الطريقة المثلى للصلاة الأجبية
بقلم نيافة الانبا متاؤس
لكى
تصلى صلوات الأجبية بطريقة نموذجية صحيحة، وتستطيع أن تستفيد وتتعزى بها،
ولا تحس بثقل أو روتينية فى تأديتها، توجد شروط وقواعد لذلك يمكن ذكر بعضها
كالآتى:
1- لتكن لك أجبية خاصة بك فى مخدعك، لا يستعملها أحد غيرك،
وأكتب على هوامشها بعض التفاسير والتأملات والملاحظات على المزامير
والأناجيل، وذلك من ثمرة قراءتك وسمعك للعظات والتعاليم، مما يساعدك على
الفهم والتأمل أثناء الصلاة.
2- لتكن تلاوة الصلوات من الأجبية، حتى
لو كنت قد حفظتها عن ظهر قلب، لأن ذلك يجعلك تستخدم عدة حواس فى الصلاة،
مما يجمع العقل ويمنع تشتيت الفكر، فالعينان تنظران فى المكتوب، واللسان
ينطق، والإذنان تسمعان، والعقل يفكر فى المعانى ويتأمل فيها
3- أتل
صلواتك بصوت مسموع، حتى تمنع عن نفسك السرحان وتشتيت الفكر، فالرب يسوع
حينما قال: "متى صليت فادخل إلى مخدعك واغلق بابك وصل إلى أبيك الذى فى
الخفاء. فأبوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك علانية" (مت 6:6) لم يكن يقصد أن
نؤدى صلواتنا فى خفية تامة، عن أسماع الناس وأنظارهم، ونحاول إلا يسمع أو
يرانا أحد حتى من أهلنا الذين يسكنون معنا فى المنزل، كمن يفعل جريمة أو
شيئاً غير لائق، ولكنه كان يقصد عدم التظاهر بالصلاة وتأديتها بطريقة فيها
رياء وافتخار.
? 4- تلاوة المزامير بالصوت المسموع، وبنوع من الترنم
والتلحين شئ مهم ومطلوب، لأنه يريح النفس ويعزيها، والمزامير أصلها
تسابيح، كانت تقدم على آلات العزف المختلفة بطريقة شعرية موزونة وبألحان
جميلة.
7- لا تسرع كثيراً فى تلاوة المزامير، فالسرعة تجعلك تتلعثم
فى نطق بعض الكلمات والآيات، فتفقد الصلاة لذتها وروحانيتها، وتصبح الصلاة
فى مقام القانون الجاف، أو مثل التعويذة التى ينطق بها الحاوى، دون أن يفهم
معانيها أو يتأمل كلماتها، وحاشا للصلاة أن تكون شيئاً من ذلك، ويقول أحد
القديسين: "إن كنت أنت لا تفهم الكلام الذى تصلى به فكيف تطالب الله أن
يسمعه ويستجيبه".
8- ارفع يديك قدر استطاعتك أثناء الصلاة كذلك عينيك، خصوصاً عند الآيات التى تذكر رفع اليدين أو العينين مثل:
"فى الليالى ارفعوا أيديكم إلى القدس وباركوا الرب" (مز 2:133) صلاة النوم.
"رفعت عينى إلى الجبال، من حيث يأتى عونى" (مز 1:120) صلاة الغروب.
ومع
رفع عينيك ويديك إلى الله، ترفع قلبك وفكرك ووجدانك ومشاعرك وكل كيانك،
فتعيش لحظات السماء على الأرض، وتغلب فى جهادك عماليق الشيطان المارد
وعلى
مثال يدى موسى ظلت يدا السيد المسيح، معلقتين مرفوعتين وممدودتين على عود
الصليب إلى غروب الشمس، حينما أنزله يوسف الرامى من على الصليب، فانتصر
الرب على الشيطان والخطية والعالم، وهكذا انتصر وغلب لنا،
9كرر بعض
العبارات التى تستريح لها نفسك وتناسب حالتك أثناء الصلاة، فبينما أنت تصلى
المزمور أو الإنجيل أو القطعة أو التحليل، ووصلت إلى عبارة قوية ومناسبة
لحالتك، وقتئذ كررها عدة مرات، وتفاعل معها ثم أكمل المزمور الذى تصليه،
فهذا كفيل برفع العقل وتوليد الحرارة الروحية فى القلب والوجدان.
1ردد
الإسم الحلو الذى لربنا يسوع المسيح أثناء صلاة المزامير، فكلما قابلتك فى
المزمور كلمة "الرب أو يارب" انطق بعدها اسم "يسوع المسيح" مثل :
"يارب (يسوع المسيح) لماذا كثر الذين يحزنوننى" (مز 3).
"يارب (يسوع المسيح) لا تبكتنى بغضبك، ولا تؤدبنى بسخطك" (مز 6).
? "احفظنى يارب (يسوع المسيح) فإنى عليك توكلت. قلت للرب (يسوع المسيح) أنت ربى، ولا تحتاج إلى صلاحى" (مز 15).
وهكذا
تصلى المزامير التى هى تسابيح العهد القديم، تصليها بروح العهد الجديد عهد
النعمة، فتجد لها طعماً آخر، وتمتلئ نفسك تعزية وفرحاً.