mary_jesus مساعد مدير
ما هي ديانتك : انا مسيحي
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 1817 نقاط : 9035 تاريخ التسجيل : 27/07/2010 العمر : 30 الموقع : قلب بابا يسوع العمل/الترفيه : لتكن مشيئتك يارب
معرÙØ´ بقي
| موضوع: فى نياحة العذراء مريم الخميس أغسطس 05, 2010 4:04 pm | |
| اليوم، يرتاح تابوت عهد الله الحي، تلك التي حملت خالقها في حشاها، فيستقر في هيكل الرب غير المصنوع بالايدي0 اليوم، تلك الحمامة المقدسة -النفس الطاهرة النقية التي كرسها الروح الإلهي- بعد أن طارت من الفُلك، اي جسدها، الذي استقبل الله ينبوع الحياة، وجدت "مكانا تضع عليه رجلها" (تكوين 8: 9)0 لقد ذهبت الى العالم المعقول واستقرت على الارض الطاهرة في الملكوت السماوي0
اليوم، العذراء البريئة من الدنس، التي لم تخامرها عاطفة ارضية، بل تغذت بالافكار السماوية، لم تعد الى التراب، بما انها بالحقيقة سماءٌ حية، لان الذي لا مقر له، قد جعل نفسه فيها طفلا صغيرًا، وجعل منها مقر أُلوهيته0
اليوم كنز الحياة، لجة النعمة، تدخل في ظلال موت يحمل الحياة0 تتقدم منه بدون خوف، تلك التي ولدت مُبيده، هذا، اذا جاز أن نسمي موتًا رحيلها المفعم قداسة وحياة0 كيف تقع في سلطان الموت، من كانت للجميع ينبوعًا للحياة الحقيقية؟ غير انها تخضع للشريعة التي وضعها ابنها0 وكابنة لآدم القديم، تفي الدين الوالدي، لان ولدها عينه، الذي هو الحياة في ذاته، لم يرفض ذلك0 ولكن بصفتها والدة الله الحي، فمن العدل أن تُنقل اليه0 فكيف لا تعيش مدى الدهر تلك التي قبلتِ الحياة عينها بدون بداية ولا نهاية؟ (القديس يوحنا الدمشقي)
من الواضح ان اعياد والدة الإله منسوخة عن اعياد السيد ليتساقط عليها بهاء المسيح0 فكما له البشارة جعلنا لها حبل حنة، وكما له الميلاد أقمنا لها ميلادها، وكما له الخلاص صليبا وقيامة وضعنا لها ذكرى رقادها الذي يعني موتها ونصرها0 ليس في العهد الجديد ذكر لموتها لأن العهد الجديد كتاب عن الرب يسوع وليس سيرة قديسين، غير ان آباءنا تكلموا على رقادها في اورشليم (ان تحديد تاريخ انتقالها مجرد تكهن ولا يهمنا لتقوانا)0 هذا عيد نأخذه من التراث ولا نسعى الى معرفة الأحداث في دقتها0 هاجسنا هو المعنى0 والمعنى ان التي لم تعرف فسادا في حياتها لم تعرف كذلك فسادا في مماتها0 الفكرة الأساسية في العيد ان والدة الإله هي في المجد الإلهي وتعاين الله وباتت اكرم من الملائكة في جسدها الممجد0 ويبدو هذا العيد مختصرا لكل بهاء العذراء0 فكان يجب ان تلتحق بابنها قبل الدينونة التي ننتظرها نحن لنلتحق به حقا0
تبقى في السماء مصلية لنا، وتظهرها ايقوناتنا عن يمين السيد في السماء فتوحي الايقونة ان المخلص يُسقط مجده على أمه0 فمنه اخذت النعمة وتأخذها ابدا0 واذا نحن ذكرناها ودعوناها مطوبة -وهذا ما قالته لإليصابات- فهي تعرف ان كل شيء يجيئها من المسيح لأنها في دوام السجود له واستمطار نعمة الروح القدس من اجلنا0 هذا الالتصاق الدائم بينها وبين ابنها نظهره في ايقونتها الأساسية وهي دائما ممثلة فيها حاملة الطفل الإلهي0 في الايقونسطاس هذا قانون0 مع ذلك عندنا ايقونات قليلة تمثلها وحدها متضرعة0
نحن لا نقف عند العذراء0 نمشي معها الى سيدها وسيدنا0 ولذلك باطل هذا الكلام الشعبي انها تفهمنا لأنها أُم او لأنها انسان مثلنا0 هذه بدعة0 هذا توقف عند امرأة لم تتوقف ابدا وسارت دائما الى ابنها0 المسيح اقرب الينا من كل كائن بشري لانه وحده المخلّص0 وهو يتنازل مباشرة الينا0 نحن لسنا عاجزين عن ان نذهب الى يسوع مباشرة، وليس بيننا وبينه وسيط0 العذراء والقديسون ليسوا وسطاء0 انهم شركاء0 كلنا معا حول المعلّم. الذين هم فوق هم حوله ونحن كذلك حوله0 هذه دوائر مصلين ومرنمين0 هي ترنيمة واحدة تنشد في السماء وعلى الأرض0
لذلك مـن انقطع عن العذراء والقديسين ينقطع عـــن شركاء السيد0 ومن اكـرمهـم يكرمه لأن كـل ما عنـدهم هو منـه، فانـت لا تستطيع ان تتجـاهل احباءه0 فكما تلــوذ بالأتقياء الكبار هنا ان كنت تقيا تلـوذ بالقديسين ايضا لأنهـم اقتـربوا من المسيـح اقترابا كبيرا0 ولكن لا تقـف عندهم لئلا تجمـد انت0 ابــــــق معهم سائرا الى وجـه المسيح0 فحتى يستقيم اكرامك لوالدة الإله يجـب ان تستقيـم عبادتك للسيـد وان يحتـل هـو كل المقام في قلبك0 ليس له جزء من قلبك0 له ايـاه كله والقديسـون ضمن المسيحـ الذي فيك0 هم لا يتقاسمون نفسك0
واليوم اذا ذكرت ان العذراء هي في السماء فمن المهم جدا ان تقيم انت في السماء اي ان يكون عيد الرقاد-الانتقال عيدا لك، وهكذا تكون مرشحا كل يوم الى ان تمتلئ من حضرة السماء فيك0 منقول | |
|