هذه هي الصورة التي يحارب النظام بسببها د.محمد البرادعي
الأربعاء, 15-12-2010 - 12:52الأربعاء, 2010-12-15 12:51
محمد هشام عبيه
صورة
عميقة الدلالة مثل هذه الصورة، هي التي تجعل النظام "يسن أسنانه" و"يسخن
رجاله" من أجل الهجوم والنبش في سيرة وسمعة د. محمد البرادعي الذي أصبح
–سواء أعجب البعض هذا أو لم يعجبه- رمزا رئيسيا للتغيير في مصر.
الصورة
تم التقاطها السبت الماضي في منزل دبلوماسي مصري سابق هو "المصري السعدي"
في مغاغة بمحافظة المنيا، وفيها يظهر د.محمد البرادعي ويده في يد والدة
خالد سعيد- الذي صار أيقونة المصريين الذين توفوا على يد رجال الشرطة بعد
تعذيب مروع- وأحد قساوسة المنيا.
الأشخاص الثلاثة الذين يظهرون في
الصورة وأيديهم متشابكة في قوة، يمثلون ثلاثة شرائح مهمة في مصر لو حدث
وتشابكوا معا-في الواقع وليس عبر الصورة الفوتغرافية فحسب- لتغيير وجه
المستقبل تماما، البرادعي بما يمثله من تيار ليبرالي حقيقي يتطلع إلى حياة
ديمقراطية في مصر، والقس الذي يعبر عن ما يقرب من 10 ملايين مصري من
الأقباط، ووالدة خالد سعيد التي هي تجسيدا لعشرات الملايين من المصريين
البسطاء "المسلمين" وغيرهم الذين ضاعت أعمارهم وراح أبنائهم في حياة معذبة
فيما بقي النظام ثابتا مستقرا.
وإذا كان التواصل الشعبي مع البرادعي في
تصاعد مستمر، فإن ظهور القس في الصورة يقلب كل الموازين والمعادلات، لأنه
يحمل معنى واحدا فقط هو أن الأقباط – ورموزهم الدينية- كفروا أخيرا بنظام
مبارك وأدركوا أن الأفضل لهم هو التغيير الحقيقي وعبر رمز بقيمة ومكانة
وأهمية د.محمد البرادعي، وهكذا كان لابد من التضييق و"التسخيف" عليه في
المطار حين يعود، ولابد أن يتدخل الأمن لمنعه من دخول نقابة الصحفيين حتى
لاتظهر صور ذات دلالات أهم.
لاحظ أيضا أن يد القس التي تتواصل مع يد
البرادعي عبر يد والدة خالد سعيد، تقف في وجه النار التي فتحتها الصحف
والأكشاك والتليفزيونات الحكومية على البرادعي حينما قال أنه سيمد يده
للإخوان المسلمين من أجل تحقيق التغيير، لدرجة أن مجلة حكومية باقتدار خرجت
بغلاف يتحدث عن "آية الإخوان الكبرى..محمد مصطفى البرادعي" في محاولة
قديمة وبائسة للقول بأن البرادعي صار "متأسلما"، وهو قول في الغالب الأعم
"عبيط"، ولايحتاج إلى قرائن ودلائل كثيرة للتأكيد على أن البرادعي رجل
منفتح على كل التيارات السياسية، إلا أن صورة قس المنيا أتت بشكل تلقائي
لتؤكد ذلك المعنى الذي سيحدث الكثير جدا في بر مصر حينما لايقتصر على صورة
فوتغرافية واحدة وإنما صورة مليونية تضم كل المصريين المتطلعين إلى التغيير
وحياة "بجد".