفضته وأعلنت موقفي بصراحة بعد أن هددني وتنبأ لي بالسقوط إذا لم أنضم لهم.
ويروي الدكتور ممدوح منصور أحد الحاضرين في الاجتماع المغلق لقد أرسل الحزب الوطني لنا «جميل عبيد» أمين التثقيف بحي مصر الجديدة» لمغازلة شعورنا كأقباط وقد كانت كلمته لنا مركزة في أمور طائفية وليست سياسية بالمرة مثل ادعاء أن الأقباط مضطهدون ولن ينجحوا في الانتخابات إلا بعد انضمامهم للوطني وأنه بصدد عمل أرشيف كامل لجميع مشاهير الأقباط العاملين بالسياسة وقد قال لنا مندوب الوطني إنه تلقي تعليمات من الحزب تفيد اعطاء امتيازات أكثر للأقباط ولكن بشروط ستعلن فيما بعد.
واستطرد منصور كان الأمرشديد الغرابة عندما وجدت الدكتور جميل عبيد يتحدث عن صفقة بينه وبين إحدي الجمعيات القبطية المشبوهة وتدعي «أقباط من أجل مصر» ويقودها هاني الجزيري التي يلاحقها أمن الدولة بسبب نهجها غير الشرعي وتحذير الكنيسة منهم.
وقد اتضح أنه يدعم «ثروت كمال ميلاد» المرشح المستقل عن دائرة عيش شمس من أجل إغرائي ماديا ونفعياً وبالطبع انكشفت الصفقة أمام الجميع بمحاولة الوطني استقطاب الأقباط واللعب بهم كورقة سياسية مؤقتة.
ويقول روماني جاد الرب «نائب رئيس مركز الكلمة لحقوق الإنسان» وأحد حاضري الاجتماع السري أن السياسة متغيرة وقد بدأ الحزب الوطني هذه الانتخابات بالضرب تحت الحزام فقام بارسال قيادي قبطي لكي يكون أكثر تأثيرا علي الأقباط وقد دعيت لحضور هذا الاجتماع الذي تحول إلي فخ لصيد الأقباط وتناسي الحزب أن الأقباط لهم ميول سياسية مختلفة فمنهم المعارض ومنهم الحكومي والمستقل وقد رفضت فكرة مندوب الحزب التي طرحها بضم رجال الدين أو الكهنة في جيتو ليقوموا بالتأثير علي الأقباط ذلك لأن رجال الدين ليسوا رجال سياسة ويجب فصل الدين عن السياسة.
وأضاف جاد الرب لقد نما إلي علمي أن غالبية الأقباط المنضمين للوطني سيقومون بتقديم استقالات جماعية عقب انتهاء الانتخابات احتجاجا علي تلك النسبة الضئيلة التي ادرجت علي قوائم المرشحين والتي لا تزيد علي 1.2% أو عشرة أقباط من الاجمالي.
ومن جهة أخري تشهد محافظة المنيا معارك انتخابية مختلفة بعض الشيء في هذه الدورة حيث عرفت المنيا بالهدوء النسبي في انتخابات الشعب فيما سبق.
ورغم الأحداث الطائفية المتلاحقة في ملوي والمنيا إلا أن ذلك لم يمنع اثنين من الأقباط لخوض تلك الانتخابات وقبول التحديات التي ستواجههم.. فالتقينا بكل من كرم الضبع وشريف المحرساوي المرشحين في المنيا.
وبسؤاله عن سبب خوض الانتخابات في هذه الدورة رغم توتر الأجواء وهيمنة مرشحي الوطني من جهة والإخوان من جهة أخري، يقول كرم الضبع المحامي لقد قررت خوض الانتخابات هذا الموسم عن حزب الوفد «عمال - ملوي» انطلاقا من إيماني بوجود شعب واع ويختار مرشحه بعناية كشعب المنيا، بالإضافة إلي أنه سبق وخضت انتخابات الشعب 2005 وحققت شعبية كبيرة في مركز ملوي وعندما أقوم بالترشيح وبذل العناء والمصاريف في الترشيح فذلك لا يعني بالضرورة أنني أسعي للكرسي وإنما هو قدر السياسي ورجل السياسة يتلذذ بخوض المعارك الانتخابية واحتمال جميع العواقب من تهديدات أو بلطجة أو غيره من الأساليب الرخيصة التي اعتدنا عليها في ارهاب كل مرشح خارج الحزب الوطني.
نشر بتاريخ:
27/11/2010