انشودة الميلاد

هذه كانت وما تزال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المجيد وهي ذات أبعاد ثلاثية :
+مجد فى الأعالي
+سلام على الأرض
+سرور بالإنسان
ولكن لماذااختارت السماء هذه الأنشودة بالذات؟!
ولماذا هذه المعاني؟
ولماذا هذه الثلاثية الجميلة؟
نحن أمام +السماء +الأرض +الإنسان
وبالفعل فالميلاد المجيد +حدث سماوي +حل فى الأرض + من اجل الإنسان
نحن الآن أمام البعد الأول في الميلاد المجيد!
نحن الآن فى السماء "فليس احد صعد الى السماء إلا الذي نزل من السماء،ابن الانسان الذي هو فى السماء"(يوحنا3:13)
ان جوهر عيد الميلاد مشيئة سماوية فيها نظر الله الى بني البشر واسف لحالهم
وشاء ان يخلصهم فبذل"ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له
الحياة الابدية "
+ثلاث سماوات:
نعرف فى الانجيل ثلاث سماوات:
1-سماء الجلد والطيور
2-سماء الفلك والنجوم
3-سماء الأقداس الالهية
وماذا بعد الفردوس مكان انتظار الأرواح البارة ابعاد وافاق ليس لنا ان نسبر
اغوارها ونحن فى انتظار ان نرتادها بنعمة المسيح ونستقر فيها بين يدي الله
الى ابد الابدين فى اورشليم السمائية فى امجاد الخلود الدائم
+حدود العقل البشري:
لم يستطع الرسول بولس ان يتحدث عن سمات السماء الثالثة التى اختطف اليها بل
انه قال انه"سمع كلمات لا ينطق بها ،ولا يسوغ لانسان ان يتكلم بها"
(2كو4:12)بمعنى ان السماء الثالثة فوق ادراك العقل البشري وما رآه هناك
يستحيل ان يحتويه العقل او القصور والخيال ويستحيل ان نجد لغة قادرة على
التعبير عما هناك لهذا قال الكتاب عن امجاد الملكوت ما لم تره عين ولم تسمع
به اذن ولم يخطر على قلب بشر ما اعده الله للذين يحبونه
ولعل الاصحاحين 21 ، 22 في سفر الرؤيا محاولة رمزية تستشرف افاق هذا العالم
المجيد الجديد ، السماء والأرض الجديديتين حيث مسكن الله مع الناس وحيث
السعادة العظمى والارتواء والجواهر واللآليء الثمينة والابواب والاساسات
الرصينة والنور الالهي وسوق المدينة وشعوب المخلصين ونهر الحياة وشجرة
الحياة الدائمة الاثمار والغلبة الابدية التى نتغنى بها فى ليلة ابو
كالبسيس ليلة سبت الفرح مترنمين بالخلاص الذي لنا فى الرب يسوع.
+النظام الشمسي:
كان الناس قديما يظنون ان الانسان هو محور الكون الى ان جاء "كوبرنيك"
ليكتشف ان هذا مجرد وهم وان الارض تدور مع كواكب اخرى حول الشمس الامر الذي
صدم الجميع فرفضته الكنيسة فى ذلك الزمان .
ثم جاء جاليليو بعده بست وسبعين سنة (1619م) فأكد صحة نظرية كوبرنيك بعدما شاهد النجوم بالمنظار الفلكي
وهكذا علمنا ان الارض جزء من المجموعة الشمسية التى هي بدورها واحدة من
مجموعات عديدة تسمى المجرة وان الكون يحوي حوالي 100 مليار مجرة!!تصور!!
ان درجة حرارة الشمس 6000 درجة مئوية والسنة اللهب الصادر عنها اضعاف حجم
الارض وكل هذه الكواكب تدور حول الشمس فى نظام محكم بديع دون تصادم وفى
مدارات خاصة
ان الشمس التى تبدو كقرص اصفر بعيد حجمها يبلغ 1.300.000 حجم الارض.
+القياسات الفلكية:
هذا الكون الشاسع يحتاج بالطبع الى وحدات قياس مختلفة لا يصلح لها المتر
ولا الكيلومتر ولا حتى المليون كيلو متر لذلك اصطلح العلماء على وحدة قياس
للفلك اسمها u.a وهي تساوي 15 مليون كيلومتر
ثم رأى العلماء ان هذه الوحدة صغيرة جدا لقياس المسافات بين النجوم لذلك
اصطلحوا على استخدام "السنة الضوئية" وحدة للقياس في هذا العالم المترامي
الاطراف.
لذلك فالسنة الضوئية = 63.000 u.a
اي ان السنة الضوئية = 9.500 مليار كيلومتر
فاذا علمنا ان هناك نجوما تبعد عنا بملايين السنين الضوئية وان بعضها لم
يصلنا نوره بعد نستطيع ان نحنى رؤوسنا اجلالا للخالق العظيم مهندس هذا
الكون ومنشئه من العدم ولا نتطاول قائلين اين هو الله؟نريد ان نراه؟نريد ان
تحتويه فى عقولنا المحدودة؟
نعم .. المجد لله فى الاعالى
+القمر:
النهار فيه محرق 100 درجة مئوية ويستمر لمدة اسبوعين!! والليل فيه بارد جدا -170 درجة ويستمر اسبوعين اخرين
انه مجرد كتلة مظلمة تضيء بانعكاس نور الشمس عليها وجهه مليء بالتضاريس
العنيفة مرتفعات ومنخفضات وليس فيه جمال خاص الا روعة الخالق ومجده.
والقمر فى بعض النظريات هو ابن الارض اذ اثناء تكوين الارض انفصل جزء منها ودار حولها وهذا هو القمر
+الشمس:
مصدر الحياة على الارض ،ان بعد الارض عن الشمس يوازي 17 سنة طيران متواصل
باسرع طائرة ركاب على وجه الارض فالمسافة تصل الى 150 مليون كيلومتر
حرارة الشمس سببها ان خالق الكون استخدم نفس النظرية التى اكتشفها العلماء
حديثا وهى انبعاث حرارة الشمس من انجذاب ذرات الهيدروجين المكونة لغالبية
كتلة الشمس باتجاه مركزها بسرعة فائقة فولدت حرارة شديدة جدا
وقد اكتشف العلماء اخير بقعا شمسية واذ لاحظوا انها تغير مكانها استنتجوا ان الشمس تتحرك حول نفسها مرة كل 11 سنة
+الأرض:
تعالوا الى كوكبنا الصغير المتواضع !!
الارض تدور حول نفسها وحول الشمس وهو ما يفسر تعاقب الليل والنهار والفصول
على مدار السنة ،وقد اكتشف العالم جوليا لميني فى اواخر القرن ال17 اذ لاحظ
ان اسقاط جسم من ارتفاع 100 متر لا يكون بشكل عمودي بل يتحرك بنسبة 17
ملليمتر فى اتجاه الشرق
وتدور الارض حول الشمس مرة كل سنة فى مدار منبعج قليلا مما يجعل المسافة
بينهما تتراوح بين 147 – 152 مليون كيلومتر وتكون الارض اقرب الى الشمس في
بداية يوليو .
والارض مغناطيس عملاق والا كنا طرنا جميعا فى الفضاء الشاسع ولكي ينطلق
صاروخ من اسر الجاذبية الارضية لابد من دفعة بسرعة خاصة فى فترة زمنية
محددة والا اعادته الجاذبية الى الارض حطاما بمن كانوا فيه.
وبعـــد...
هذه مجرد امثلة عن عمل الله فى الاعالي ومجده السامي الفريد فهل هناك عمل اعلى من كل هذا؟؟!!
حينئذ نمجد الله فى الاعالي...
هناك فى سماء السماوات...
بعد ان انحنت السماوات واتحدت بالارض !!
واتخذ الاله جسدا انسانيا !!
فدخلنا الى اسرار مجيدة ...
اسرار حب الله...
وتواضع الله...
ولا نهائية الله...
وفدائية الله...

يتبـــــــــــــــــــع

ماذا حدث على الارض حين تجسد الكلمة؟
لقد حل السلام على الارض لانه "رئيس السلام" أش 6:9 "سلامنا الذي جعل الاثنين واحدا "أف 14:2
والسلام الذي حل على الارض كان سلاما ذا ابعادا كثيرة:
فهو سلام بين الله والناس.
وبين الانسان واخيه.
وبين الانسان ونفسه
+سلام بين الله والناس:
هل كانت خصومة حتى يكون هناك سلام؟
نعم .. كانت هناك خصومة رهيبة بين الله والناس خصومة سببها سقوط الانسان فة الخطيئة مما جعله:
1-يسقط تحت حكم الموت
2- يسقط فى فساد الطبيعة
من هنا جاءت الخصومة ليس بمعنى الغضب الالهي او التباعد القانوني او
الاحكام التي يجب تنفيذها فقط لكن وبالاكثر كانت الخصومة خصومة طبائع بمعنى
ان طبيعة الله القدوسة لا يمكن ان تتلاءم مع طبيعة ادم التى فسدت لذلك
اخرج الرب ادم من جنة عدن لا كعقاب ولكن حتى لا يستمر فى حالة الفساد هذه
الى الابد حين ياكل من شجرة الحياة.
وحدثت الفجوة
فجوة قانونية .. هي حكم الموت!
فجوة طبائع .. اذ تلوثت طبيعة آدم
وجاءت صيحة ايوب معبرة عن الموقف فى كلمات قليلة ومركزة "ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا"أي 33:9
واذ احس اشعياء النبي بالمسافة الشاسعة بين الالوهة ونقائها وسموها وبين
الانسان فى شقائه وفساده وتعاسته ،شق عنان السماء بصرخة صدرت من اعماق قلبه
حين قال:
"ليتك تشق السماوات وتنزل"أش 1:64
وبالفعل استجاب الله وتجسد الكلمة اللوجوس اخذا صورة عبد وجاء الصليب مفتاحا للحياة وسبيلا للمصالحة.
وبالفعل اكمل الرب فداءنا ورسم لنا طريق الخلاص بنعمته والجهاد بقوة روحه العامل فينا.
+ذبائح كثيرة ومتنوعة:
تركز ذبائح وتقدمات العهد القديم على أربعة أمور في حياة السيد المسيح له كل المجد:
1-ميلاده البتولي (تقدمة القربان)
2-قداسته المطلقة ( ذبيحة المحرقة)
3-ذبيحة الصلب والفداء (ذبيحتا الخطية والإثم)
4- تقديم جسده ودمه حياة لنا (ذبيحة السلامة)

+ تقدمة القربان ترمز الى ميلاد السيد المسيح عبارة عن قرص دائري رمز
للانهائية مصنوع من دقيق حيث ان الرب هو خبز الحياة ،فطير حيث ان الرب قدوس
بلا خطية ملتوتة بزيت ولبان لان الحبل به جاء من الروح القدس ويرمز اليه
الزيت واللبان رمز صلوات الرب ،مدهونة بزيت رمز مسحة الروح القدس فى العماد
، تدخل الى التنور حيث الام الكرازة ورفض اليهود ،ولما تخرج هذه الاقراص
من التنور يقدم الكاهن جزءا منها على المذبح ويحرقه رائحة سرور للرب علامة
اكمال الرب فدائنا ويعطي الباقي لهرون وبنيه قدس اقداس من وقائد الرب .
+ذبيحة المحرقة كانت تقدم من البقر او الغنم ذبيحة دموية ،يختار ذكر صحيح
رمزا لقداسة السيد المسيح ، يضع مقدم المحرقة يده على راس الذبيحة فيرضي
عليه للتكفير عنه رمز السيد المسيح القدوس البار الذي نضع عليه ثقل خطايانا
ودينونتنا فيحملها بدلا عنا ويموت فداء لنا .
تذبح الذبيحة ويرش دمها مستديرا على المذبح الذي لدى باب خيمة الإجتماع
(مذبح المحرقة) وتسلخ وتقطع الى قطع اشارة الى فحص السيد المسيح من خلال
محاكمات متتالية اثبتت كلها انه قدوس بلا خطية، ثم تحرق كاملة فوق المذبح
اشارة الى تقديم الرب نفسه ذبيحة حب للبشرية الخاطئة وطاعة لله الآب بعكس
آدم الاول الذي تمرد على الله فى عصيان نتج عنه فسادنا.
اذن فالذبيحة المحرقة كانت تعبيرا عن قداسة السيد المسيح المطلقة وطاعته الفائقة .
+ذبيحتا الخطية والإثم
الفرق بين الخطية والاثم ان الخطية هي ما يرتكبه الانسان في حق الانسان
،وأما الاثم فهو ما يرتكبه الانسان في حق مقادس الله كالسبت والقسم وما
شابه ذلك .
الذبيحتان لهما طقس متشابه جوهره سفك دم حيوان ما رمز ضرورة سفك دم السيد المسيح لانه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة
ثم ينضح الكاهن من دم الذبيحة على المذبح علامة الكفارة بدم المسيح يرى الدم ويعبر عنكم
ثم يحرق جسم الذبيحة بالكامل خارج المحلة اذ كيف تظل الذبيحة الحاملة للخطايا امام الله القدوس .
وكانت الذبائح تتغير حسب نوع الخطايا ومركز مرتكبها فكان الكاهن يقدم ثورا
ابن بقر صحيحا وكانت خطيئة شعب بأسره يكفر عنها بنفس القيمة علامة عثرة
الكاهن الخطيرة حينما يخطئ
ونلاحظ ان مقدم ذبيحتي الخطية والاثم يضع يده على راس الذبيحة ويعترف
بخطاياه فتنتقل الخطية منه الى الذبيحة التى تذبح عوضا عنه وهذا ما تم فعلا
مع السيد المسيح.وهكذا يكون الرب يسوع قد فدانا على الصليب كذبيحة اثم .
+ذبيحة السلامة:
وكانت تقدم كشكر وفرح بالرب ذبيحة حب وتكريس
دمها يدخل الى المذبح اذ لا نستطيع ان نتراءى قدام العدل الالهى بدون دم المسيح
وجسمها يأكل منه الكهنة والناس علامة الاغتذاء اليومي على جسد الرب ودمه
الاقدسين لهذا كان لابد من فحص المتقدمين بها والآكلين منها اشارة الى
ضرورة ان يمتحن الانسان نفسه قبل ان يتناول من جسد الرب ودمه.
وهكذا حل السلام فبالتجسد والصليب ثم الفداء اصطلحت الارض مع السماء ،لهذا
صرخت جوقات الملائكة بفرح عظيم وبشرتنا بميلاد المخلص ثم ظهر بغتة مع
الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله قائلين " المجد لله فى الاعالى
وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة"
وهكذا يعيش المؤمن فى سلام مع الله لأن خطاياه اصبحت مغفورة فى دم المسيح بالتوبة
+سلام مع الناس:
ان الانسان الذي يدخل الى قلبه سلام الله ويصطلح مع الله تصطلح معه السماء
والارض وهكذا يحيا بقلب جديد وروح جديدة وفكر مسيحي ويسلك بين الناس بمحبة
كاملة مسيحا صغيرا مملوء وداعة وعذوبة ان روح الله اثمر فيه بثماره
المعهودة " محبة ،فرح ،سلام ،طول اناة، لطف ،صلاح، ايمان، وداعة ،تعفف"
+سلام مع النفس:
هل مثل هذا الانسان مضطرب او منقسم على نفسه ؟!! يستحيل !!
انه الاكثر سعادة لان فى داخله استقرار يختلف عن الانسان الشرير الذي هو كالبحر الهائج يقذف كل يوم "حمأة وطيناً"اش 20:57 .

يتبـــــــــــــــــع