admin مصمم المنتدي
ما هي ديانتك : انا مسيحي
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 3795 نقاط : 14998 تاريخ التسجيل : 15/02/2010 العمر : 36 الموقع : كنوز السماء العمل/الترفيه : ممارسه الرياضه
قصه Øب
| موضوع: كنوز السماء الإثنين مايو 30, 2011 1:59 am | |
| كنوز السماء كل ما في السماء كنوز, لاتخطر علي قلب بشر, وكلها قد اعدها الله للأبرار, مكافأة لهم علي ثباتهم في الفضيلة, وعلي جهادهم الروحي وانتصاراتهم علي كل إغراءات الشيطان وحيله, هو وكل أعوانه. ** ولكنني في هذا المقال لست اقصد الكنوز التي اعدها الله- تبارك اسمه-, إنما أقصد ما يكنزه الانسان لنفسه في السماء, بأنواع وطرق شتي سوف نتحدث عنها.
** وسعيد هو الانسان الذي لا يركز كل اهتماماته وجهده علي كنوز يكنزها هاهنا في الأرض, كأموال في البنوك, أو عقارات وأبنية, أو أراض يمتلكها, أو مصانع وشركات, أو ماشاكل ذلك من المقتنيات الأرضية إنما يكون له نصيب أيضا فيما يجب أن يقتنيه في السماء وما يكنزه هناك, فلماذا يكون هذا؟ وكيف؟
** اكنز لك كنوزا في السماء, لأن كل ما في الأرض هو فان لا يدوم, وكل ما تقتنيه فيها, لن تأخذه معك يوم تترك هذه الأرض مهما طال عمرك. لذلك عليك أن تضع أمامك ميزانا يفرق بين الفانيات والباقيات:ما تأخذه معك, وما تتركه لغيرك, أردت أو لم ترد. ** قد يقول البعض: أنا إن تركت العالم- فكل ما أقتنيه سأتركه لأولادي وأفراد عائلتي. وهكذا لن يضيع مني شئ وطبعا هذا أمر مقبول لا يعارضه أحد, فأنت مسئول عن أولادك مسئولية اجتماعية أمام الله والناس. ولكن هذا لا يمنع من أن تقدم جزءا من أموالك للغير. والحكمة تقول لنا جميعا افعلوا هذه, ولا تتركوا تلك. ومحبة كل إنسان للخير ينبغي ألا تقتصر علي أولاده, بل تكون شاملة, لأنه قد يكون الغير محتاجا إلي المعونة أكثر من أولادك.. كما إنك لاتضمن أولادك هل يحسنون التصرف في مالك أم يسيئون؟ فإن كانوا حكماء وميالين إلي عمل الخير, فسوف تنال نصيبا في السماء من أجرهم. وإن كانوا عكس ذلك, وضيعوا المال بعيش مسرف أو في ما لا يليق, تكون قد خسرت كل شئ. وعلي كل حال, فالأمر المضمون, هو أن تفعل خيرا للآخرين في حياتك مباشرة. ** كذلك ينبغي أن تعرف أن كل المال الذي لله, وكل الخيرات التي منحك الله إياها, أنت مجرد وكيل عليها لكي تستخدمها في الخير, وسوف تقدم عنها حسابا أمام الله الذي سيقول لك هنا وفي الأبدية اعطني حساب وكالتك.
** واذكر دائما الحكمة التي تقول ما عاش من عاش لنفسه فقط فأنت تعيش يا أخي في مجتمع له حقوق عليك, ولابد أن تقوم بواجبك. فاكتنازك كل أموالك لنفسك, دون أن تعطي منها لغيرك, خاصة للمحتاجين منهم, هو لون من الأنانية والالتفاف حول الذات, لا أقبله لك, ولا يجوز أن تقبله لنفسك. ** حسن أن يسعد الإنسان في حياته, ولكن الأفضل من هذا, أن يسعد غيره. وبإسعاده للغير فسوف يشعر بسعادة أكثر وأسمي, ولهذا الأمر فائدتان: فالذي يسعد غيره من ماله له أجر في السماء وكل ما يدفعه يصير كنزا له في الأبدية. وكأنه بهذا يحول المال الارضي الفاني الي ما يسمونها عملة صعبة أعني سمائية. أما الفائدة الثانية, فهي أن هؤلاء الذين يسعدهم سوف يدعون له بالخير, ويصلون من أجله, ويقبل الله صلواتهم لأنها من قلوبهم. ** نقطة أخري, وهي أنك إن أنفقت جزءا من أموالك سوف يبارك الله الباقي, وستجد أن مالك- بالعطاء- قد زاد ولم ينقص, إذ قد دخلت البركة بما قدمته لغيرك من الخير, وبخاصة في هذا العصر الذي انتشر فيه الغلاء وارتفعت الأسعار فيه بطريقة لا يحتملها الكثيرون, وأعرف أن كل معونة مالية تقدمها لمحتاج, لا ينساها لك الله, بل إنه يعينك في حياتك كما أعنت غيرك.
** وتأكد تماما أن ماليتك الحقيقية ليست هي مجرد رصيدك في البنوك, أو ما تزخر به خزائنك إنما رصيدك الحقيقي أمام الله هو عدد الذين اسعدتهم بمعوناتك لهم, ومساهمتك في رفع الضيق عنهم, تري كم هم؟
** أيضا من الكنوز التي لك في السماء, ما أسهمت به في حل مشاكل الناس, ومقدار جهدك في إراحة غيرك, حاول اذن ان تريح غيرك علي قدر ما تستطيع, من كل من سمح الله أن تقابلهم في طريق الحياة, أو من يقصدونك ولهم عشم فيك أن تصنع معهم خيرا. ** لهذا فكل وظيفة تعمل فيها, أو كل مسئولية تعهد إليك, اتخذها بقدر استطاعتك مجالا لعمل الخير واراحة الناس حسب ما يسمح به اختصاصك, وفي هذا اتذكر انني قلت ذات مرة ان الموظف النبيل يجد حلا لكل مشكلة تصل اليه, اما الموظف المعقد فإنه يحاول ان يخلق مشكلة لكل حل, فيعقد الامور حسب نوع نفسيته! وثق بأن سمعتك سوف تتبعك بعد ترك الوظيفة أو المسئولية, ويصدر الناس أحكاما من جهتك يجمعون عليها, فيحكمون علي شخصيتك حسب ما فعلته. ** اكنز لك ايضا حياة فاضلة, فإن اعمالك ستتبعك وتقف امامك في يوم الدينونة الرهيب, فياليت حياتك تكون كلها خيرا, لك ولكل الناس. وإن لم يكن لك ما تقدمه من مال للغير, فعلي الاقل قدم لهم كلمة طيبة, أو ابتسامة رقيقة, او تشجيعا او مواساة, وثق ان هذا كله سيكون مكنوزا لك في السماء. ** هناك اشخاص كنزوا لهم في السماء مشروعات نافعة للبشرية كلها, او قدموا من علمهم وسائل لعلاج المرضي او لتخفيف آلامهم, او مشروعات تساعدهم علي العيش او بعض كتاب قدموا من انتاجهم الفكري ما يفيد الآخرين. ** ان كان الامر هكذا, فماذا نقول اذن عن الذين يخافون ان يعطوا لئلا تنقص اموالهم, وهم يريدونها ان تزيد وتنمو؟! بل ماذا نقول عن الذين يكنزون لانفسهم اعمالا شريرة تكون سببا في هلاكهم أو طباعا رديئة لا يشاءون ان يغيروها؟
** اخيرا أحب ان اسألك, ايها القارئ العزيز: ماذا كنزت لنفسك في السماء؟ ما هو رصيدك فيها؟.. | |
|