سنكسار اليوم 9 من شهر كيهك أحسن الله استقباله لسنة 1727 لتقويم الشهداء
و اعادة علينا و عليكم و نحن في هدوء و اطمئنان مغفوري الخطايا و الأثام من قبل مراحم الرب يا أبائي و اخوتي امين
9 شهر كيهك
نياحة القديس بيمن المعترف (9 كيهك)
في
مثل هذا اليوم تنيح القديس بيمين الشهيد بغير سفك دم، وقد كان من منية بني
خصيب من أعمال الأشمونين، وكان وكيلا لأشغال رجل أرخن جليل المقدار،
ولطهارته وتقواه احبه الجميع، كما كان لزوجة ذلك الأرخن ثقة عظيمة به،
ولاحتقاره أباطيل العالم، ترك عمله وقصد ديرا في تلك المدينة حيث ترهب فيه،
فلما علم الأرخن توجه إليه هو وزوجته وسألاه العودة إلى الخدمة آسفين علي
فراقه، وإذ لم يوافقهما عادا حزينين، أما القديس فقد استمر في عبادته
ونسكه، ولم يقنع بذلك بل رغب إن يصير شهيدا بسفك دمه علي اسم المسيح له
المجد، فمضي إلى انصنا ووجد كثيرين من المسيحيين يعذبون علي اسم المسيح،
فتقدم هو ايضا واعترف، فعذبوه عذابا شديدا بالضرب والحريق وتقطيع الأعضاء
والعصر بالهنبازين، وفي ذلك كله كان السيد المسيح يقويه ويقيمه سالما،
وفيما هو علي هذا الحال انقضي زمان عبادة الأوثان، وملك قسطنطين الملك
البار، وأمر بالإفراج عن كل الذين في السجون بسبب الإيمان، فظهر السيد
المسيح لهذا القديس وأمره إن يخبر جميع القديسين المسجونين بأنه تبارك اسمه
قد حسبهم مع جملة الشهداء ودعاهم بالمعترفين، وأرسل الملك قسطنطين يستحضر
اثنين وسبعين منهم فمضوا إليه وبينهم القديس ابانوب المعترف، أما القديس
بيمين فسكن في دير خارج الأشمونين، وكان الرب قد انعم عليه بموهبة الشفاء،
وشاع ذكره في جميع تلك النواحي، وحدث إن مرضت ملكة رومية بمرض عضال استعصي
علاجه، وزارت أديرة وكنائس كثيرة ولم تحصل علي الشفاء، وأخيرا آتت إلى
انصنا وصحبها الوالي ورجاله إلى حيث القديس، ولما اعلموه بحضورها لم يبادر
إلى لقائها بل قال " ماذا لي انا مع ملوك الأرض "، ولما ألح الاخوة عليه
خرج إليها، فلما رأته خرت عند قدميه، فصلي القديس علي زيت ودهنت به فبرئت
في الحال، وقدمت له أموالا كثيرة وهدايا عظيمة فلم يقبلها، ما عدا آنية
برسم الهيكل، وهي صينية وكاس وصليب من ذهب، ثم عادت إلى مدينتها ممجدة
الله، وكان هناك أسقف قديس يعيد هو وجماعة من المؤمنين لبعض الشهداء في أحد
الأديرة، فعلم بان الأريوسيين قد اتخذوا لهم أسماء شهداء بغير وجود،
وعينوا لهم أسقفا غير شرعي، وأضلوا بذلك كثيرين من الشعب، فتوجه الأسقف إلى
القديس بيمين واعلمه بذلك، فاخذ معه جماعة من الرهبان وذهبوا إلى حيث
هؤلاء المخالفين وجادلوهم وبينوا ضلالتهم فتشتتوا وبدد الرب شملهم، ورجع
القديس بيمين إلى ديره وتقدم في الأيام ومرض، فجمع الاخوة وأوصاهم، وأعلمهم
انه قد حان الوقت ليمضي إلى الرب، فحزنوا جدا علي فراقه، ثم اسلم الروح
فكفنه الاخوة، وصلوا عليه، وقد حدثت من جسده آيات شفاء عديدة.
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.