عندما عدت الى منزلى في هذه الليلة كانت زوجتى قد اعدت العشاء لي كعادتها
ومكثت تنتظرنى كى اتعشي بجوارها..ولكى تأكلنى بيديها كعادتها
فكنت دائما اكل من يديها ولم اهتم هل كانت تسبقنى فالاكل او كانت تاكل ام لا؟؟
عندها نظرت الى وجهها الذي لم اكن المحه منذ شهور..منذ ان تعرفت علي لميس
حبيبتى ..ولكننى لم اخن زوجتى ..سوى في مشاعري
وحينما قررت ان اتزوج لميس قررت ان اطلق زوجتى حتى لا اجرحها..وقد حان الوقت لاصارحها بقراري الان
لاحظت زوجتى عدم انتباهى للاكل
فنظرت لها وقلت لها...لابد وان ننفصل الاااااااان
فقاامت باطعامى الملعقة التالية ونظرت اليّ مبعدة عيونها عنى وسألتنى
لماذا يا جاك؟؟؟؟
لم ارد عليها وكملت حديثي لها مخبرها باننى سوف اكتب لها 30% من اسهم شركاااتى..وساعطيها البيت لتقطنه هى وابننا بيتر
عندها توقفت عن اطعامى وقااامت باكيه مهروله الي غرفة المعيشة لتسقط مغشيا عليها
جريييت خلفها وحملتها بين ذراعى ..واستغربت كثيرا كيف وزنها اصبح بهذه الخفية!!؟؟...اتذكر اننى اخر مرة عندما حملتها لم اتمكن من اسير بها سوى خطوات لثقلها..كيف حدث لها ذلك؟؟..كيف لم انظر اليها والاحظ تلك التغيرات التى طرأت عليها
ضممتهااااا جدااااااا الي قلبي وكأنى اود ان اوفيها حقها اللي اهدرتهولها وقت معرفتى بلميس وانشغالى بها وجريت بها ووضعتها علي السرير وهى لا تزال في غيبوبة غير ناطقة
واتى بيتر مهرولاً اليّ يسأل على والدته..فأخبرته انها تعبانة بعض الشيء وعليه ان يمكث بجوارها الي ان استدعى لها الطبيب العائلي
اتصلت بدكتور البير طبيب عائلتنا الذي لم اكن اسمع صوته منذ شهور طويلة
حتى انه استغرب صوتى اخبرته ان جاك يحدثه وطلبت منه ان يأتى ليفحص زوجتى حيث انها سقطت مغشيا عليها...لاحظت قلقاً كبيراً في صوت الطبيب ولكننى لم ابالى..فعليه ان يأتى وسأفهم منه كل شيء
ذهبت متردداً مرة اخري الي زوجتى ونظرت اليها في حزن عميق..وطمئنت بيتر ..وطلبت منه ان يكون معها عندما يأتى الطبيب وانا سأذهب الي مشوار وسأعود ..لن اتأخر
بكي بيتر طالباً منى ان استمر معهما..ولكن كيف سيحدث هذا وانا علي معاد مع لميس..ولن استطيع ان اتأخر عليها
خرجت مسرعاً من الحجرة..لاننى احسست بالفعل اننى اود وان اكون بجوار زوجتى حبيبتى...ولكن لا استطع ان اتأخر على لميس..فاليوم هو..الذكرى الاولى لمعرفتى اياها وحبي لها
ركبت سيارتى..واخذت اتذكر منظر زوجتى في فستان زفافها..وكيف حملتها بين ذراعي لاول مرة..وهى تضحك كالاطفال
كيف نسيت انا كل هذا..كيف نسيت وقفتها جنبي علي مر السنوات..!!؟؟
كيف نسيت برائتها وحبها وخوفها علي!!؟؟..ما هو الشيء الذي جذبنى فلميس لانسي زوجتى هكذا!!؟؟
توقفت للحظات علي جانب الطريق..واخذت قراري الذي سأواجه به لميس الان
ادارت سيارتى مرة اخرى واخذت باقة من اجمل الزهور للميس كعادتى معها
وصعدت سلالم منزلها...ودقيت الجرس..لتفتح لي
ولكن لاول مرة لن يبهرن جمالها ولا اناقتها..فزوجتى اجمل كثيرا منها
اعطيتها باقة الزهور..وقبلت جبينها..كيف حالك يا لميس!!؟؟
فردت عليّ وسألتنى..اخبرت زوجتك كما اتفقنا!!؟؟
اجابتها..نعم
هل طلقتها يا جاااااااك!!؟؟
اجابتها..لااااااااااا..لميس اننى لن اطلق زوجتى..فمن حملتها بين ذراعيا سأحملها دوماً الى ان يفرق المووت بيننا..فهى مكملتى نصفي الاخر الذي لن اتركه
وفجأة رميت لميس باقة الزهور من يديها ..واخرجتنى خااارج منزلها وهى تصرخ قائله لا تأتى مرة اخرى غير ومعك اثبات طلاقها
لم احزن كثيرا..وعلمت ان لميس مجرد نزوة عابرة في كتاب حياتى
ولابد ان اسرع لافرح زوجتى وشريكة عمرى وكيانى
اخذت سيارتى مسرعا اليها...وفتحت باب فيلتنا وصعدت السلالم متوجهاً نحو حجرتها
فوجدت الطبيب خارجاً من الغرفة..ووجهه غريييب..لم اعتاد ان يكون وجه الطبيب البير بهذا التشاؤم..فانه دائما يدعو للحياة بابتسامة عريضة متفائلة
سألته..كيف حالى زوجتى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر البير للارض وقال...انا اسف يا جاااك..
فسالته..اى اسف تقصد!!؟؟..علي اي شيء تتأسف يا البير؟؟؟؟؟؟؟
سقطت دمعة من عين البير لاول مرة فحياته..وقال..كانت سيدة جميلة فاضلة
عانت كثيراً من السرطان..وفي كل مرة طلبت منها اخبارك
كانت ترفض..وتقول انها لا يجب ان تقلقك عليها..فهى الامها في حد ذاته خفيف وستتحمله
ولكن لن تتحمل ان تتألم معها
ولكن ما عجل بانتشار السرطان في اغلب خلايا جسدها هى حالتها النفسية في الاشهر القليلة الماضية..فاعترفت لي انها تشعر بانك علي علاقة باخرى
وانها ليست حزينه بل بالعكس فهى بهذا ستطمئن عليك..انها بعد ان تتركك ستجد من يرعاااااااااك
واخبرتنى كثيرا بان الشيء الوحيد الذي لن تتخيله ان تتركها لاجل واحدة اخري..كاانت تخاااااف وان تطلقها..فكانت ترغب وان تكون خادمة لكلاكما
كنت احاول وان اشيل تلك الفكرة من عقلها..واطمئنها بان من معه مثلك لن يفكر فاخري
كانت تسقط دموعها وترحل
انا اسف يا جاااااااااك..فهذه المرة رحلت
ولكن بلاااااا عوووووودة منقووووووووووول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل