كنت فتاة جميلة وطيبة ومثقفة والأكثر أهمية متدينة . كنت و صديقتي ، المتدينة أكثر مني ، دائما متلازمتان من أولى إعدادي حتى دخلنا معا كلية التجارة وكنا خير مثال على الصداقة الجميلة التي تقربنا من ربنا ولكن.....
لفت إنتباهي عند دخول الجامعة شاب وسيم خفيف الظل جدا كان يحاول التودد إلينا معا, لم تستجب صديقتي له وعاملته بحزم أما أنا فاستجبت لخفة ظله و... و إزدادت العلاقة بيننا وأحببته دون أن أدري ، حذرتني صديقتي كثيرا من هذه العلاقة ، أما أنا فكنت أقول لها لا تخافي علي ، البنت المحترمة تعرف توقف الولد عند حده .
كان يتحدث معي كثيرا و ذات مرة حدثني عن حبه لي ، لم أكن قد سمعت هذه الكلمات من قبل سوى في أفلام السينما ، و الحق يقال لقد سعدت جدا عندما سمعتها ، كلا لم أسعد فقط ، بل كنت سأطير من الفرحة ، و لم أعرف ماذا أقول له سوى إنني ابتسمت . و إزدادت العلاقة أكثر و أكثر.
أتفقنا على الزواج عندما نتخرج و تعاهدنا ألا نترك بعضنا مهما حدث . حذرتني صديقتي المخلصة و قالت لي : لقد تغيرت كثيرا ، و أهملت صلاتك و قراءتك للكتاب المقدس ، ولم تحضرى الإجتماع منذ شهر ، كما إنني لم أراك في القداس منذ شهرين . ماذا حدث لك ، ابتعدي عن هذا الشاب حتى لا تضيعي . فانتهرتها بشدة قائلة : أنت بتقولي كده علشان محدش بيكلمك و لا بيعبرك ، متعمليش فيها تاسوني . و ذهبت غاضبة و قلت الكلام اللى حصل ده لصديقي . فقال لي : دعك منها يا عزيزتي ، إنها الغيرة القاتلة .....
و مرت السنة الدراسية ، و شعرت بفراغ بعد إنتهائها ، إذ أن فرص اللقاء قد قلت و بجانب إن النتيجة لم تكن مرضية على الأطلاق . ولكن ....
و لكن ، ذات ليلة ، حدثت مفاجأة لم تكن في الحسبان ، فقد دق جرس الباب الساعة ال10 مساءا ، فذهبت لأفتح و كان هو.... سعدت جدا و طرت من الفرحة و قلت له : اتفضل ، اتفضل . سألني بصوت منخفض : هل أحد في البيت قلت له : اطلاقا ماما عند خالتي في مصر و بابا لا يعود قبل منتصف الليل ، شعر ببعض الاطمئنان و دخل البيت . و بينما نحن نتحدث في سعادة و ......
حدثت المفاجأة الثانية ، لم تكن مفاجأة بل كانت مصيبة ، فاذ بي أسمع صوت المفتاح ... يا للكارثة إنه أبي ، لقد جاء قبل ميعاده و أصابه الذهول . من هذا ؟؟؟؟؟؟ نطقها أبي بصوته الجهوري . اصفر وجهي و نظرت لزميلي ووجدت وجهه أحمر و تلعثمت قائلة : إن ... إنه .... زم ... زمي.... زميلي .
استشاط غضبا و صفعني على وجهي و تكهرب الجو . و ماهي لحظات حتى وجدت صديقي ، أقصد زميلي ، يأخذ كل 10 سلالم في سلمة و يفر هاربا بجلده .
دخلت حجرتي غاضبة من والدي و ظللت أبكي و أبكي ، ما هذه القسوة ، كيف يتجرأ على فعل ذلك ، كيف يصفعنى قدام زميلي و يحرجني ويجرحني . إنني فتاة جامعية و لم أعد طفلة ، ثم ما الخطأ الذي فعلته ؟
و لكن كان كل ما يشغلنى كيف سأصلح الموقف غدا مع زميلى ، و قررت أن أقول له إن بابا كان متضايق لأسباب في العمل وإنه لم يكن يقصد ما فعله .
و في الصباح ذهبت للكلية مبكرا قبل المحاضرة و كانت المفاجأة الثالثة التي أفاقتني ، فقد وجدت صديقي الذي حلف لي أنني أغلى شئ في حياته و إنه لن يفصلنا عن بعض سوى الموت ، إذ بي أجده يجلس مع فتاة اخرى في سعادة و يردد لها نفس الكلمات التي قالها لي . انهرت تماما و قادتني قدماى للكنيسة و ظللت أبكي بحرقة .... و لكن الله الذي لا يشاء موت الخاطئ أرسل لي أبي الكاهن الذي وجدني في حالة يرثى لها ، و حكيت له ماحدث وسط دموعي . أما هو فقد ظل يحدثني عن محبة الله لي رغم بعدي عنه و كيف أنقذني من الخطية في اللحظة الأخيرة بإرسال والدي ، وكيف أظهر لى إن محبة العالم سراب و كيف كشف هذا الشاب على حقيقته .
و بعد أن تمالكت نفسي ، شعرت بحزن شديد ، كيف تدرجت في سقوطي ، فأهملت علاقتي بالله و رفضت تحذير صديقتي و أخمدت صوت ضميري و ما كان أسهل أن أرفض الخطوة الأولى . و لكن أب إعترافي شجعني أن أبدأ من جديد و أقدم توبة والله يفتح احضانه لي وينتظر رجوعى بشوق شديد ، فقررت أن أقوم و أقول للخطية : لا