كيف اكتشف مشيئة الله في الارتباط ؟
كيف استشير الله بشأن الارتباط الزوجي بشخص ما ، لأعرف هل سيكون زواجي به ناجحا؟
وهل من الضروري ظهور علامات واضحة تؤكد لي صحة اختياري ؟
يجب أولا أن تكون للإنسان خبرة في التعامل مع الله من خلال مواقف
حياتية سابقة تدرب من خلالها على تمييز صوت الله والتعرف على مشيئته ،
وهذا بالطبع يتطلب وجود علاقة حية بين الإنسان والله ، ومعرفة
شخصية به ، وتسليما حقيقيا له ،
وخضوعا لعمل الروع داخل القلب .
الصلاة هي لغة التعامل مع الله ، ومن خلالها يسأل الإنسان ويجيب الله
بصوت داخل القلب يتدرب الإنسان على تمييزه ، وقد يتكلم الله
أيضا من خلال كتابه المقدس موجها للإنسان إرشاداً.
إذا أردنا أن يرشدنا الله بشأن أي موضوع فعلينا :
أولا: أن نصلي بقلب خاضع لإرادة الله ، أحيانا يصلي شخص إلى الله
طالبا إرشاده ، ولكن بعد أن يكون قد اتخذ القرار فعلا ، فهو يصلي وهو
متحيز لأمر معين، ويريد أن يوافقه الله على ذلك ...... بمعنى آخر صلى
صلاة شكلية وكأنه يقول: لقد اتخت قراري ، ولكني أريد
أن أتأكد من صحته ، وأنا غير مستعد للتنازل عنه . !ّ!!!
ثانيا: ليس من الضروري أن تظهر بعد الصلاة علامة مادية تؤكد للإنسان صحة اختياره .
ثالثا: لن ينتهي دور الله بصنع القرار ، بل سيبقى الله مع الشريكين يقود خطواتهما ،
ويفتح قلبيهما بالمحبة ، فيتدربان على الكيف والتوافق ، ويتغلبان على
ما يواجههما من مشاكل وصعوبات ويقطع الرب معهما عهد الزواج بعد أن
أثبتا نجاحهما في تجربة الخطوبة ، ويبقى الرب معهما ما داما
يطلبانه ويتطلعان إليه ليؤسس معهما حياة أسرية ناجة شاهدة للرب.
من أراد أن يشرك الله في قرار الاختيار للزواج ينبغي أن يكون أصلا عائشا
ومتحركا في دائرة الله ، كما ينبغي أن يكون عازما على أن يبقى في
دائرة الله بعد زواجه ، شاعرا باحتياجه الشديد لحضور الله في حياته ،
سواء قبل الزواج أو بعده ، أما من يظن في نفسه أنه يمكن أن يتخذ الله
وسيلة لصنع القرارات مضمونة وقلبه مبتعد عن الله فإنه لاشك يخدع نفسه ، ويحيا في وهم كبير !!!!
خلاصة الموضوع: نكتشف مشيئة الله في الارتباط ، تماما مثلما نكتشفها
في كل أمور حياتنا من خلال تسليم القلب لله ، وطاعة وصاياه ، والصلاة بعمق القلب ،
وترك الامور أمام الله دون التشبت أو الإصرار على شيء .