وقفت مريم عند باب حجرة أخيها المريض تونى
وهى تتابع الحوار الذى دار بين والديها
قال الأب : ماذا نفعل ؟ إنه على أبواب الموت
لابد من إجراءعملية سريعة فى المخ ونحن لا نملك شيئا
! حياته فى خطر من ينقذه
قالت الأم والدموع تنهمر من عينها : الأمر يحتاج إلى معجزة ! ..
لم تحتمل مريم هذا المنظر بل إنطلقت بسرعة إلى حجرتها
وفتحت حصالتها التى كانت تضع فيها ما تبقى من مصروفها
وإذا بها جنيها وربع
صارت تعد المبلغ ثلاث مرات لتتأكد من المبلغ
فإذ به جنيه وربع لم تستأذن والديها
بل بسرعة البرق انطلقت إلى الصيدلية التى بجوار المنزل هناك
وجدت الصيدلى يتحدث إلى أحد االعملاء وطال الحديث بينهما
ولم يهتم الصيدلى بالطفلة مريم التى كانت فى الثامنة من عمرها
نقرت بإصبعها على مكتب الصيدلى
فتطلع إليها بإستخفاف وسألها عايزة ايه ؟ أجابت الطفلة ( معجزة ) !
أريد أن أشترى معجزة
قال لها الصيدلى ( نعم بتقولى عايزة ايه ؟ ! )
أجابت : أريد أن أشترى معجزة لشفاء أخى !
فى إستخفاف قال : احنا مش بنبيع معجزات .
سألته أين أجد المعجزة لأشتريها ؟
قبل أن يجيب الصيدلى إذ العميل يقول لها : كم من المبلغ معك ؟
أجابت : معى جنيه وربع , وهو كل ما أملكه : إبتسم العميل
وسألها لماذ تريدين شرائها ؟
قالت لأخى المريض . فسألها عن أخيها وعرف
منها أنه محتاج إلى عمليه فى المخ عندئذ مد يديه
وسألها أن تقدم له مالديها من المال ,
ثم قال لها : أن ثمن المعجزة هو جنيه وربع .
إنطلق العميل مع مريم وقد ظنت أنه سيذهب معها إلى صيدلية أخرى
ليشترى لها المعجزة , ولكنه سألها عن عنوان بيتها .
هناك تعرف على والديها وحمل الطفل إلى عيادته وأجرى عملية للطفل
إذ كان هو جراح متخصص فى المخ
نجحت العملية وعاد الطفل إلى بيته وكان كل الشكر للطبيب
على ما فعله معهم .. قالت الأم للأب : نشكر الله الذى أرسل لنا هذا الطبيب فى الموعد المناسب
لإجراء العملية مجانا إنها معجزة .
تدخلت مريم وقالت لوالدتها : لقد دفعت ثمن المعجزة
أعطيته كل ما أملك جنيها وربع فإشتريت بها المعجزة .
إحتضنت الأم إبنتها وأخبرتها مفهوم المعجزة
وإن الله هو الذى دبر الشفاء لأخيها
أما ثمن المعجزة فهو حبها لأخيها وصلاتها من أجله وتقديم كل مالديها من أجله ..
ركع الإثنان يشكران الله على محبته الفائقة للبشر .
هب لى يارب روح الحب للكل هب لى روح البذل والعطاء
من أجل كل أحد , هب لى يارب إيمان الطفل فأقتنى حبك وأتمتع بمعجزاتك