mary_jesus مساعد مدير
ما هي ديانتك : انا مسيحي
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 1817 نقاط : 9033 تاريخ التسجيل : 27/07/2010 العمر : 30 الموقع : قلب بابا يسوع العمل/الترفيه : لتكن مشيئتك يارب
معرÙØ´ بقي
| موضوع: صمت العذراء مريم الخميس أغسطس 05, 2010 3:37 pm | |
| كم نحتاج إلى الصمت في حياتنا، وكم يؤلمنا أن نتكلّم فلا نجد من يسمع....أو نتكلم فنشوّه ونحطّم صورة القريب في داخلنا وفي قلوب الآخرين. كم نحتاج أن نصمت لحظة قبل ثورة الغضب...... ولا ندع كلامنا كالسيف يقتل ويهين، ويكسر القلب..... وقبل أي قرار أو أي اختيار، ما أشد الحاجة إلى لحظات الصمت، ولكن الأهم كم نحتاج أن نصمت كي نسمع كلام الرب!.. كيف يصلّي الروح فينا إن لم نصمت!؟... كيف يشفع فينا بأنّات لا توصف إن لم نُصغِ ونهدأ؟!... كيف نبعد الوساوس والأفكار وشر اللسان وسخط القلب؟...... كيف نتعرف على الرب لنسمع كلامه ونتذوّق محبته بدون أن ندقّق النظر بصمت جراحه....بكلامه....بندتئه لنا، قائلاً: "تعالوا إلي....."!؟.......
واليوم – إخوتي – أبشّركم بمعلّمة للصمت قريبة منّا: أمنا الحنـون القديسة مريم العذراء. يا لحزن من لم يتعرّف عليها ويكرمها!..... ويا لفرحة من قبلها أماً حنونة وملجأ في الضيق!... طوباكِ يا أمي..... افرحي بنداء المحتاجين إلى الصمت..... يا صراخ المتألمين.... يا فرح الذين في الضيق!.... يا لصمتكِ العجيب!.. كيف احتملتِ فرحتكِ بحلول الكلمة فيكِ وصمتِّ ولم تتكبّر نفسكِ ولم تنتفخي!؟....... بل قلتِ "ها أنا أمة البر"!.... كيف سارعتِ لتخدمي نسيبتكِ أليصابات وأنتِ عروس الروح القدس؟!.... تخدمين بصمت وتواضع ومحبة وثقة كبيرة بأن الأجيال سوف تطوّبكِ لأن القدير قد صنع بك عظائم!؟.... وها هو القديس يوسف البار يرى طهارتك في صمت عيونك ودفء قلبك، ولا يستطيع أن يفكر بك سوء حتى جاءه الملاك يبشره بأنك حبلت بعمانوئيل.... كل هذا وأنت صامتة..... تنتظرين الرب أن يعلن هو عن الفرح العظيم للقديس يوسف بسر التجسد الإلهي؟!.... تصمتين واثقة بأن السماء لا بد ستُظهر طهارتك!.... وحين كان عمر ابنك يسوع (12 سنة) وقلقت عليه – كأي أم – وردّ عليه بأنه "يجب أن يكون فيما لأبيه" (لوقا 49:2)، صمتّي أيضا كي لا تعطّلي المخطط الإلهي!....... وفي عرس قانا الجليل – يا أمي – كنت تخدمين وتراقبين، لذلك لاحظت نفاذ الخمر.... فأتيت مسرعة إلى ابنك، قائلة له: (يا وحيدي، هنا يوجد نقص خمر. فاعطهم كي تكمل فرحتهم!). كانت شفاعتك لهم كلمة واحدة.... وبعدها انتظرتِ محبة وحيدك لك – وللعالم – أن تعمل!......... وعلى الصليب رأيت ابنك معلّقاً والدماء تنزف منه..... وفي درب الآلام سرت معه..... فكيف لم تصرخي بأعلى الصوت وتقولي: (كيف تصلبون الإله؟ كيف تعذّبون الملك؟ كيف تمزقون بالسياط جسد الفادي القدوس؟ إنه خالق الكل، فاحص الأعماق!). لكنك بكيته ونحتِ عليه بصمت، وأنزلته عن الصليب وكفّنته بصلوات عميقة!........... إن صمتك – يا أمي – فاق كل الكلمات، وآهاتك أقوى من كل صرخات العالم. ولا يستطيع أحدى أن يتصوّر بما نحتِ على وحيدك..... ورغم حزنك لفراقه، لكنك كنت تعرفين بثقة أن أفراح القيامة آتية، لذلك لم تركضي إلى القبر الفارغ. كان تلاميذه خائفين، وأنت كنت تقوّيهم وتعزّيهم بوجودك معهم، وبحبك الغامر. لكنك لم تخبريهم ولم تحثّيهم على تذكر كلامه لهم عن قيامته، بللذت بالصمت وتركت لهم تجربة الألم كي يتعمق إيمانهم، وكي يصل بهم الألم إلى الفرح الدائم والثبات في المسيح القائم، فيكونوا رسلاً إلى العالم أجمع. ولا تزال العذراء تشفع فينا، أطلبنا منها ذلك أم لم نطلب......... تشفع بصمت دون أن يشعر بها أحد..... فهي الأم الساهرة التي لا تهمل أحدا من أبنائها.... تعرف أن في هذا البيت طفل ينقصه رغيف خبز، وذاك على الطريق منبوذاً يحتاج لمن يحبه، وهناك سجين ينقصه كلمة تعزية، ومريض يحتاج إلى طبيب، وعائلة بلا مأوى،........
طوباك يا صمت المعذّبين بخطاياهم.... الذين يظنون أن لا أحد يتألم لهم ويشفع فيهم كي يتوبوا ويعودوا لأحضان الآب السموي!....... يا بكاء الذين لا يعرفون الندم، وقد تجبّرت قلوبهم. ها هي أمكم تبكيكم بدموع غزيرة، لعل الرب يشفق عليكم ويفتح لكم بابا للندم وللأمل!......... طوباك يا من لا تغضبين ممن يهينونك، بل تصبرين وتشفعين لهم بأنات حزينة!.......
أما أنت، فإكرامك أبداً من عند الرب....ولا يقدر أحد أن يغيّر في أحكام الله، كائناً من يكون. يا شذا طيب المسيح.....صلّي لأجلنا! يا أماً حبيبة....علّمينا أن نصمت لنرى ما في قلوبنا من كبرياء وخطف وتشويه وظلم...... وساعدينا أن نتعلم من فضائلك وصمتك.. حتى مثلما تبكين العالم بدموعك، تفرحين بأبنائك بابتسامة.
فلتصمت يا من تملأ الدنيا ضجيجاً بلا طائل! ولتغرْ من العذراء القديسة فتتعلم منها.... لا أن تحسدها فتسلبها بكرياء!.... لتُبكمْ أفواه الكذب المتكلمة على الصدّيق بكبرياء" (مزمور 18:31)، لأن "مبغضي الصدّيق يُعاقبون" (مزمور 21:34) منقول | |
|