ميرو مساعد مدير
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 1125 نقاط : 7106 تاريخ التسجيل : 17/02/2010 العمر : 38 الموقع : قنا العمل/الترفيه : مندوبه
نشكر ربنا
| موضوع: اشكرك يالهى الخميس أبريل 01, 2010 3:23 pm | |
|
كانت " لوسي" فتاة جميلة مدللة، تذهب إلى الكنيسة ، تمارس بعض الصلوات ، و تحضر من آن لآخر القداس... و برغم أن ظروفها لم تكن قاسية إلا أن كل محاولات الأسرة لإسعادها باءت بالفشل ، فهي دائمة التذمر، دائمة الغيرة ، لا تتخيل أن صديقتها تحمل "موبيل" و هي لا تمتلك مثلها ...لا تحتمل كلمة مديح تقال أمامها على إحدى صديقاتها....دائمة العصبية ...تريد أن تدير العالم بال" ريموت كونترول "...... لابد أن كل الناس تحاول إسعادها....لذلك فهي لا تحتمل نظام التعليم و لا حرارة الجو و لا يرضيها المصروف....و يا للهول إذا وجهت إليها أمها اللوم لتأخرها خارج البيت !!! و بالاختصار لا شيء يعجبها في الأسرة أو الكلية أو البلد و لا حتى في الكنيسة .....مصر كلها تخلف و الشعب جاهل متأخر و لا سعادة إلا في أمريكا....... و في يوم و هي ذاهبة إلى الكلية غاضبة , مندفعة كعادتها .....حدث ما لم يكن في الحسبان ..صدمتها سيارة مسرعة ...فانكسرت ساقها !!!و ليس هذا فقط بل المصيبة الكبرى هي أن زجاج السيارة أصاب عينيها , ففقدت البصر!!!! و تم عمل جبس لساقها و طلب الطبيب منها عدم الحركة لمدة شهر و هي مغطاة العينين ....... ظلام دامس.....عدم حركة.....تحطيم لكل الآمال......أين الكلية ؟ أين الأصدقاء و الخروج و الدخول ؟؟ أين التليفزيون و الأفلام ؟؟؟ أين .....؟؟؟؟؟ صدمت صدمة عنيفة جدا ....و لكن الله الذي لا يتركنا بل مع التجربة يعطي المنفذ ..... كانت فرصة طويلة لتستفيد" لوسي " من حياتها السابقة....كيف كانت تتذمر رغم الصحة و المال والجمال و النجاح و الآن ها هي قد فقدت كل شيء ......و لكن نور المسيح بدأ يضيء في حياتها.....بدأت تشعر أن هناك صديق لا ولم و لن يتركها ، ندمت على تذمرها الذي لم يكن له مبرر ....و بدأت تطلب من الله أن يظهر لها عنايته بها .... وجدت " لوسي " آلاف الأشياء تشكر الله عليها.... فالله أعطاها أب و أم ، رحماء ، يرعون شئونها.....و الله أعطاها مال لتشتري الدواء ...و الله وهبها صديقات وفيات تسألن عنها.... و الله ترك لها قدما سليمة و ترك لها السمع لتسمع القداسات و الوعظات و الترانيم و في النهاية سمح لها بهذه التجربة لترجع لحضنه..... و لأول مرة بعد مرور شهر ، و قبل زيارة الطبيب ، تساندت على ذراع والدتها ، و قالتها من الأعماق " أشكرك يا الهي و لتكن إرادتك...." لم تكن كلمة ترددها بل قالتها بتسليم حقيقي ، شعرت بالسلام و ذهبت للطبيب الذي أجابها مندهشا رغم إنه كان كسر مضاعف إلا إنه التحم تماما و يمكنك أن تسيري . فرحت " لوسي " جدا و ظلت تقول أشكرك يا إلهي عدة مرات . و بعد أسبوع قرر طبيب العيون إزالة الغطاء عن عينيها و قال لها بحذر و هو خائف : إن إحدى العينين عادت طبيعية و لكن ...... و تلعثم في الحديث ثم قال : و لكن الأخرى كانت إصابتها خطيرة . و لدهشته وجدها تفرح فرحا شديدا و قالت : يا إلهي هل سأستطيع أن أبصر ثانية بالعين اليمنى.... كم أشكرك ، كم أحمدك . تعلمت " لوسي " من هذه التجربة أن تشكر الله كل صباح و مساء على أبسط الأمور و تشعر بالسعادة و الرضا لكل عطايا الله لها و هي تقول : بماذا أكافئ الرب عن كل ما أعطانيه , باركي يا نفسي الرب و لا تنسي كل حسناته . كفاك يا صديقي تذمرا و لا تضطر الله أن يسحب نعمته منك ، فليست عطية بلا زيادة إلا التي بلا شكر
| |
|