قصيده مات معلمى

وحيدا منذ ان ولدتنى امى
ليس لى من يهتم بشأنى
فليس لى من يعلــــــمنى
فقررت ان اذهب لمجلس العلماء
فيا ليت اجد معلما يعلمنى فنون الحياة
فذهب الى هناك واستمريت انادى
انى اريد ان اتتلمذ على ايديكم
ولكن الكل رفضنى وكأنة مكتوب ان استمر فى حزنى
وذهبت والدمع فى عينى وجلست على صخرتى حزينا ليس لى
صديقا او معينا
وفجأة وجدت رجل يلمسنى ويقول ما بك لماذا تبكى
قلت لة معلمى جئت كى اجد من يعلمنى ولكن الكل قد رفضنى
وها انا وحيدا بلا معين او صديق او حبيب
فأدمعت عيناة لحالتى وبيدة الحنونة مسح دمعتى
وقال تعال معى سأعلمك ستكون لى ابنا وسأكون لك ابا.
قلت لة حقا يا سيدى تقبل معك تسكننى؟ وفى بيتك ابيت ؟
ومن طعامك أكل ؟ومن شرابك اشرب؟ حقا ستكون أبى واكون ابنك ؟
فنظر لى باسما وقال انا ايضا وحيدا ليس لى من يرعانى فأرسلتك لى السماء
كى نقف معا ونتحدى الحزن ونصارع الشقاء
واخذنى الى بيتة وفرحت معة وشعرت اننى فى الجنة
وبتدأ يعلمنى فنون الحياة الكرامة والكبرياء
علمنى حكمة الحكماء وبساطة البسطاء
ومرت الايام لكن الحزن قد عرف طريقى مجددا
ومرض معلمى ومن الألم بكى وصرخ وصرخت معة وقلت سأذهب لاحضار الاطباء قال انت طبيبى انت حبيبى انت ابنى فلا اريد ان افارق الحياة وانت بعيد عنى قلت لة انا بجوارك لن اتركك سأعيش معك وسأموت معك
وضمنى لأحضانة لتوديعى وابتدأ يوصينى اهتم بأسرتنا اهتم بخالقنا اهتم بكل ما علمتك اياة ... معلمى لما تقول هذا الكلام فأنت معى لا تتركنى
معلمى ليس لى احد بعدك ليس لى اخ احتمى فية فى وقت ضيقى ليس لى حبيب ارتمى فى احضانة ليس لى صديق يشاركنى احزانى .الى اين تذهب معلمى لا تتركنى احلفك بحبى لا تتركنى
ان كنت تريد الرحيل فخذنى معك
فضمنى وقبلنى وكانت قبلة الوداع
ومات معلمى وفارق الحياة فسقطت على الارض لا ادرى ماذا افعل
وجاء الرجال وفى نعش وضعوة وعلى الاكتاف حملوة
ومشينا خلفة كى نودعة مشينا وكان قلبى يصرخ كأنة موضوع فى الجحيم كان يصرخ كل من معى
وفى قبر فية اجدادى وضعوة وقالوا لى
قف فى صف خذ العزاء فوقف لأننى ابنة
لكن من يعوينى فى رحيل من اغلى من حياتى
وبعد العزاء اسمتريت اصرخ اصرخ اصرخ واقول
اين انت ايها الموت اين انت ها انا فريسة سهلة لك فأنى لا اقاومك
ايها الاموات احلفك بالعلى ان تفتحوا لى ابوابكم حتى انام مع معلمى
يا وحوش الصحراء ها انا اقف امامك هلما التهمونى هلما اقتلونى
اين انتم ايها المجرمين والارهابين اين انتم فها انا اقف امامكم اريد الموت
اشتاق للرحيل
ولكن حتى الموت رفضنى حتى الموت لم يقبلنى
ومن صراخى سقطت على الارض
وجاء معلمى فى المنام وقال
لقد انتهت رسالتى فعليك ان تستكملها
فأهتم بربك أهتم بأسرتى واسرتك

بقلم
اندرو عبد المسيح