تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية
43- البابا ألكسندروس الثاني
( 704 - 729 م)
المدينة الأصلية له : بناوبوصير - المحلة الكبرى
الاسم قبل البطريركية : الكسندروس
الدير المتخرج منه : دير الزجاج
تاريخ التقدمة : 30 برموده 420 للشهداء - 25 أبريل 704 للميلاد
تاريخ النياحة : 7 أمشير 445 للشهداء - أول فبراير 729 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : 25 سنة و9 أشهر و7 أيام
مدة خلو الكرسي : شهرا واحدا و23 يوما
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالأسكندرية
محل الدفن : المرقسية بالأسكندرية
الملوك المعاصرون : عبد الملك بن مروان - الوليد بن عبد الملك - سليمان - عمرو بن عبد العزيز - يزيد بن عبد الملك - هشام
+ ترهب بدير الزجاج غرب الإسكندرية، ونظراً لعلمه وتقواه أختير للبطريركية وقد نالته في مدة رئاسته شدائد كثيرة فلقد قبض الوالي عليه وظل يعذبه حتى افتداه المؤمنون بثلاثة آلاف دينار، فأهلك الله هذا الوالي سريعاً، وبعده جاء وال آخر فقبض على البابا وطلب منه ثلاثة آلاف دينار فمضى البابا إلى صعيد مصر وجمعها وأعطاها للوالي... وبعد ذلك بقليل قام وال آخر شرير كلف المسيحيين بأن يرسموا على أيديهم اسم الوحش بدلاً من علامة الصليب و تجاسر وطلب ذلك من البطريرك، فأبى البابا وطلب مهله ثلاثة أيام وفيها حبس نفسه في قلايته وسأل الرب يسوع أن لا يتخلى عنه في هذه الشدة فمرض مرضاً بسيطاً ثم تنيَّح بسلام بعد أن قضى في الرئاسة 24 سنة و9 أشهر.
عيد نياحته في السابع من شهر أمشير.
صلاته تكون معنا آمين.
معلومات إضافية
بعد نياحة البابا سيمون الأول لم يتمكن الأساقفة من إقامة خلفه، فخلا الكرسي بعده ثلاثة سنوات وتسعه اشهر وسبعه أيام وطلب أثناسيوس وهو موظف قبطي في الديوان من الوالي أن يسمح للأنبا اغريغوريوس أسقف القدس أن يتولى إدارة أعمال الكنيسة، فكتب له الوالي أمرا بذلك واستمر يدير أعمال الكنيسة حتى انتخب باجماع الأراء الأنبا الكسندروس، وكان راهبا وديعا عالما بالكتب المقدسة، وكان اسمه قبل البطريركية الكسندروس أيضا. وترهب في دير الزجاج وأقيم بطريركا بعد استئذان الوالي في يوم عيد مارمرقس في 30 برمودة سنة 420 ش الموافق 25 أبرايل سنة 704 م، وعاصر من الحكام عبد الملك بن مروان - الوليد بن عبد الملك - سليمان - عمر بن عبد العزيز - يزيد بن عبد الملك - هشام بن عبد الملك.
ولقد سبب الشيطان ضيقا للبابا وذلك انه بعد وفاة عبد العزيز تولى الخليفة ابنه عبد الله على مصر ولما مضى البطريرك للسلام علية سأل عنه، فقيل له انه بطريرك النصارى فقبض عليه وسلمه لحاجبه وامرة أن يعذبه حتى يدفع ثلاثة الاف دينار! فأخذه الحاجب وأقام ثلاثة أيام وتوقع الأقباط أن يتنازل عن شئ فلم يمكن وتقدم شماس اسمه جرجس إلى الحاجب وقال له "هل تطلب نفس البطريرك أم المال" فأجابه المال، فقال له الشماس سلمه لى لمدة شهرين لأطوف به على أولاده المؤمنين فأجمع له هذا المال. فجال به الشماس في الوجه البحرى وجمع المال وسلمه للوالي.
ثم تولى بعد عبد الله الأمير قرة وكان هناك موظف بديوان الأسكندرية رجل قبطي يدعى تاوضروس وكان عدوا للبطريرك، فما وصل قرة إلى مصر توجه إليه البطريرك ليؤدى واجب السلام، فأخرجه تاوضرس فقبض قرة على البطريرك والزمه أن يدفع ثلاثة الأف دينار فقال البطريرك "أنى لا املك هذا المال" فقال له الوالي "لابد من دفع هذا المبلغ ولو بِعت لحمك!" فطلب البطريرك من الوالي أن يسمح له أن يزور الوجه القبلى، ووعده بأن يرسل له كل ما يتحصل عليه من أبنائه بالصعيد. وزار البابا البطريرك الصعيد ففرحوا به فرحا عظيما وبخاصة انهم لم يشاهدوا بطاركة بعد البابا بنيامين الذي كان مختفيا عندهم.
وحدث في الأيام أن سائحا يدعى فيلسطس وهو مقيم على صخرة وكان معه ولداه الراهبان، فأمرهما بان يهيئا له مكانا خلف الصخرة. وبينهما هما ينظفان الأرض وجدا كنزا عظيما في خمسة أواني، فأخفيا عنه واحدا واظهرا له الأربعة، فشكر السائح كاتب البطريرك والراهب جرجس وكلية وأعطاهما الأربعة أوانى ليسلماها للبطريرك فجربهما الشيطان فدفنا الأوانى. أما الرهبان فقسما الإناء الذي أخفياه عن السائح وعاشا عيشة مترفة وتركا عيشة الرهبنة! وظهرا بمظهر سيئ حتى شك في أمرهما الوالي وقبض عليهما، واعترفا بما حدث جميعه، وعرف الوالي أن الأربعة أوانى الباقية سلمت لبطريرك النصارى فأمر بغلق الدار البطريركية، واستولى على كل ما فيها من الأوانى والذهب والفضة والكتب والمقتنيات، واستحضر البابا وهم بقتله بسبب قوله انه ليس معه ذهب وكَبَّلة بالحديد وطرحة في السجن سبعة أيام وأخرجه ليقوم بدفع 3 ألاف دينار، ورجع البطريرك يستعطى الأقباط حتى حصل على المبلغ ودفعه للوالي.
وقد وشى أناس أسرار للوالي بأن البطريرك لديه قوم يضربون الدنانير (يزورونها)، فأحاط جنود الوالي البطريركية وقبضوا على البطريرك وأصحابه وأهانوهم وضربوهم، وبعد ما تحقق لهم كذب التهمة التي وجهت إليهم تركوهم. وقد قامت على هذا البطريرك أيضا زوابع داخلية من نصارى الإسكندرية وكهنتها إذا ساروا عليه طالبين مرتبات الكنائس، وحيث انه لم يكن لدى البابا ما يدفعه لهم هداهم ورجاهم أن يسكتوا، وأعلمهم انه لا يوجد بالدار البطريركية مالاً ولا شيئ يرضيهم به. فثاروا عليه ثورة كبيرة وشنعوا به مما اضطره أن ينتهرهم ويطردهم.
وبعد ذلك لحقه عذاب شديد من بطريرك ملكانى والولاة الظالمين، ثم مرض وهو في حراسة جنود الوالي، وكان تلاميذه يريدون نقله إلى الإسكندرية في مركب ألا أن الجنود قبضوا عليهم، وفي هذه الأثناء توفي البابا في 7 أمشير سنة 445 ش الموافق أول فبراير سنة 729 م ودفن في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية التي عاش فيها مدة رياسته، ولقد عاصر من الحكام عبد الملك بن مروان واليد عبد الملك وسليمان وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك وهشام بن عبد الملك.