رامي سمير مراقب عام المنتدي
ما هي ديانتك : انا مسيحي
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 1528 نقاط : 8246 تاريخ التسجيل : 16/02/2010 العمر : 49 الموقع : القاهره العمل/الترفيه : في مجال الديكور
بشكر ربنا جداااااااااااااااااااااااااا
| موضوع: تفسير الاصحاح التاسع والعشرون من سفر الخروج الإثنين مايو 31, 2010 12:01 am | |
| تقديس الكهنة 1. الحاجة إلى التقديس [1-3]. 2. غسل الكهنة [4]. 3. إرتداء الملابس الكهنوتية ومسحهم بالدهن [5-9]. 4. تقديم ذبيحة خطية [10-14]. 5. تقديم ذبيحة محرقة للرب [15-19]. 6. تقديم كبش ملء [20-22]. 7. ملء أيدي الكهنة والترديد [23-28]. 8. مسح الثياب المقدسة [29-30]. 9. الكهنة يأكلون عند باب الخيمة [31-35]. 10. تقديس المذبح [36-37]. 11. التقدمة اليومية [38-46]. 1. الحاجة إلى التقديس: دعى الله هرون وبنيه للعمل الكهنوتي، وحدد لهم الثياب التي يرتدونها حتى يدركوا أن سرّ القوة ليس فيهم بل في الله الذي دعاهم وسترهم بنفسه. والآن قبل أن يمارسوا أي عمل كهنوتي يقدم لهم الرب طقسًا طويلاً خاصًا بتقديسهم وتقديس ثيابهم الكهنوتية وتقديس المذبح الذي يخدمونه، وكأن الثلاثة يمثلون وحدة واحدة، فلا تقديس للكهنة مالم يلبسوا السيد المسيح نفسه (الثياب المقدسة) ويحملون سماتهم فيهم، ويخدموا المذبح المقدس (الصليب). إختيار الكهنة ودعوتهم وتقديسهم كان إشارة إلى اختيار الابن الوحيد القدوس الذي قدّس ذاته لهذا العمل الخلاصي، فهو وإن كان القدوس الذي بلا عيب لكنه يقول "من أجلهم أقدس ذاتي لكي يكونوا هو أيضًا مقدسين في الحق"، ليس بمعنى أن يحمل قداسة جديدة، إنما قد قدم حياته المقدسة لهذا العمل، كاهنًا على طقس ملكي صادق (مز 110: 4، عب 5: 6، 7: 11). وكما التزم الكهنة أن يرتدوا الثياب الكهنوتية المقدسة لكي يقتربوا إلى المذبح، هكذا مع الفارق لبس ابن الله القدوس جسدنا وصار كواحد منا حتى يقترب إلى الصليب نيابة عنا ويتمم الفداء، أما تقديس المذبح إنما يُشير إلى الصليب الذي صار مقدسًا بالدم الثمين. 2. غسل الكهنة: يتقدم هرون وبنوه إلى باب خيمة الإجتماع ويغسلهم (موسى) بماء [4]. وكأن اختيار الله لهم ودعوتهم لهذا العمل المقدس يلزمهم التطهير أولاً قبل الدخول إلى الخيمة أو ممارسة أي عمل كهنوتي. فالكاهن وأن كان قد نال شرف الصلاة عن شعبه لكن هذا لا يخلق فيه كبرياءً فلا يظن أنه قد صار أفضل منهم أو أكثر منهم برًا، بل بالعكس يحمله بالمسئولية أن يجاهد من أجل نفسه أيضًا حتى لا يهلك الشعب بسببه. ففي القداس الإلهي يتعلم الكاهن أن يشرك نفسه في طلباته عن الشعب، قائلاً "إعط يا رب أن تكون مقبولة ذبيحتنا عن خطاياي وجهالات شعبك"[384]... يبقى في كل الصلوات السرية يطلب عن نفسه أولاً ليغفر الله خطاياه وعن شعب الله ليغفر لهم جهلاتهم، وكأنه يشعر إذ يخطئ إنما يفعل ذلك بمعرفة أما شعب الله فيفعل ذلك بغير معرفة. لقد أدرك الآباء حاجتهم إلى رعاية الله المستمرة والتعليم الدائم مع شعب الله فيقول القديس أغسطينوس: [إننا كما لو كنا رعاة بالنسبة لكم، لكننا نحن أيضًا في رعاية الله، إذ نحن خراف زملاء لكم. إننا معلمون بالنسبة لكم، لكننا بالنسبة لله فهو السيد الواحد، ونحن زملاء لكم في مدرسته[385]]. دعوته للكهنوت تؤكد عضويته في جماعة الله المقدسة يبقى على الدوام طالبًا التطهير في إستحقاقات الدم والتعليم المستمر على يديّ الله. لهذا كتب الرسول بولس إلى تلميذه تيموثاوس يقول: "صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" (1 تي 1: 15). فلا ينظر الرسول إلى نفسه كرأس ومعلم ومدبر وإنما أولاً وقبل كل شيء أنه أول الخطاة يحتاج أن يبقى دومًا في أحضان مخلصة! ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الله يسمح للكهنة بالشعور بالضعف حتى يترفقوا بالضعفاء إخوتهم! 3. إرتداء الملابس الكهنوتية ومسحهم بالدهن: إرتداء الملابس الكهنوتية يعتبر جزءًا من طقس تقديس الكهنة كما رأينا سابقًا. ما أن لبس رئيس الكهنة الصفيحة الذهبية أو الإكليل المقدس [6] الذي نقش عليه قدس للرب "حتى صار ممثلاً للسيد المسيح، لذلك سكب عليه الدهن المقدس [7] قبل تقديم أي ذبيحة، إشارة إلى حلول الروح القدس في السيد المسيح حلولاً أقنوميًا منذ الأزل بكونه روحه الأزلي، وليس نعمة ممنوحة له. عاد هرون وبنيه الكهنة الذين لبسوا أقمصتهم ليتقدموا للمسحة المقدسة [21] حتى يعرف هرون وكهنة الله أنهم لا يمسحون كهنة إلاَّ بعد تقديم ذبائح عنهم ونضح دم السيد المسيح لتقديسهم. لقد أكد لهم الوحي الإلهي أنهم في حاجة إلى التقديس، فإنه ليس أحد من البشر بلا خطية ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض. وسنترك الحديث عن المسحة المقدسة للأصحاح القادم إن شاء الرب. 4. تقديم ذبيحة خطية: جاءت تفاصيل هذه الذبيحة "ذبيحة الخطية" في تفاصيل كثيرة في سفر اللاويين (4، 5: 1-13) وقد حملت معانِ كثيرة رائعة لا يتسع المجال هنا للحديث عنها. إنما نستطيع أن نبرز هنا الجوانب التالية: أ. هذه الذبيحة تعبر عن السيد المسيح الذي وضعنا عليه أيدينا لحمل خطايانا وسيق إلى الموت (1 بط 2: 24)، لهذا يضع هرون وبنوه أيديهم على رأس الثور ويذبح الثور أمام الرب عند باب خيمة الإجتماع [10-11]... فلا نسمع عنها إنها للرضى والمسرة كما في ذبيحة المحرقة، فهي تُشير إلى ثقل ومرارة ما يحمل السيد عنا، كهنة وشعبًا! لهذا كان السيد يكتئب ويصرخ: "نفسي حزينة جدًا حتى الموت"! ب. يأخذ من دم الثور ويجعله على قرون المذبح بأصبعه، وسائر الدم يصبه إلى أسفل المذبح، ويأخذ كل الشحم الذي يغشي الجوف وزيادة الكبد والكليتين والشحم الذي عليهما ويوقدها على المذبح [12-13]... وكأن الله أراد أن يؤكد للكهنة أنه قد جاء بكل خطاياهم حتى الخفية في الجوف وكفرّ عنها بدمه على المذبح ليعيشوا بالطهارة الداخلية. ج. حرق لحم الثور وجلده وفرائه خارج المحلة [14] يُشير إلى تألم المسيح خارج المحلة، حتى يخرج الكهنة معه حاملين عاره (عب 3: 13) في خدمتهم لشعبه. 5. تقديم ذبيحة محرقة: بعد تقديم ذبيحة الخطية يقدم كبش كذبيحة محرقة للرب "رائحة سرور، وقود هي للرب" [18]. هذه الذبيحة تقدم جانبًا آخر للصليب، فإن كانت الأولى تحمل ثقل خطايانا لذلك قدمت بآنات وصراخ، فإن هذه الذبيحة تعلن في الصليب جانب السرور ورائحة الرضا، إذ تكشف عن "الطاعة الكاملة للسيد المسيح نحو الآب" (عب 5: 5، 10: 7، يو 6: 38، في 2: 8)، الطاعة الإرادية غير الأضطرارية (يو 10: 18). يضع هرون وبنوه أيديهم على رأس الكبش ليصيروا والذبيحة واحدًا، فيحملوا روح الطاعة الكاملة التي للسيد المسيح فيهم، فيشتم الله في كهنوتهم رائحة السرور والرضا (لا 1: 9، 13، 17). هكذا يلتصقون بالرب ليكونوا حاملين روحه (1 كو 6: 17). يذبح الكبش ويرش دمه على المذبح من كل ناحية ويقطع ويغسل جوفه وأكارعه وتوضع على القطع والرأس، وكأنه بهذا تظهر كل أعماقه، فقد جاز السيد المسيح أمام الآب فوجد بلا عيب (لو 23: 22، إش 53: 9، يو 8: 46)، فقبله كموضع سروره. هكذا يليق بالكاهن أن يتقدس في أعماقه الداخلية، ليجتاز أمام الله بلا عيب ويكون موضع سروره ورضاه في المسيح يسوع. 6. تقديم كبش الملء: يحمل هذا العمل صورة حية للتقديس، فبعدما يضع هرون وبنوه أياديهم على رأس الكبش، أي يعلنون إتحادهم معه، تقدم حياته فدية عنهم في دمه، الذي يرش على أجسادهم وثيابهم لتطهيرهم وتقديسهم بالكلية، فتكون حياتهم وأعمالهم كلها للرب. يأخذ موسى من الدم ويجعله على شحم آذانهم اليمنى وإباهم أيديهم اليمنى وإباهم أرجلهم اليمنى [20]، وكأن آذانهم وأياديهم وأرجلهم قد تقدست وتكرست لخدمة الله تمامًا. كل كلمة يسمعها الكاهن وكل حركة وكل عمل إنما يكون لحساب موكله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). لقد تقدس له بالكامل، لذلك فإن هذه الذبيحة التي للتقديس هي "رائحة سرور أمام الرب، وقود هي للرب" [25]. 7. ملء أيدي الكهنة والترديد: إذ تقدست أيدي الكهنة يضع موسى فيها الأجزاء المقدسة من كبش الملء ويقومون بالترديد أي تقديمها للرب، وكأنها أول ذبيحة تمتد يدهم المقدسة لتقديمها أما الرب. 8. مسح الثياب المقدسة: تقدس الثياب بالدم والمسحة (لا 8: 30)، ليلبسها الكاهن سبعة أيام، ولا يخرج من باب خيمة الإجتماع (لا 8: 33)، إذ يقول الرب "ولدى باب خيمة الإجتماع تقيمون نهارًا وليلاً سبعة أيام وتحفظون شعائر الرب فلا تموتون لأني هكذا أمرت" (لا 8: 35). هذا إنذار خطير للكاهن الذي قدم حياته ذبيحة حب لله ولخدمته، فبعدما لبس الثياب الكهنوتية المقدسة، وتقدست كل حياته الداخلية وتصرفاته الظاهرة، يليق به أن يبقى كل أيام حياته (سبعة أيام) يحفظ شعائر الرب ولا يرتبك في أعمل زمني. 9. الكهنة يأكلون عند باب الخيمة: يأمر الله هرون وبنيه أن يأكلوا عند باب الخيمة [3]. لعلها إشارة إلى الدخول في عهد معًا، الله يتعهدهم كخدام له، وهم يتعهدون بتكريس كل حياتهم له. ولعله أيضًا أراد أن يعلن لهم أنه حتى أكلهم وشربهم وكل تصرفاتهم فلتكن في حضرته، لأنهم نصيبه وهو نصيبهم. يأكل هرون وبنوه لحم الكبش والخبز الذي في السلة، وهو ثلاث أنواع: أ. خبز فطير من دقيق حنطة، وقد تحدثنا عن الفطير كرمز للحياة الجديدة[386]. فالكاهن لا يأكل خبزًا مخمرًا سبعة أيام، أي يبقى كل أيام حياته لا يحب الشر، ينسى الإنسان القديم وأعماله ليحيا على الدوام حسب أعمال الإنسان الجديد. حياته وأفكاره تتجدد كل يوم بالتوبة المستمرة بلا انقطاع. ب. أقراص فطير ملتوتة بالزيت، تُشير إلى حياته التي امتزجت داخليًا بمواهب الروح القدس، فتحمل ثمرة على الدوام. ج. رقاق فطير مدهونة بزيت، أي تظهر ثمار الروح القدس في حياتهم الخارجية أيضًا. إن كانت الأقراص الملتوتة بالزيت تُشير إلى شهادة الذين في الداخل عنهم فإن الرقاق المدهون بالزيت يُشير إلى ضرورة شهادة الذين في الخارج عنهم (1 تي 3: 7)، وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [إنه حتى الوثنيين يوقرون الإنسان الذي بلا عيب... لذلك ليتنا نحن أيضًا نعيش هكذا حتى لا يقدر عدو أو غير مؤمن أن يتكلم عنا بشر. لأن من كانت حياته صالحة، يحترمه حتى هؤلاء، إذ بالحق يغلق أفواه حتى الأعداء[387]...]. ويقول القديس إيرينيؤس: [الأسقف المسيحي يلزم أن يكون هكذا، ان الذين يكابرون معه في العقيدة لا يقدرون أن يكابروا معه في حياته[388]]. 10. تقديس المذبح: "سبعة أيام تكفرّ على المذبح وتقدسه، فيكون المذبح قدس أقدس. كل ما مس المذبح يكون مقدسًا" [27]. هكذا يتقبل الله من شعبه هذا المذبح الذي يقدسه ويجعله قدس أقداس، خلاله تقبل الذبائح لتقديس شعبه والتكفير عنهم. 11. التقدمة اليومية: أمر الله بتقدمة يومية بطقس خاص في الصباح والمساء، أما علة هذا الطقس فهو "وأجتمع هناك ببني إسرائيل فيتقدس بمجدي" [43]... إذ يتمجد الله في حياتهم وتصرفاتهم يتقدسون هم بإجتماعه في وسطهم. إنه يريد أن يسكن في وسطنا ليقدسنا له! | |
|