admin مصمم المنتدي
ما هي ديانتك : انا مسيحي
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 3795 نقاط : 14999 تاريخ التسجيل : 15/02/2010 العمر : 36 الموقع : كنوز السماء العمل/الترفيه : ممارسه الرياضه
قصه Øب
| موضوع: اللص اليمين سارق الأبديّة الخميس أبريل 01, 2010 7:01 pm | |
|
اللص اليمين سارق الأبديّة
اكد لنا السيد المسيح وهو على الصليب أن هذا اللص الذي عُلق على يمينه قد اغتصب الملكوت. لقد بدأ بمعايرة السيد المسيح لكنه بالتوبة أدرك خطاياه وحاجته إلى السيد كمخلص له. لقد تمتع بالوعد الإلهي "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 39-43). وصار هذا الوعد سرّ بركة للمؤمنين عبر الأجيال. . تُستخدم كلماته "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك" في القداس البيزنطي كنصٍ هامٍ وأساسيٍ. كان ينظر إلى ديماس اللص في العصور الوسطى بأوربا كشفيع المسجونين واللصوص، وفي الليتورجية الرومانية يُعيد له في 25 مارس
مواقف اللص اليمين سارق الأبديّة لا نعرف الكثير عن هذا اللص، لا طباعه ولا الجرم الّّذي حُكِمَ عليه بالموت من أجله. كلّ ما نستطيع أن نقوله فيه هو أنّه أوّل مَن دخل الفردوس. ومن الكنائس مَن خصّص له عيداً فاعترفت به قدّيساً، على الرغم من أنّ قلّةً قليلة جدّاً من الناس تطلب شفاعته.
الموقف الأوّل : اللص يؤنّب صديقه. إنّ أوّل ما يلفت النظر هو موقفه النبيل إذ فتح فمه لينادي بالعدل مع أنّه انتهك جميع قوانين العدالة في حياته: «أمّا نحن فعقابنا عدل، لأنّنا نلقى ما تستوجبه أعمالنا» (لو 23: 40-41).
لنتأمّل هذا التدرّج الروحيّ الّذي مرّ به اللص في محبّة العدل وفهم الخطيئة والإيمان بملكوت المسيح السماويّ. كثيراً ما نسعى في حياتنا إلى تسخير العدل والقانون لمصلحتنا الشخصيّة، وننادي بأنّنا مظلومون ونحن ظالمون. كثيراً ما نشكو ونتذمّر من عاملٍ لدينا ولا نقرّ بسلبنا لحقّه في أجرٍ كريم. كثيراً ما نتّهم قريباً بسوء السلوك والتصرّف ولا نتساءل هل لنا دور في هذا. لم يكن لصّ اليمين كذلك، بل لصّ اليسار. وذكرهما في الإنجيل تنبيه للمسيحيّ كي يعرف في أيّة جهةٍ يكون. أفي جهة اليمين (النور) أم في جهة اليسار (الظلام). الموقف الثاني : لص اليمين ينظر إلى يسوع. ففي الوقت الّذي ترك الجميع يسوع في آلامه، وأعلن أشعيا أنّه «مثل مَن تُحجَبُ عنه الوجوه ونبذناه وما اعتبرناه» (أش 53: 3)، لم يتوانَ هذا اللص عن توجيه كلامه ليسوع.
كثيراً ما ننبذ كلّ مَن حكم الناس عليه. كلّ مَن يقول الناس إنّهم سيّئون. ولا نقبل معاشرتهم لنكتشف صورة الله فيهم على الرغم من سوئهم. لا نقبل أن نكلّمهم لنسمع في أعماقهم صوت الإنسان المجروح، الإنسان المصلوب، الإنسان الّذي يئنّ نزاعاً، وبابتعادنا، نمتنع عن الرحمة الّتي طالما أوصى بها يسوع وجعل لها من نفسه مثلاً.
الموقف الثالث : لصّ اليمين يؤمن بملكوت المسيح. ففي الوقت الّذي اعتبر بعض تلاميذ المسيح، وربّما غالبيّتهم، أنّ أمر الملكوت انتهى عند موت يسوع على الصليب، ظلّ هذا اللص مؤمناً بالملكوت، بل وآمن أنّ هذا الملكوت سيبدأ الآن، وما الآلام والموت إلاّ عبور إلى هذا الملكوت.
كثير منّا ييأسون من رحمة الله حين يعانون الألم أو تلمّ بهم مصيبة. إنّهم لا يرون ما هو مخفيّ وراء هذا الألم. لا يرون حياتهم إلاً في أفقٍ محدود. فمَن يبني إيمانه على الرمل ينهار أمام أيّة مصيبة، ولا يستطيع أن يفعل مثل لصّ اليمين، وهو أن يستغلّ حضور المسيح المتألّم إلى جانبه فيجعل من مصيبته مفتاحاً، وسيلةٍ، للفوز بالملكوت السماوي
أذكروني في صلواتكم
| |
|