20/09/2010
بقلم : صبحي فؤاد
لا اعرف حقيقة ما هى الحكمة او الاسباب التى تجعل النظام فى مصر يلتزم الصمت التام ازاء الاحداث الطائفية التى نسمع عن حدوثها من وقت الى اخر فى المدن والقرى المصرية ..
لماذا لم نسمع الرئيس مبارك ولو مرة واحدة منذ تولى الحكم خلفا للسادات يستنكر حادث اعتداء على الاقباط اوتعدى على ممتلكاتهم ودور عبادتهم من قبل المتطرفين والمتعصبين ؟
لقد سمعنا الرئيس منذ ايام يحذر من مغبة اهانة المسلمين والاسلام ..وبينما كان يقول كلمتهم امام بعض رجال الدين الاسلامى كان هناك مئات المتطرفين يتظاهرون امام جامع فى القاهرة مطالبين بعودة زوجة قس قيل باطلا انها اسلمت وخطفها الامن المصرى وسلمها الى الكنيسة وكانوا ايضا يرددون شعارات وهتافات بذيئة مخجلة يعاقب عليها القانون ولا تتفق مع اداب وتعاليم الاسلام ضد رأس الكنيسة قداسة البابا شنوده الذى كانوا حتى يوم الامس يلقبونه ب " بابا العرب والمسلمين" !!
ترى هل كانت مصادفة بحته ان نجد الرئيس يحذر العالم من اهانة الاسلام والمسلمين بينما كان بعض من ابناء شعبه يهتفون ضد البابا شنوده والاقباط ؟
مع مطلع الالفية الثالثة وبينما كان العالم يحتفل بحلول العام الجديد ثار الهمج القتلى على ابناء قرية الكشح فى صعيد مصر بسبب اشاعة وقاموا بذبح اكثر من عشرين رجل وطفل وامرأة وحرقوا بيوت الاقباط ومزارعهم وسرقوا مواشيهم .. يومها لم نسمع من الرئيس او احد مساعدية كلمة استنكار او تعزية كما لو ان ماحدث لم يقع على ارض البلد الذى يحكمها ومسئول عن سلامة ابناءها قانونيا واخلاقيا ..ترى لماذا ؟ هل لم يبلغه احدا بتفاصيل المذبحة واخفوا امرها عنه ؟ هل علم بها وفضل التزام الصمت لاى سبب من الاسباب ؟
وبعد مذبحة الكشح جرت مئات الاعتداءات والجرائم ضد الاقباط فى مصر ..كان ابشعها فى العام الماضى عندما اطلق رصاصات الغدر والكراهية على الاقباط وهم خارجين من الكنيسة بعد احتفالهم بليلة العيد فقتل سبعة من الشباب الصغير وهم يرتدون ملابس العيد ..
مرة اخرى لم نسمع الرئيس يستنكر ماحدث كما لو ان امر الاقباط المصريين الذين يمثلون ربع تعداد السكان لايهمه شأنهم من قريب او بعيد .. ترى لماذا ؟ لماذا لا يظهر الرئيس اى نوع من المحبة تجاة ابناءه المسيحيين مثلما هو الحال مع الغالبية المسلمة ؟
اين النظام والعدالة والقانون فى مصر مما يحدث للاقباط حاليا من حصار ادبى ومعنوى واعتداءات واهانات متكررة فى الخفاء والعلن .. لماذا التزم كبار رجال الدولة فى مصر الصمت عندما سمعوا قلة من المتطرفين تدعو لمقاطعة الاقباط فى مصر اقتصاديا؟ لماذا التزموا الصمت على الاتهامات التى وجها متطرف بان الكنيسة تخزن الاسلحة وتعد العدة للحرب فى مصر ؟ لماذا التزموا الصمت عقب اعتداء الهمج على مقابر الاقباط فى قرية بمدينة حلوان منذ ايام قليلة ؟
اين قوانيين الوحدة الوطنية ام انها فقط مجرد كلمات لزووم التجميل وصورة النظام امام العالم الخارجى ؟ اين قوانين النشر مما ينشر من سموم وبذاءات واهانات واشاعات وتحريض صارخ واكاذيب وافتراءات ضد بابا الاقباط والكنيسة ورجال الدين المسيحى؟
ان قلب المرء يحزن عندما يجد رئيس الدولة مشغولا معظم الوقت منذ توليه السلطة وحتى اللحظة بمشاكل الفلسطنيين والاسرائيليين والسودان والعراق والصومال والشيشان وجزر القمر واليمن والعراق وافغانستان وليبيا وغيرهم .. اما مشاكل اهل بلده ووحدتهم الوطنية فيبدوا للاسف انه لايجد الوقت الكافى لها او ربما هكذا يريد شعبه ممزقا مفرقا يتصارع ويتقاتل بعضه البعض ومن ثم لا يجد معارضة قوية له فى الحكم فيبقى حاكما حتى النفس الاخير فى صدره .
اننا نناشد الرئيس مبارك وكبار المسئولين فى الوطن وضع نهاية للطائفية فى مصر لانها بلغت حدا لايمكن السكوت عليه باى حال من الاحوال.. بل ولا ابالغ اذا قلت ان الاستمرار فى الصمت ازاء ما يحدث داخل مصر من صراعات طائفية بغيضة يعد بمثابة جريمة عظمى ضد الوطن والانسانية وكافة الاديان السماوية