mary_jesus مساعد مدير
ما هي ديانتك : انا مسيحي
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 1817 نقاط : 9032 تاريخ التسجيل : 27/07/2010 العمر : 30 الموقع : قلب بابا يسوع العمل/الترفيه : لتكن مشيئتك يارب
معرÙØ´ بقي
| موضوع: اسهروا وتنبّهوا لأنّ الربّ آتٍ الخميس ديسمبر 09, 2010 7:19 am | |
| اسهروا وتنبّهوا لأنّ الربّ آتٍ زمن الميلاد زمن المجيء المبارك، زمن الانتظار الذي يأتي بالجسد. وانتظار الربّ هو انتظار النُور والرحمة، والحبّ، والحياة... فلنصغِ ليملأ الربّ قلوبنا شوقاً إلى ذاته وحنيناً إلى لقائه. ولندخلْ حُجرَة أُمّنا مريم الكلّيَّة القداسة صاحبة الانتظار السعيد لتوقظ فينا ما نحن عليه من غفلة.. ولتهيّئنا لولادة جديدة بكامل الاستعداد بالسهر والصلاة لنكون عنده من الداخلين في فُلكِ رحمته العظيم.. هكذا اقترب وقت الولادة من اليوم المشتهى ليوسف ومريم بالزمن الذي صدر فيه مرسوم من الإمبراطور الرومانيّ يأمر بإحصاء رعايا مملكته وكان يتحتّم على كلّ واحد أن يُكتتب في مكان ولادته.. حزن يوسف جدّاً من هذا النبأ وكيف سيحتمل مع خطيبته مشقّات السَفَر، لقد وافقت مريم القدِّيس يوسف ورافقته إلى المدينة الملكيَّة وتحمّلا معاً مسافات شاقّةً على دابّة صغيرة (تحمل معلّمة العالَم). كان الشتاء في أشدّه ما جعل السَفَر أكثر مشقّة. ولم يكن انتباه (أُمّ الحياة) إلاّ إلى "السيّد" الذي في حشاها. ولمّا وصلا إلى المدينة لم يستقبلهما أحد في الفنادق. وبالكاد كان يسمح لهما أحياناً أن يبيتا في الدهاليز. وأحياناً كانا مجبرين على الانسحاب إلى الإسطبلات.. إلى أن وصلا إلى المكان الذي اكتتبا فيه ودفعا الجزية.. ووقت العودة شعرت مريم بآلام الولادة ولم يجدا إلاّ مغارة خالية محفورة في صخرة لم تصلُح إلاّ للماشية الموجودة فيها.. نعم، لقد خرج الأمير الإلهيّ من مخدعه بدون دَنَس مقدِّساً إيّاها بإشراق أكبر، كما يمرّ شعاع الشمس من خلال زجاج شفّاف فيجعله أكثر لمعاناً. إنّه لم يدفع للطبيعة أيَّة غرامة عاديَّة بهذه المناسبة، لأنّه لم يوجد شيء غير نافع أو غير طاهر حين الحَبَل به. لقد كان ذا جمال خارق ومَجْدُ نَفْسه كان يفيض إشراقاً على جسده! شاهدت العذراء الكلّيَّة الطوبى أميرها الصغير فضمّته بين ذراعيها وحضنته وقبّلته القبلة البنويَّة، وراحت تلاطفه بأحنّ اللمسات وأعذبها تقدّمها أُمّ بَشَريَّة لوليدها، وأحضر لها القدِّيس يوسف الأقماط فلفّت بها الطفل الإلهيّ بتقوى واحترام ونعومة لا تقدّر وأضجعته على مذود من الحجر كانت قد غطّته بقليل من القشّ والتبن، وانضمّ إليها "عجل وحمار صغير" وقد خرّا أمام الإله العظيم وسفير العالَم وراحا يدفئانه بلهاثهما وهكذا تمّت نبوءة أشعيا الذي قال: "لقد عرف العجلُ والحمارُ سيّدهما ولكنّ شعبه لم يعرفه". نعم، العذراء ستلد ابناً وسيدعى عِمّانوئيل أي "الله معنا" وسيرث عرش داود ويملك إلى الأبد على بيت يعقوب. لقد أراد سيّد الكون الآب الأزليّ أن تبتهج الخليقة كلّها لحادث التجسُّد الإلهيّ السعيد وبالولادة العظيمة التي اهتزّت لها السموات والأرض طرباً والنجوم أصبحت أكثر إشراقاً، والعصافير أكثر غناءً... والملائكة في ذهول والأبرار على الأرض شعروا بالبهجة والسلام، والمسرّة... أُرسلت الملائكة رُسُلاً بين الله وبين ابنه المتأنّس وأُمّه القدِّيسة فكان هؤلاء الأرواح السماويّون يحتفلون بالأناشيد ممجّدين الابن والأُمّ معاً.. أمّا يوسف ومريم فكانا يجيبانهم بالتسبيح والتمجيد للعليّ (وهم يعبدون الطفل الإلهيّ). وحينها شعر جميع أبرار الأرض بفرح فاق الطبيعة. فقُلبت هياكل الوثنيّين وتحطّمت الأصنام وخُلِقَ النجم الذي أرشد المجوس ليذهبوا ويسجدوا للمخلّص الإلهيّ. والرعاة الذين كانوا يسهرون في تلك الناحية كانوا أسعد الجميع لأنّهم ينتظرون مجيئه ويتحدّثون عن الحدث العظيم. هؤلاء الفقراء والأتقياء والمجتهدون في واجباتهم استحقّوا أن يكونوا من المدعوّين الأوّلين لمشاهدة الكلمة المتجسّد... وتراءى لهم الملاك جبرائيل في وضع بَشَريّ يتألّق إشراقاً، فاستولى عليهم جميعاً خوفٌ ولكنّه طمأنهم قائلاً... لا تخافوا فإنّي أحمل لكم بُشرى عظيمة ستملؤكم فرحاً: لقد وُلِدَ لكم مخلّص من مدينة داود. وحضر معه العديد من الملائكة وراحوا يرنّمون مجدّداً "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام للناس ذوي الإرادة الصالحة ". هكذا تمّت هذه الولادة الصالحة العجيبة في حياة العذراء. أمّا نحن فكيف يجب علينا أن نمضي في سَفَر هذه الحياة العاتية.. وكيف علينا أن نتحمّل مشقّات هذا السَفَر الطويل بآلامه وأوجاعه وصلبانه؟ وهل نصل في نهاية هذا المطاف إلى إسطبل حقير نضع فيه آمالنا... أم نحلم بقصر عظيم نضع فيه رغباتنا وننسى رغبات الله؟ هل نطيع رؤساءنا وآباءنا الروحيين طاعة عمياء كما أطاعت مريم الله بقولها "أنا أمة الرب ". أم نحزن لو أنّ الحظّ لم يحالفنا وحصل لنا عكس توقّعاتنا وغير ما نريد.. هل نحن نقبل أن نكون مفصولين عن العالَم المادّيّ متقوقعين مع الله في مغارة، محتقرين، مرفوضين، مهانين، معذّبين كما حصل للعذراء في بيت لحم؟ أم نريد الصدارة دائماً في المراكز الأُولى والهجوم على المناصب والكراسي الزائلة حبّاً بالشهرة. ماذا ستنفع اعتبارات البَشَر لو خسرنا الله!؟ إنّها ليست سوى خيال هارب. هل تعلّمنا السجود يوماً كالمجوس والرعاة في ظلمات الليل طالبين رؤية الله ملتحقين بالركب الزاحف إلى الخلاص؟ أم نحن نسجد لأجسادنا الزائلة ونمجّدها بلا انقطاع حبّاً بإبراز جمالها الفاتن الساحر الخلاّب عوض السجود للقربان المقدَّس الذي يعطي نفوسنا وأجسادنا السلام والمسرّة.. فلننظرْ، يا أخي ويا أختي كَم هو قريب منّا هذا الطفل الإلهيّ, يحبّنا ويطلبنا. هو أقرب منّا إلى أجسادنا, هو ذاك الذي نزل من السماء لأجلنا.. لأجلكِ وحدَكِ.. لأجلكَ وحدَكَ.. ذاك المَنّ الخفيّ الذي جعل من قلوبنا مغارة له ليوقظنا من سباتنا اليوميّ وليقول لنا: "استيقظْ أيّها الإنسان لأنّي أحببتك، استيقظْ. أنا لا أزال معك. آمين | |
|