القصة باختصار يحكيها طفل عمره 10 سنوات كان يعيش مع احدى قريباته فى احدى قرى الصعيد. و كان النظام صارم فى هذا البيت النوم من 8 مساء و الاستيقاظ من 4 صباحا للصلاة و كانت قريبته تقرأ لأهل البيت صباح كل يوم الانجيل وتشرح و تفسر ما قرأته بروح تعليمى و بسلطان ثم ينصرف كل واحد الى عمله. و في احد الايام وصلت الجرائد اليومية الى المنزل و حاول الصبى أن يقرأ العناوين الرئيسية و لما لم يفهم بعض الكلمات ذهب الى قريبته طالبا منها تفسير ما تعذر عليه فهمه. فأجابته برقة :"حبيبي أنا آسفة أنا لا اعرف القراءة" الصبي ظن انها تمزح فأعاد السؤال و أتاه نفس الرد. احتار الصبى كيف أنها لا تعرف القراءة و هي تقرأ أمامه كل يوم الإنجيل بل و تشرح ما تقرأ و ظن إنها لا تريد أن تضيع وقتها مع طفل. اضطرت هذه السيدة أن تقص عليه قصتها فقد كانت اكبر أخواتها السبع و كان هذا سبب ألمها و تعبها لمده 19 سنه لأنه لما ولدت و ادخلها والدها المدرسة و كان أيامها التعليم مش منتشر و خاصة للبنات فهاج عليه رجال البيت و كانت فضيحة ازاى البنت تتعلم !! دى البنت للبيت!!. خضع والدها لضغط الناس و أخرجها من المدرسة بعد أسبوع.و بعد فترة ندم والدها على قراره الخاطئ و ادخل كل أخواتها البنات المدرسة و أصبحت هى اقل أخواتها فهى الوحيدة التى لا تستطيع القراءة و الكتابة. كان الألم يعتصرها و زاد الألم لما رأت أخواتها يقرأن الإنجيل و المزامير و كانت دموعها حارقة على وجنتيها. و فى يوم فى منتصف الليل أخذت تصلى و تبكى و خرجت منها كلمات عفوية غير مرتبة "يا رب أنت أبو الكل أنا مش عاوزة تعليم و لا شهادات انا بس عاوزة اقرأ إنجيلك المقدس أنا عاملة زى الوثنية وسط المسيحيين أرجوك يارب أرجوك" و نامت باكية و بعد أيام كانت أختها تجلس بجوارها و فى يدها الكتاب المقدس و إذا بها تنطق الكلام قبل أختها و عقلها يفهمه. كاد قلبها أن يتوقف و ذهبت بسرعة إلى احد الكتب المدرسية فى غرفة أخواتها و إذا بها لا تفهم شيئا و عادت الحروف غريبة و غير مفهومة. رجعت إلى الكتاب المقدس و اذا بها تقرأه بطلاقة. لقد أعطاها الله القدرة على القراءة و لكن للإنجيل فقط كما كان طلبها. تنيحت هذه السيدة الفاضلة سنه 1980 و الكتاب المقدس لا يفارق يدها و لا قلبها.
ألا تعتقدوا أن هذه المرأة ستدين كل من تعلموا القراءة و الكتابة و لا يقرأون الكتاب المقد